اخبار العراق الان

عاجل

تحليل | رصاصة واحدة لن تكفي الإنتر، وميلان لم يحضر الديربي

تحليل | رصاصة واحدة لن تكفي الإنتر، وميلان لم يحضر الديربي
تحليل | رصاصة واحدة لن تكفي الإنتر، وميلان لم يحضر الديربي

2018-10-22 00:00:00 - المصدر: جول



كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر


انتزع الإنتر انتصارًا قاتلًا من ضيفه ميلان في ديربي ميلانو ضمن الجولة التاسعة للدوري الإيطالي، وجاء الفوز برأسية ماورو إيكاردي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع التي استغل بها تمريرة ماتياس فيسينو العرضية الممتازة وخطأ الحارس جانلويجي دوناروما في التعامل معها.

إلى أبرز الملاحظات عقب المباراة ...

منذ سبتمبر 2005، ماذا فعل برشلونة حين غاب عنه ميسي؟


إنتر | انتصار مستحق، لكن رصاصة واحدة لن تكفي


فاز الإنتر في اللحظات الأخيرة كما اعتاد هذا الموسم، وهو ما تحدثت عنه وحذرت ميلان منه، وهو ما يؤكد الحالة البدنية الممتازة والأهم الحالة الذهنية الممتازة للاعبي النيرادزوري في المرحلة الأخيرة من المباريات، دومًا ما يكون الجميع حاضر وفي كامل تركيزه ... في المقابل نجد تراجع حاد في التركيز عند ميلان هذا الموسم، أمر تكرر هذا الموسم أن يقبل أهدافًا في الجزء الأخير من مبارياته. هنا نجد الفارق في شخصية وعقلية الفريق واللاعبين.

الإنتر لم يسرق الانتصار اليوم، بل كان الطرف الأفضل بوضوح طوال اللقاء، والأهم أنه كان الطرف الأكثر شجاعة وجرأة ورغبة في الفوز، منذ بداية اللقاء والفريق يُهاجم ويضغط ويتقدم للأمام، ورغم التراجع النسبي في الشوط الثاني إلا أنه حافظ على أفضليته الهجومية وسيطرته الدفاعية على هجوم ميلان الخجول جدًا أو لنقل الغائب تمامًا اليوم.

أسلوب إنتر الهجومي واضح جدًا وتحدثت عنه أيضًا في مقال سابق، هو فريق يلعب على التمريرات العرضية من ظهيريه وطرفيه وأحيانًا لاعبي وسطه، لحظة لعب التمريرة العرضية يتحرك لاعبو الفريق للتواجد والتمركز داخل منطقة الجزاء بحيث يتواجد 3-4 لاعبين داخل المنطقة، هذا الأمر تكرر دومًا اليوم ... الفريق سجل هدف ألغاه الحكم وسدد في القائم وسجل وكل هذا من تمريرات عرضية! هل تعلم عزيزي القارئ أن إنتر اليوم لعب 35 تمريرة عرضية من اللعب المفتوح.

الإيجابية في هذا الأمر هو أن الفريق استطاع اليوم فرض أسلوبه الذي يمتاز به على منافسه، وطبقه بجودة جيدة جدًا خاصة في الشوط الأول، وأجبر منافسه على العودة لمناطقه ومرر لمنطقة جزائه العديد من التمريرات العرضية ... لكن عاب هذا الأسلوب اليوم خسارة لاعبيه لمعركة الهواء داخل منطقة جزاء ميلان نتيجة تفوق مدافعي ميلان، بجانب أن الكثير من التمريرات العرضية لم تكن بالدقة المناسبة وعاب بعضها التسرع.

لكن السلبية في الأمر أن الفريق لا يمتلك سوى تلك الرصاصة في هجومه، ورصاصة واحدة لن تكفيه أبدًا طوال الموسم! هل تذكرون التمريرة البينية التي مررها بورخا فاليرو لإيكاردي قبل أن يتدخل رومانيولي ويُنقذ ميلان من هدف مؤكد؟ تلك اللقطة هي بالظبط ما تنقص هجوم إنتر ويجب أن تتكرر كثيرًا، يجب أن يُنوع الفريق مناطق هجومه وينقل جزء من غزواته لعمق الملعب، المباراة اليوم ورغم كل تفوق إنتر كادت أن تنتهي بالتعادل السلبي نتيجة فشل أسلوب الفريق في الوصول لمرمى دوناروما، لكن لو كان لديه 3-4 تمريرات بينية خلال اللقاء لحسمه مبكرًا ربما.

سباليتي اختار اليوم اللعب بالكرواتي فيرساليكو في الجانب الأيمن بدلًا من دامبروزيو، كان واضحًا أنه يُريد ظهير قوي دفاعيًا وأيضًا جيد في التمريرات العرضية والأهم قادر على لعبها من أي مكان بجانب تميزه بدنيًا. لعب فيرساليكو جيدًا اليوم وتقدم للهجوم لأن الظهير المقابل "أسامواه" ثبت للدفاع أكثر حتى لا ينطلق سوزو في المساحة خلفه. فيرساليكو لعب اليوم 10 تمريرات عرضية مقابل واحدة فقط من أسامواه!

