اخبار العراق الان

وزراء بدون وزارات !!!

وزراء بدون وزارات !!!
وزراء بدون وزارات !!!

2018-10-20 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


  فيما مضى كنا ننظر الى ان منصب وزير الدولة على انه شرفي ، بدون وزارة فعلية ، يمنح الى عدد قليل جداً من السادة المسؤولين تكريماً لهم ولخدماتهم التي قدموها للوطن ، اما اليوم فان اغلب الوزراء قد اصبحوا وزراء دولة ليس لهم وزارات فعلية ، اي انهم وزراء بالاسم فقط ...   بحثت عن وزارة الصناعة فوجدت وزيراً بلا وزارة ، حيث ان المصانع قد اصبحت في خبر كان ، ولم تعود تنتج شيئ ، فكل ما نحتاجه يستورد من قبل اشخاص معينين وفق اختصاصاتهم وعلاقاتهم ، من الابرة الى الصاروخ كما يقال ...   بحثت عن وزارة الزراعة ايضاً فوجدت وزيراً بلا وزارة ، فلم يعد للزراعة ذكر في ارض السواد كما كانت تسمى ، فكل ما نأكله يستورد من قبل اشخاص متخصين في استيراد الفواكه والخضروات بمختلف اصنافها وانواعها واشكالها من دول الجوار طبعاً ...    ذهبت ابحث عن وزارة الموارد المائية ، لكي اسأل عن نهري دجلة والفرات بعد ان افتقدتها ولم اعد الاحظهما ،  فوجدت وزيراً بدون وزارة يشتري الماء المعلب ، الذي يستورد من دول الخليج العربي بقناني صحية ليشرب منها فيروي عطشه في بلاد النهرين كما كانت تكنى ...   ذهبت ابحث عن وزارة الصحة بعد ان اصابني الاعياء من شدة الحسرة والالم لكي استشفي ، فوجدت نفسي في مسلخ يطلق عليه اسم مستشفى مملوء بالامراض والاوبئة والاوساخ ، يفتقد الى ابسط الشروط الصحية الواجب توفرها ، عندها ايقنت ان هنالك وزير ولا توجد وزارة ...   الحال هو الحال عندما بحثت عن الكهرباء لدى منتجي الكهرباء ، وعن الخدمات لدى البلدية ، عن الامن لدى الداخلية ، وعن السيادة لدى الدفاع ، وعن المكانة لدى الخارجية ، وعن التربية في التعليم ، وعن الارتقاء في التعليم العالي ، وعن الذوق في الثقافة ، وعن الصدق في الاعلام ، وعن النظرة المستقبلية في التخطيط ، الخ من الوزرات ...   الحق يقال اني لاحظت وجوداً حقيقاً في وزارتين فقط  : الاولى وزارة التجارة من خلال عظمة توفير مفردات البطاقة التموينية من حيث النوعية والكمية ، فما يحصل عليه الفرد في الشهر يكفي لفترة اطول ، وعند الاستخدام يلقى به الى مكبات النفايات اجلكم الله لعدم الصلاحية للاستهلاك البشري ...   والثانية وزارة الهجرة والمهجرين حيث بلغت اعداد الذين هاجروا الى خارج الوطن عدة ملايين ، كما بلغت اعداد المهجرين من مناطقهم قسراً ارقاماً لا يمكن ان تعقل ، لتمتلئ بهم مخيمات النازحين في اغلب المحافظات ...   يبقى السؤال الاهم : هل العراق فعلياً بحاجة الى مجلس للوزراء ؟؟؟   لله درك ياعراق الشرفاء ...