الكلاسيكو | إنريكي.. الخائن الأكبر في ريال مدريد!
«أشعر بغرابةٍ كبيرةٍ في كل مرة كنت أشاهد نفسي فيها على التلفاز أو في اللوحات الإعلانية مرتديًا القميص الأبيض» هكذا اختار لويس إنريكي مدرب برشلونة السابق أن يصف مسيرته كلاعب مع ريال مدريد قبل أولى مواجهات الكلاسيكو التي جمعته كمدرب بفريقه السابق في 2014.
إنريكي قضى خمس سنوات من مسيرته كلاعب كرة قدم مُدافعًا عن ألوان الفريق الملكي بين جنبات السانتياجو برنابيو حقق خلالها ثلاثة ألقاب محلية لكنه يؤكد أنه لا يحتفظ بأي ذكريات جيدة من تلك الحقبة في حياته بالمقابل لا يُمكن لجماهير الميرنجي أن تنسى «الخائن» وما فعله.
خلال مواجهة الكلاسيكو في إياب موسم 1994/95 وأمام جماهير البرنابيو ساهم إنريكي في انتصار فريقه على برشلونة بخماسية نظيفة، سجل الهدف الرابع واحتفل أمام الجماهير بشد قميصه نحو الأسفل وهو نفس المشهد الذي شاهدته جماهير الفريق الأبيض بعد سنواتٍ على نفس الملعب مع اختلاف ألوان القميص!
«أنا لا ألعب، أنا أرتاح كثيرًا وسيكون بإمكاني اللعب حتى سن الـ 60 أو الـ 70 بهذا المعدل من الراحة» انفجر إنريكي غاضبًا أمام الصحفيين لدى سؤاله عن استبعاده من قبل المدرب خورخي فالدانو قبل مواجهة ألباسيتي، لم يحظ إنريكي بفرص كثيرة للعب في آخر مواسمه مع ريال مدريد قبل نهاية عقده في يونيو 1996، إدارة النادي لم توافق على طلبه بتجديد عقده وزيادة أجره السنوي، ماطلت كثيرًا، ومع وصول فابيو كابيلو في صيف ذلك العام للإشراف على تدريب الملكي وطلبه تجديد عقد «اللوتشو» كان هناك من نجح في الوصول إلى توقيعه المجاني.
موقف السيارات في مطار باراخاس كان شاهدًا على توقيع صاحب الـ26 عامًا على عقده مع برشلونة في الوقت الذي ما زال فيه لاعبًا لريال مدريد بشكلٍ رسمي، إنريكي اعترف في وقتٍ لاحق أن ذلك التوقيع كان «سرًا» يعرفه الجميع.
«لم يكن هناك أي تواصل بينه وبين الجماهير» قال جينيس كارباخال وكيل أعمال إنريكي عقب إعلان توقيعه مع برشلونة وأضاف «لقد أخبرتني إدارة الريال أنها لن تُجدد عقده ولهذا السبب بحثنا عن نادٍ جديد، بعد ذلك وصل كابيلو وطلبوا مني محاولة التوصل لاتفاقٍ جديد مع إنريكي لكن الوقت كان متأخرًا».
في المؤتمر الصحفي التقديمي له كلاعب لبرشلونة قرر إنريكي أن يبدأ الحرب ضد ذكرياته مع الريال «لقد عرفت نفسي باللون الأبيض، لكني أشعر أني بحالٍ أفضل مع الأزرق والأحمر القاني»، تصريح أوصل إنريكي سريعًا لقلوب جماهير البارسا التي لم تتقبله في البداية.
لويس ميل، لاعب خط وسط برشلونة السابق، وزميل إنريكي في ريال مدريد وصف شعور لاعبي الفريق بعد رحيل إنريكي «في غرفة الملابس تعاملنا مع انتقاله إلى الخصم اللدود كحالة فردية، لم يكن بأفضل حالاته مع الريال وفي هذه الحالة كان عليه أن يقوم بما يعتقد أنه الأفضل».
في موسمه الثاني مع النادي الكاتالوني كان هجوم إنريكي أكثر قسوةً على جماهير الريال بعد أن سجل هدفًا في البرنابيو وتعرض للكثير من صافرات الاستهجان وصرّح «لا أهتم إطلاقًا بهؤلاء الناس» سيرجي بارخوان الظهير الأيسر السابق لبرشلونة قال عن تلك اللقطة «لقد سيطر علينا الضحك في غرفة خلع الملابس بعد المباراة، كان ذلك الاحتفال مميزًا» بينما أكد كارلس ريكساش عضو اللجنة الإدارية في النادي حاليًا واللاعب السابق في صفوف الفريق أن «جماهير برشلونة دعمته سريعًا، ما قدمه للبلاوجرانا لم يُعجب جماهير ريال مدريد».
لورنزو سانز رئيس ريال مدريد في ذلك الوقت انتقد الطريقة التي احتفل إنريكي فيها بهدفه لكن الأخير اختار أن يرد بسخرية «في المرة القادمة سأبكي بعد أن أُسجل إن أرادوا ذلك، أنا أقوم بواجبي، وإن كان الناس سيشترون التذاكر لإطلاق الصافرات ضدي فليفعلوا ذلك، لقد جئت إلى هنا لمساعدة الفريق، أنا فخور جدًا بقميص برشلونة ولا أهتم بأي شيء آخر».
خلال مسيرته مع برشلونة التي انتهت في 2004 نجح إنريكي في هز شباك ريال مدريد خمس مرات، زملاؤه أشادوا كثيرًا بتصرفاته مع الاستفزازات المتكررة من قبل جماهير الريال لكنه فقد السيطرة على أعصابه في عدة مرات ودخل في مناوشات مع لاعبي ريال مدريد ومنهم زين الدين زيدان.
إنريكي لم يكن اللاعب الوحيد بالطبع الذي انتقل مباشرةً بين أكبر منافسين في الليجا الإسبانية، لم يكن الأول ولن يكون الأخير، لويس فيجو كان صديقًا مقربًا لإنريكي في البارسا قبل أن يتجه إلى العاصمة الإسبانية ويحظى بتعامل لا يُحسد عليه من جماهير فريقه السابق التي ألقت عليه ذات مرة رأس خنزير.
في الواقع فإن إنريكي وبعد سنواتٍ طويلة من اعتزاله اللعب لا يُفوت أي فرصة للانتقاص من فريقه السابق وإظهار مشاعره الحقيقية تجاههم حيث وصف انتصار برشلونة 6-2 على الريال في 2009 بأنه «نشوة كرة القدم».