يبقى مارسيلو بروزوفيتش هو كلمة السر في منظومة تحرك الكرة في وسط ملعب الإنتر، هو يلعب دور قريب لدور بيانيتش في يوفنتوس، كل الهجمات تمر عليه، وكل التحركات تبدأ عنده، مرر اليوم 103 تمريرة كأكثر لاعب في المباراة، 60 منها كانت في نصف ملعب المنافس بنسبة نجاح بلغت 80%. هذا اللاعب هو نقطة قوة النيرادزوري لكنه قد يتحول لنقطة الضعف لو تمت السيطرة عليه، ولو لاحظتم أن كيسييه بدأ يتفوق عليه خلال الشوط الثاني وهذا كان أحد أهم أسباب تراجع أداء الإنتر وسيطرته على وسط الملعب، خاصة أن الكرواتي خسر اليوم الكثير من المواجهات المباشرة وجلها كانت مع الإفواري.


ميلان | لا حلول هجومية، وتغييرات أفسدت المنظومة الدفاعية


لم يُقدم ميلان اليوم أي شيء يشفع له، كان سيسرق نقطة التعادل من مباراة لم يستحق بها أي نقطة! لعب جيدًا في الدفاع ربما، أجاد بعض لاعبيه بشكل فردي، لكنه كان غائبًا عاجزًا هجوميًا، لعب بجبن مرعب لجماهيره، لم يثق بقدراته وكان بمثابة الحاضر الغائب في ملعب سان سيرو.

جاتوزو اليوم منح ظهيره الأيمن كالابريا تعليمات بالثبات للواجبات الدفاعية وخاصة التغطية العكسية داخل منطقة الجزاء، لمحاولة إيقاف بيريشيتش ومنعه من دخول المنطقة، وقد نجح في هذا الأمر إلى حد كبير ومنع نقطة قوة كبيرة للإنتر ... في المقابل منح الظهير الأيسر رودريجز حرية في الانطلاق للأمام والمساندة الهجومية وقد صنع اللاعب فرصتين للتسجيل وظهر جيدًا أيضًا في احتواء بوليتانو جل أجزاء المباراة.

دفاع ميلان بشكل عام وبعيدًا عن لقطة الهدف كان الإيجابية الوحيدة من مباراة اليوم تقريبًا، تفوق الرباعي في المواجهات الفردية سواء في الهواء أو على الأرض، واستطاعوا التعامل جيدًا مع التمريرات العرضية العديدة للإنتر داخل منطقة الجزاء، ولعبوا بجرينتا وقتال ممتاز لمنع التسديدات المباشرة على مرمى دوناروما. هذا كله بمساعدة أداء ممتاز من لوكا بيليا خاصة في توفير الحلول المناسبة لهم للخروج بالكرة وتخفيف الضغط.

لقطة الهدف كانت هجمة مرتدة ولذا لم يكن الدفاع مصفوفًا بالشكل السليم، بدأ الخلل بخروج رومانيولي من منطقة الجزاء للجانب الأيسر لتغطية المساحة خلف رودريجز الذي كان متقدمًا، ولم ينجح القائد في منع التمريرة العرضية الممتازة من فيسينو، وداخل المنطقة ظهر الفارق في الذكاء بين إيكاردي وموساكيو، المهاجم خدع المدافع بشكل ساذج، وساعده التحرك الساذج والغير مبرر من دوناروما والذي يتحمل المسؤولية الأكبر في الهدف. لو قسمنا مسؤولية الهدف، نمنح فيسينو 15%، إيكاردي 5%، موساكيو 10%، دوناروما 70%. رغم كل التقدير لما قام به البومبر الأرجنتيني إلا أنه لن يكون مؤثرًا لو خرج الحارس بشكل سليم أو لو امتلك المدافع نسبة أكبر من الذكاء وقراءة اللعبة.

ميلان يُحاول دومًا هذا الموسم الخروج بالكرة من مناطقه بالعديد من التمريرات، معتمدًا على الجودة الفنية العالية للاعبيه، واليوم حاول فعل نفس الأمر لكن سوء حالة لاعبيه وفرض الإنتر المعركة البدنية على الملعب منع هذا الأمر، ولذا كانت الكرة دومًا ما تخرج من الثلث الدفاعي للميلان لتعود له سريعًا وهذا جعل دفاع الفريق تحت صغط متواصل خاصة في الشوط الأول. الأمر تحسن نسبيًا في الشوط الثاني نتيجة تراجع الإنتر قليلًا وتحسن مستوى كيسييه والجهد الهائل من بيليا.

