هل تُكتب نهاية المشروع الباريسي الحالم هذا الأسبوع؟
هيثم محمد فيسبوك تويتر
بدأ باريس سان جيرمان مساء الجمعة أسبوعاً مهماً في مشوار الفريق هذا الموسم من أجل استمرار الهيمنة المحلية، والأهم، إعادة إحياء الأمل بدوري أبطال أوروبا التي يواجه الفريق خطر توديعها مبكراً.
أنهى بي إس جي الجزء الأول من المهمة محلياً بنجاح بإزاحة منافسه الرئيسي ليل دون متاعب ليوسع الفارق إلى 11 نقطة على قمة الترتيب ويرفع سلسلة انتصاراته المتتالية إلى 12 مباراة منذ افتتاح المسابقة، ولكن يواجه الفريق الباريسي مهمة شاقة مساء الثلاثاء عندما يحل ضيفاً على ملعب "سان باولو" لمواجهة نابولي بدوري الأبطال في مواجهة قد تكون محطة مهمة في مشروع النادي وأهدافه المأمولة.
ويحتل باريس سان جيرمان الترتيب الثالث بمجموعته خلف ليفربول ونابولي، والخسارة ستعقد موقف الفريق وتضعه أمام احتمالية وداع مبكر لدوري الأبطال التي تشكل الهدف الأساسي لمشروع الباريسيين.
الخروج المبكر لباريس سيعني خطوة كبيرة للخلف في المشروع الطموح الذي أُنفق به مليارات من أجل صنع فريق أحلام قادر على الهيمنة على البطولات المحلية بفرنسا، وهو ما نجح به الفريق الأعوام الماضية، ولكن الأهم هو الصعود لمصاف الأندية الأوروبية.
نجح باريس في دخول مصاف كبرى الأندية بأوروبا كقوة مادية في السنوات الأخيرة، ولكن افتقد للشخصية والهيبة لمنافستها فنياً وتوالت الخيبات سنة بعد الأخرى بدوري الأبطال أمام كبار القوم رغم الأموال التي دُفعت للتعاقد مع النجوم اللامعة على شاكلة نيمار وكيليان مبابي وغيرهم.
وأتت التسريبات المتعلقة بوجود تسهيلات من قبل الاتحاد الأوروبي وصفقات مع جهات سياسية لتلقي الشبهات حتى حول النجاحات المادية لبي إس جي، ليمر المشروع القطري الباريسي بمرحلة حرجة داخل وخارج الملعب في الأيام المقبلة.
ورغم التوالي الانتصارات بالدوري الفرنسي، ولكن جاءت تصريحات المدرب توماس توخيل حول قلة خبرة الفريق الأوروبية وعدم جاهزيته لمقارعة الكبار أوروبياً لتثير الدهشة والتساؤلات حول مدى توافق وجهات النظر بين المدرب الألماني ومديريه بالعاصمة الفرنسية.
وتُظهر من تصريحات نجوم للفريق مثل ماركو فيراتي وأنخيل دي ماريا حول اعتبار الفريق متأخراً عن نظيريه بالمجموعة الأوروبية لتنقل الشعور أن هناك حالة عامة داخل أروقة الفريق بالشعور بالتأخر عن بقية الأندية أوروبياً رغم الإمكانيات الفنية الكبيرة للمتواجدين بحيازة الفريق الباريسي مقارنة حتى بما يملكه نابولي وليفربول.
يستطيع باريس سان جيرمان أن يبعد كل تلك الأحاديث السلبية وكسر حالة الرهبة النفسية في حال انتزاع الانتصار في نابولي وقلب المعطيات لصالحه، الفوز في ملعب كهذا وأمام خصم عنيد بقيادة مدرب محنك سيعيد الثقة المفقود في المعسكر الباريسي وتجعله يؤمن بحظوظه ويعيد الأنظار مرة أخرى لما يدور على أرض الملعب وليس خارجها.
الخسارة بالمقابل ستعني بشكل كبير توديع دوري الأبطال، وهذه المرة ليس من الدور الثاني حتى، والذي كان يضمن على الأقل أرباحاً مادية، وسيحمل معه شهادة وفاة الموسم قبل حتى انتصافه ويطرح التساؤلات حول جدوى المشروع "الكروي" الباريسي ومدى نجاحه فنياً مقارنة بالمصروفات.
مباراة نابولي قد تكون مجرد لقاء ضمن الجولة الرابعة بدوري الأبطال للكثيرين، ولكن بالنسبة لباريس سان جيرمان، الفريق والإدارة، هى أكثر من ذلك بكثير، الفوز سيعيد الآمال ويبعد الشبهات، والخسارة ستضع الإدارة أمام خيارين، إما الجلوس ومناقشة أسباب الفشل المتكرر أوروبياً، أو الحل السهل والمُجرب في السنوات الماضية باختيار كبش فداء والتضحية به كما حدث من قبل مع أوناي إيمري، لوران بلان، كارلو أنشيلوتي، وغيرهم.