تقرير:”اتفاق جنتلمان”بين الولايات المتحدة والمليشيات عبر سفراء دول الاتحاد الاوروبي وكوبيتش!
2018-10-31 00:00:00 - المصدر: شبكة اخبار العراق
بغداد/شبكة أخبار العراق- قال موقع رصيف 22 في تقرير له نشره، الاربعاء، 31/ 10/ 2018، ان اميركا وسطت السفير الفرنسي وبعثة الاتحاد الاوروبي في العراق، وممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق يان كوبيتش للتواصل مع عدد من فصائل الحشد الشعبي.وذكر الموقع في تقريره ان “مجموعة من الدبلوماسيين الأوروبيين العاملين في العراق تؤدي أدوار وساطة بين بعض فصائل الحشد الشعبي والولايات المتحدة الأمريكية، الطرفان اللذان تربط بينهما علاقة متوترة، خاصةً بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض عقوبات عليها”.واشار الى ان “دور الوسطاء يكمن في التواصل مع قيادات الفصائل العسكرية الشيعية، عبر زيارات رسمية وأخرى غير رسمية، وأكثر مَن يقوم بهذا الدور سفيرا فرنسا وبعثة الاتحاد الأوروبي إلى العراق، بالإضافة إلى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة”.
واردف الموقع ان “زيارات الوسطاء استهدفت خلال الأشهر الستة الماضية، الفصائل المقرّبة من إيران، مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وحركة النجباء، لكن طروحاتهم لم تلقَ ترحيباً من هذه الأطراف”.واوضح ان “بعض الدبلوماسيين الأوروبيين ومبعوث الأمم المتحدة للعراق يستثمرون اللقاءات التي تجمعهم بقادة فصائل شيعية من خلال السعي إلى تقريب وجهات النظر بينهم وبين واشنطن”، مردفاً ان “الوساطات لم تلقَ ترحيباً من قبل تلك الفصائل”.
وبين انه “برغم تمكّن الوسطاء من الوصول إلى معظم الفصائل المستهدفة والحديث معها، إلا أنهم لم يجلسوا مع كتائب حزب الله العراق التي رفضت منذ البداية أي لقاء يتطرق إلى هذا الملف”.ونقل الموقع عن كبير الباحثين في الصندوق الوطني للديموقراطية رحمن الجبوري قوله ان “من مصلحة الطرفين أن تكون بينهما قنوات تواصل لتبيان وجهات النظر، بحيث تكون لديهما معلومات مباشرة ودقيقة بدلاً من الاتكال على الخطوط المتعرجة وبدلاً من أن تصلهما المعطيات من أطراف ثالثة”.
واضاف انه “يجب أن يكون هناك فهم وتفاهم بينهما لإزالة أي توتر مستقبلي قد يحدث”، مبيناً ان “زيارات السفراء إلى تلك الفصائل تأتي لجس النبض ومعرفة ردود الفعل”.ونقل الموقع عن مصدر يعمل في كواليس النشاط السياسي الأمريكي في العراق قوله إن “الاتصالات مستمرة وإنْ كانت غير مباشرة، وبعض الفصائل تريد إرسال رسائل إيجابية لواشنطن لحذف اسمها من قوائم الإرهاب التي أعدّتها وتعدّها الآن”.
واضاف: “نصحتُهم بضرورة أن يبدأوا العمل مثل مقتدى الصدر ويثبتوا أنهم سيتحوّلون إلى مؤسسة سياسية ويتخلون عن السلاح، أو في أضعف الإيمان أن يرسلوا رسائل اطمئنان بأن الحشد الشعبي هو حشد محلي وليس عابراً للحدود”.وعن طبيعة الجهات الأمريكية التي يتم التواصل معها اشار المصدر الى ان “العمل يتم على المستويين الدبلوماسي والأمني”.
واكمل الموقع ان “واشنطن تستهدف في لوائح الإرهاب والقوانين التي تحضّر لها كل من عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وحركة النجباء، وهي الفصائل الأوثق علاقة مع طهران والمتهمة بـ”عدم الالتزام” بأوامر القائد العام للقوات المسلحة العراقية”.واوضح ان “أبرز الأطراف التي تعتمد عليها واشنطن في لعب دور الوسيط هي البعثة السياسية للأمم المتحدة، وبشكل خاص يتم الاعتماد على يان كوبيتش، مبعوث الأمين العام للعراق، والذي يُجري لقاءات مستمرة مع بعض قادة تلك الفصائل”.
وبين ان “كوبيتش يعتمد على الرصد المقدم له من قبل الدائرة السياسية في البعثة الأممية، ويحاول قراءة تصريحات ومواقف تلك الفصائل تجاه واشنطن، وإذا ما رأى أية رسالة إيجابية، يبدأ بالعمل على فهمها بشكل مباشر من خلال التواصل مع قادة في تلك الفصائل”.واشار الى ان “يان كوبيتش، يبرز دور السفير الفرنسي الحالي في بغداد بورنو أبويير في تلك الوساطات، فهو يجري زيارات مستمرة لقادة الحشد الشعبي”.
ونقل الموقع عن القيادي في الحشد الشعبي يزن الجبوري قوله: “شخصياً، ألتقي بالبريطانيين والأمريكيين والأوروبيين، لكن بعض فصائل الحشد لديها مشاكل مع أمريكا، وأنا باعتقادي من الضروري أن تكون هناك قنوات تواصل بين الطرفين لتوضيح بعض التفاصيل”.واتفق الجبوري مع الرأي القائل بوجود رغبة الفصائل الشيعية بالتواصل مع واشنطن، ويقول: “فصائل المقاومة الإسلامية لا تُريد التعاطي مع الولايات المتحدة الأمريكية”.
ورأى السفير العراقي السابق في واشنطن لقمان الفيلي أن “وجود طرف ثالث بين الحشد وواشنطن ليس إيجابياً، ونشجع على أن يكون التواصل بينهما بشكل مباشر”.وقال الفيلي: “أي تقارب سيكون تكتيكياً وليس استراتيجياً، وهذا يعني أنه قد لا يستمر طويلاً وسيعتمد على قوة وحزم تنفيذ الحصار الأمريكي على إيران والذي يعني شمل الجغرافيا العراقية ضمن منطقة الحرب البادرة”.
واوضح موقع رصيف، “يبدو أن اللقاءات والزيارات التي يقوم بها هؤلاء الوسطاء لم تأتِ بنتيجة نهائية تقرّب هذه الفصائل من واشنطن أو تجعلها تخفف من حدة اللهجة ضدها”.واوضح “رغم أنهما قاتلا في نفس الخندق ضد داعش، ولم يؤدِّ التقارب الجغرافي الذي كان بين قواتهما إلى أية مشاكل عسكرية، إلا أن هذا لا يعني أنهما تحولا إلى “صديقين”.وختم قائلاً: “بيد أن اتفاقاً غير موقّع (اتفاق جنتلمان) بين الطرفين قد يقضي بعدم التجاوز على الآخر”.