ميلان لم يحضر الشوط الأول من الديربي، لم يظهر أبدًا في الملعب .. دفاعيًا كان جيدًا لكنه كان من السهل أن يخرج متأخرًا بهدفين على الأقل، وهجوميًا كانت محصلته 000، تحسن قليلًا في الشوط الثاني بفضل تحسن أداء بعض لاعبيه كما أسلفت وتراجع الإنتر كذلك وخوفه من الهجمات المرتدة، لكن هذا التحسن لم يصل للدرجة المرضية أبدًا، خاصة هجوميًا.

هجوميًا، ميلان يبقى أسير أداء ومردود سوزو وبونافينتورا، إن لعبا جيدًا ستظهر فرص ميلان وأهدافه، وإن كانا خارج المستوى أو تمت السيطرة عليهما أو انشغلا بواجبات دفاعية، سيغيب ميلان تمامًا .. وهذا ما حدث اليوم. لم يكن الثنائي في أفضل حالاته، انشغلا بواجبات دفاعية، نجح إنتر في السيطرة عليهما جيدًا .. اجتمعت العوامل الثلاثة.

بالطبع لا حاجة للحديث عن هاكان، صراحة لا أفهم حتى الآن لماذا مازال يلعب في الجناح الأيسر للهجوم! ألا يتابع جاتوزو المباريات؟ ألا يشاهد أن مردود اللاعب وإنتاجه يقترب من الصفر؟ لماذا لا تُمنح الفرصة لكاستييخو أو يتغير الشكل ويلعب كوتروني بجانب هيجواين؟ قد يكون للتركي دور تكتيكي جيد في الجوانب الدفاعية والضغط لكن هذا ليس دوره المطلوب في هجوم ميلان، لأنه حتى دور صانع الألعاب الطرفي لا يُجيده أبدًا.

بشكل عام وكما اتضح من كل مباريات الموسم، ميلان لا يمتلك حلولًا هجومية جيدة وفعالة! يعتمد بشكل كامل على الجهد الفردي للاعبيه، صحيح أن هناك بعض التحركات الجيدة من بونافينتورا وكيسييه مؤخرًا، لكنها غير كافية أبدًا والفريق حاجة لحلول جدية لتنشيط هجومه وإيصال الكرة لهيجواين الذي لم يلمس الكرة داخل منطقة الجزاء سوى مرتين اليوم!

الفريق بات بحاجة ماسة للتجديد، إما تغيير طريقة اللعب أو تغيير توظيف اللاعبين أو تغيير اللاعبين أنفسهم .. يجب أن تكون هناك حلولًا لدى جاتوزو خاصة أنه يعرف المشاكل جيدًا ويتحدث عنها دومًا. الفريق ليس بتلك القوة الدفاعية ليلعب بشكل دفاعي معتمدًا على الهجمات المرتدة، وكذلك لا يمتلك الأدوات اللازمة لنتفيذ المرتدات بالجودة المطلوبة وظهر هذا بوضوح اليوم أمام الإنتر.

دوناروما يحتاج لإنذار، هذا الإنذار يتمثل بجلوسه على مقاعد البدلاء وإشراك رينا بدلًا منه في الدوري الإيطالي، فاللاعب هذا الموسم متراجع بقوة ولم يعد نقطة قوة للفريق بل نقطة ضعف واضحة.

أخيرًا الحديث عن تغييرات المدرب السيئة، والسؤال الأهم هنا .. لماذا مازال باكايوكو يلمس الكرة بقميص ميلان؟ أعتقد أن إعادة اللاعب إلى لندن في أقرب طائرة هو الحل الأفضل، حتى لا يُفسد بقية زملائه في الفريق. جاتوزو أخطأ جدًا بإخراج "وحش الوسط" كيسييه الذي أرهق بروزوفيتش بدنيًا وحد كثيرًا من تأثيره، وكان جيدًا جدًا في مساندة بيليا بدنيًا ومساعدة الدفاع من العمق، وكذلك أخطأ المدرب في إخراج كالابريا صاحب التدخلات العكسية الممتازة وإشراك أباتي في آخر لحظات اللقاء، تغيير لن يكون مؤثرًا سوى أنه سيفسد الانسجام بين الرباعي الدفاعي وهذا ما حدث في لقطة الهدف. والتغيير الأسوأ كان إقحام كوتروني في مركز الجناح الأيسر! مادمت بحاجة لجناح أيسر ولن تغير من الشكل التكتيكي إلى 4-3-1-2 فالأفضل أن يُشارك كاستييخو أو لاعب وسط ويتحول بونافينتورا ليلعب بدلًا من هاكان. التغييرات اليوم كانت سلبية وأدت لتراجع أداء ميلان بوضوح.

تحليل | رصاصة واحدة لن تكفي الإنتر، وميلان لم يحضر الديربي
تحليل | رصاصة واحدة لن تكفي الإنتر، وميلان لم يحضر الديربي
تحليل | رصاصة واحدة لن تكفي الإنتر، وميلان لم يحضر الديربي