مصدر مسؤول في إدارة PYD يكشف لـ(باسنيوز): ادارة لامركزية شمال شرق سوريا بدعم أمريكي
قال ان الروس والايرانيين سيقبلون بها في نهاية المطاف
أكد مصدر مسؤول في الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، اليوم الأحد، أن المناطق الواقعة شمال شرقي سوريا سوف تكون ضمن «إدارة لا مركزية» في المستقبل بالاتفاق مع النظام السوري وبدعم من قوات التحالف الدولي.
وقال المصدر الكوردي المسؤول لـ(باسنيوز) : « تم تشكيل إدارة موحدة لمناطق شمال شرقي سوريا التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من تنظيم داعش وتضم المناطق الغنية بالثروات الباطنية مثل الحسكة، دير الزور، الرقة، ومناطق أخرى في الشمال».
وأضاف المصدر ، مشترطاً عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح ، أن « الإدارة الجديدة التي تم تشكيلها بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية سوف تدير الإقليم الجديد الذي يضم العرب والكورد والسريان إلى حين الوصول لإدارة لا مركزية لسوريا المستقبل».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبالتوازي مع تصاعد اللهجة الروسية أخيراً ضد الوجود الأميركي في قاعدة التنف جنوب سوريا، حذّر من ماسماه «خطورة التحركات الأميركية في مناطق شرق الفرات»، وقال إن " الولايات المتحدة تحاول إقامة دويلة شرق الفرات بمساعدة حلفائها في سوريا".
وقال لافروف إن «الولايات المتحدة، ومن خلال حلفائها السوريين، وبالدرجة الأولى من خلال المكوِّن الكردي، تحاول استخدام هذه الأراضي لإقامة دويلة، هذا أمر غير شرعي ولا يمكن القبول به»، موضحاً أن واشنطن «نشطت خطواتها لإنشاء أجهزة سلطة موازية بديلاً عن أجهزة السلطة السورية الشرعية، وتعمل على إعادة وإسكان اللاجئين هناك».
المصدر المسؤول في إدارة PYD اشار بالقول إلى أن « الإدارة المركزية المباشرة أودت بسوريا إلى التهلكة ، لا بديل عن إدارة لا مركزية في المستقبل، وهذه إرادة كافة مكونات الشعب السوري».
مشدداًعلى أن « الولايات المتحدة الأمريكية تقف إلى جانب الإدارة الجديدة وسوف يقبل النظام وحلفائه من الروس والإيرانيين بصيغة سوريا لا مركزية في المستقبل في نهاية المطاف».
وأكد المصدر ، بالقول « سوف يكون لمجلس سوريا الديمقراطية مقعد في المفاوضات السورية وفي لجنة إعداد الدستور بدعم من قوات التحالف الدولي قريبا».
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد قال إن «كورد سوريا شركاء عظماء للولايات المتحدة»، مشدداً على أن «واشنطن ستضمن لهم مقعداً في المفاوضات حول إحلال السلام في البلاد التي مزقتها الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات».
وقال بومبيو في كلمة ألقاها في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، إن «كورد سوريا هم طرف في المفاوضات حول مستقبل سوريا».
وبومبيو هو أكبر مسؤول أمريكي يؤكد التزاماً طويل الأمد تجاه كورد سوريا.
وتمتلك القوات الأمريكية مطارات وقواعد عسكرية عدة في غربي كوردستان (كوردستان سوريا) وشرقي نهر الفرات ، وتقوم بدعم وتدريب الوحدات الكوردية التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكوردستاني PKK الذي تصنفه انقرة "منظمة إرهابية".
وكان عبد السلام أحمد ، مستشار المجلس التشريعي في مقاطعة الجزيرة، قال لـ(باسنيوز) امس السبت : «إننا موجودون على الأرض ونمتلك قوة عسكرية هي الثانية على الأرض السورية ، فلذلك لا يمكن الحديث عن حل سياسي في سوريا دون وجودنا على رأس طاولة المفاوضات، وأية مباحثات تهدف إلى إخراج البلاد لبر الأمان ».
وأوضح أحمد ، بالقول « لم تتبلور بعد الآليات لحضورنا المفاوضات أو مشاركتنا في لجنة إعداد الدستور الذي يجري الحديث عنه، ولم يتم بعد التوافق عليه».
ومن جانبها نشرت صحيفة «حرييت» التركية تقريرا ذكرت فيها تفاصيل ما قالت انها "الاتفاقية السرية" بين النظام السوري والوحدات الكوردية بشأن مناطق شرق الفرات » ، مؤكدة على أهمية التوقيت الزمني لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حول شرق الفرات.
وكان الرئيس التركي قد قال ، يوم الجمعة ، إن : « جيش بلاده قد يقوم قريباً جداً بعملية جديدة عابرة للحدود شمالي سوريا، في مناطق يسيطر عليها الكورد».
وقال أردوغان خلال حفل عسكري لتكريم جنود القوات الخاصة التركية: «إن شاء الله، قريباً جداً سنقضي على أوكار الإرهاب شرقي الفرات».
وذهبت صحيفة «حرييت» إلى أنّ الدور الأمريكي بدا جليّا في الاتفاقية السرية، معدّدة بنودها على النحو الآتي:
1- جعل وزارة الطاقة والبترول في سوريا بيد الكورد.
2- تمنح الوحدات الكوردية 25 بالمائة من عائدات البترول للنظام، مقابل أن يقدّم الأخير للوحدات دعماً هندسياً يسهم في زيادة السعة الإنتاجية للبترول.
3- تشغيل آبار النفط والغاز الطبيعي في دير الزور من قبل الوحدات الكوردية بالتعاون والتنسيق مع النظام.
4- يزوّد النظام الوحدات الكوردية بالوقود المكرّر والمصفّى.
5- عملية تزويد النظام للوحدات الكوردية بالوقود المكرّر، تتولاها شركة أمريكية.
6- إمداد المنطقة التابعة لسيطرة الوحدات الكوردية بأنابيب وخطوط نقل الطاقة.
وأضافت «أنّ الاتفاقية ما بين النظام والوحدات الكوردية ما زالت مستمرة، موضحة أنّ الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم الوحدات بالسلاح تكسب الأموال من خلال مصادر الطاقة الموجودة في شرق الفرات، مؤكدة أنّ عائدات الوحدات الكوردية من الطاقة وحدها بلغت حتى الآن 2 مليار ليرة ، لافتةً إلى عدم صعوبة تخمين الجهة التي تذهب إليها هذه العائدات، في إشارة منها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية (تشكل الوحدات الكوردية نواتها) على 28 في المائة من مساحة البلاد ، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض، بعد قوات النظام التي تسيطر على نحو 60 في المائة.