اخبار العراق الان

  سمعتها لم تكن تصرخ ...بل تستصرخ.....تستغيث...وصوتها ...ابكاني لقد اختنقت ...امتلأ جوفها ...وفاض...امتلأت البحيرات والأنهار والبحار والمحيطات...كلها كانت تستغيث ....سمعتها الغيوم...فأشفقت عليها....وانخفضت...ارتشفت قليلا ثم هربت الى الأعلى خائفة ترتعد فرائصها من هول ما ارتشفت...لقد كانت دماء شبابا وأطفالا وعجزة....دماء لآثار تحكي تاريخا وحضارة.....دماء وطن ابي بشعبه...ذليل بقادته...مباع من تجاره.... انقسمت الغيمة الكبيرة الى غيمات صغيرة ....والغيمات الصغيرة الى اصغر فأصغر حتى بدت كخطوط متماوجة متناحرة....كل ذلك رأيته في تلك الثانية من ذلك المساء ...بينما كنت عائدة من عملي ...الشارع كان مزدحما بالسيارات المسرعة....أردت أن أقف ...أن أتأمل....أن  أسأل...لكن هيهات فبهذه البلد لا وقت للتأمل ...ولا للسؤال العمل....ثم العمل ....اهم شيء هنا....وصلت الى البيت ورحت انظر الى الصور التي التقطها...واسأل قسيمات الغيوم المتناحرة.....ترى أين ستفرغ مابجوفها .هنا تذكرت ما روته لي جدتي ذات ليلة {من ضمن الحكاية أنه في آخر الوقت ستمطر السماء دما...ربما....تمطر السماء دما!!!!