اخبار العراق الان

فيديو| الاحتلال يمنع طاقم «الغد» من تغطية أحداث الخليل

فيديو| الاحتلال يمنع طاقم «الغد» من تغطية أحداث الخليل
فيديو| الاحتلال يمنع طاقم «الغد» من تغطية أحداث الخليل

2018-11-03 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


بعد 4 سنوات من الألم والوجع لفظ الطفل الشهيد محمد الريفي أنفاسه الأخيرة لتنتهي رحلة شاقة وقاسية من آثار الإصابة التي خلفها القصف الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014، والتي ظلت تنهش في جسده يوما بعد يوم، على مدار سنوات مرت ثقيلة وبطيئة محملة بالكثير من المعاناة، لدرجة كان يحلم بالحياة التي كان مقبلا عليها رغم متاعبه، ولم ينل منه اليأس، بل كان على موعد بتسلم جهاز لاب توب هدية بعد أن تمكن من استخدامه بشكل كامل.

وكان الطفل محمد أصيب خلال الحرب الأخيرة على غزة عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل العائلة آنذاك، وأدى القصف حينها إلى استشهاد والده وشقيقه التوأم ليلحق بهم بعد سنوات من المعاناة.

ومنذ إصابته التي وصفت بالخطيرة جدا ظل محمد يعاني من شلل رباعي لا يقوى على تحريك أى من أطرافه مما تدهورت حالته الصحية بصورة كبيرة، فيما ظل طوال هذه السنوات يرقد في مستشفى الوفاء للتأهيل موصول بجهاز تنفس صناعي من اجل إبقائه حياً بسبب وجود نقص في الأكسجين.

و أعلن مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية عن استشهاد الطفل محمد الريفي، متأثراً بإصابته التي تعرض لها قبل أربعة أعوام إبان عدوان الاحتلال على غزة عام 2014.

وقالت إدارة المستشفى إن الطفل الريفي الذي يبلغ من العمر (14 عاما)، كان قد تعرض إلى إصابة خطيرة في الفقرات العنقية تسببت له بشلل رباعي وأبقته تحت التنفس الاصطناعي منذ أكثر من 4 أعوام وحتى استشهاده، نتيجة تعرضه للإصابة بعد قصف صاروخي استهدف منزل عائلته في حي التفاح شرق مدينة غزة.

وقال طارق الريفي عم الطفل محمد والمتكفل بمتابعة حالته الصحية وعلاجه إن محمد أصيب في الحرب على غزة حيث أصيب بشظية صاروخية أدت الى حدوث شلل رباعي معه.

ويضيف للغد وعلامات الحسرة والحزن واضحة على معالم وجهه، إن ابن شقيقه كان محبا للحياة ومقبلا عليها، ولم تنل منه أوجاع المرض، موضحاً أنه واصل دراسته وبقى ملتزما بمدرسته وهو على فراش المرض ، حيث كان يتلقى دروسه التعليمية، وكان يتقدم للامتحانات بصورة طبيعية كأقرانه الطلاب وكان يتمتع بنفسيه وهمة عالية رغم صغر سنه وإصابته القاتلة.

وبين عم الشهيد أن مضاعفات مفاجئة طرأت على حالة محمد أدت لدخوله في حالة غيبوبة منذ 8 أيام، توفي على أثرها نتيجة نقص الأكسجين، ليلتحق بوالده وأخيه و4 من أبناء عمومته، فيما لا يزال القتلة والمجرمون من قادة الاحتلال طلقاء لم يقدم أحد منهم للمحاكم الدولية، مطالبا المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية ومحكمة الجنايات بتحمل مسؤولياتها أمام الجرائم الإسرائيلية التي تستهدف الأطفال الفلسطينيين.

ويقول منذر القصاص، مختص بتقديم المساعدات الطبية التقنية للمرضى الذين يعانون من الشلل، إن الطفل محمد ورغم فداحة إصابته إلا أنه كان يتمتع بروح الدعابة وكان مقبلا على الحياة بصورة كبيرة ولم ينل اليأس منه فكان دائم الابتسامة.

وأوضح أنه قبل عامين قدم له جهاز التحكم بتغير محطات التلفزيون عن طريق اللسان، ولكن الطفل إرادة الحياة لديه كانت أكبر من ذلك بكثير، وأراد أن يمارس حياته وطفولته بصورة طبيعية فطلب مني جهازا يتحكم بتشغيل جهاز الكمبيوتر (اللاب توب) بنفسه لتصفح مواقع الانترنت ومشاهدة الفيديوهات بنفسه وقبل 15 يوما من وفاته ذهبت له للمستشفى وأحضرت له جهازى الـ”لاب توب”، وكانت المرة الأولى التي يتحكم بالكمبيوتر المحمول كاملا وحتى الكتابة والبحث بنفسه من خلال حركة العين.

وتابع القصاص حديثه بالقول إن محمد كان فرحاً جدا بنجاح تجربة استخدام جهاز الكمبيوتر ( اللاب توب) وكان موعدنا الخميس الماضي الذهاب إليه لتقديم جهاز لاب توب خاص به لكنه وبصورة مفاجئة دخل في حالة موت سريري أفضت إلى وفاته بعد تلك السنوات من المرض.

واستشهد أكثر من 2100 فلسطيني من بينهم 579 طفلا و263 امرأة و102 من المسنين، وأصيب أكثر من 12 ألفا بجراح مختلفة في العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2014، كما دمر الاحتلال 2358 منزلا بشكل كلي، و13644 بشكل جزئي.