تحليل | أين الخطأ في دفاع روما وهجوم نابولي؟
كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر
كاد روما أن يعود للعاصمة بثلاث نقاط مهمة وثمينة للغاية بالفوز على نابولي في عقر داره بهدف دون رد، لكن هدف دريس ميرتينز في اللحظات الأخيرة من اللقاء حال دون ذلك وقلص حصيلة الفريق إلى نقطة واحدة فقط.
وتقدم روما بواسطة ستيفان الشعراوي في الشوط الأول، وحاول نابولي كثيرًا حتى أدرك هدف التعادل في النهاية بواسطة لاعبه البديل ميرتينز، ليبقى في المركز الثاني لكن بفارق 6 نقاط عن يوفنتوس في الصدارة. الآن إلى أبرز الملاحظات عن اللقاء ...
بدأ كارلو أنشيلوتي المباراة بطريقة لعب 4-4-2 كما اعتاد مؤخرًا، واستخدم مهاجميه ميليك أركاديوش ولورينزو أنسيني وأجلس ميرتينز على مقاعد البدلاء، لكن الطريقة كانت تتحول إلى 4-3-3 بتقدم كاييخون للأمام من الجانب الأيمن ليُصبح المهاجم الثالث، فيما يلعب الجناح الأيسر "فابيان رويز" أدوارًا متوازنة على الجانب الأيسر ويميل لدخول العمق أكثر من اللعب على الطرف.
المباراة يُمكن تقسيمها إلى جزئين، الأول من الدقيقة الأولى حتى الدقيقة الـ14 لحظة إحراز روما لهدفه، والثاني من الدقيقة الـ14 حتى نهاية اللقاء. الجزء الأول كان هناك أخذ ورد ولعب متبادل بين الطرفين، وإن كان على استحياء نتيجة الحذر الدفاعي ومع أفضلية لأصحاب ملعب سان باولو .. لكن روما سجل هدف التقدم عبر هجمة مرتدة سريعة أنهاها الشعراوي بنجاح.
حديثنا سيكون عن الجزء الثاني، والذي شهد عودة كاملة للاعبي روما لنصف ملعبهم للقيام بشيء واحد على أرض الملعب .. الدفاع وإبعاد الكرة عن منطقة جزائهم، فيما اندفع نابولي بالكامل للهجوم واضعًا منافسة تحت ضغط هائل وقد تعددت محاولاته الهجومية لكن كل الفرص ضاعت حتى تدخل ميرتينز وسجل هدف التعادل.
أداء روما خلال هذا الجزء يحمل إيجابيات وسلبيات، الإيجابيات تتلخص في إجادة الفريق للدفاع وهو أمر غير معتاد منه، فقد نجح في تسيير المباراة كما يريد، فرض أسلوبه على اللقاء وأجبر نابولي على اللعب بطريقة غير معتادة من جانبهم، التمريرات العرضية الكثيرة جدًا والتخلي عن اللعب من العمق والتمريرات القصيرة والجماعية.
وساعدت طريقة لعب نابولي تلك المدافعين في السيطرة على منطقة الجزاء باستثناء لقطات بسيطة منها هدف التعادل، لكن تميز مدافعي الفريق بالقوة الجسدية والطول ساعدهم للتصدي لتمريرات لاعبين نابولي العرضية الكثيرة خاصة أن منافسيهم داخل المنطقة امتازوا ببنية جسدية ضعيفة وقصر القامة، باستثناء ميليك الذي أخرجه أنشيلوتي عند الدقيقة 56.
السلبية في أداء الذئاب كانت نسيان الفريق للشق الثاني في كرة القدم .. الهجوم! روما كان بحاجة للهجوم مثل حاجته للدفاع ليعود للعاصمة بالنقاط الكاملة، شكل الفريق في الشوط الثاني لم يكن مقبولًا أبدًا، كان ممكنًا جدًا أن تُساهم الأجنحة في الهجوم، ربما بالتمريرات الطويلة لهم من المدافعين، ربما بانطلاقات فردية، بتمريرات جماعية سريعة ... أي أسلوب كان يصلح ليشن الفريق عدد من الهجمات المرتدة على مرمى أوسبيا كانت ستوقف نابولي قليلًا وتمنح المدافعين جرعة من الأوكسجين والأهم أن فرصة واحدة كانت كفيلة بحسم اللقاء لصالح روما والتخلص من كل هذا الضغط والجهد. روما اختار أن يبقى تحت هذا الضغط حتى النهاية، ودفع الثمن أخيرًا.
في الجانب الآخر، لعب نابولي مباراة عظيمة من حيث الروح والإصرار على الهجوم حتى الوصول للهدف المنشود، لكن عابه الاعتماد على أسلوب واحد هو التمريرات العرضية رغم رؤية أنشيلوتي جيدًا تفوق مدافعي روما على مهاجميه داخل منطقة الجزاء، والأغرب ما فعله المدرب من إخراج ميليك الوحيد القادر على مجابهة مدافعي نابولي واصطياد واحدة من الكرات الهوائية. توقعت بعد خروجه أن يتغير أسلوب اللعب ويعود نابولي للعب بطريقة "ساري" الممتعة لكن لم يحدث هذا، بل واصل الفريق اللعب بالتمريرات العرضية والتي لم تُشكل أي خطورة سوى في لقطات نادرة. رقم يقول أن نابولي لعب اليوم 38 تمريرة عرضية.
كنت أفضل أن يُشارك ميرتينز ليلعب بجانب إنسيني خلف ميليك، وربما لم تكن هناك حاجة لكاييخون في الطرف الأيمن، وكان هناك حلًا آخرًا بإخراج هامسيك ووضع رويز بجانب آلان في الوسط ويلعب كاييخون معهم كلاعب وسط ثالث يتقدم للأمام مثلما استخدم أنشيلوتي دي ماريا مع ريال مدريد. هذا الأمر كان سينقل اللعب لعمق الملعب أكثر وسيُشتت تركيز مدافعي روما خاصة أن لديهم مشاكل في التعامل مع لاعبين أصحاب مهارة وسرعة.