خدعوك فقالوا.. راموس أفضل مدافع في العالم
مصعب صلاح تابعوه على تويتر
24 مايو 2014. يومٌ تاريخيٌ في حياة سيرجيو راموس بعد أن سجّل هدفًا لريال مدريد في الدقائق الأخيرة من نهائي دوري أبطال أوروبا ليحوّل الكأس من فيسنتي كالديرون إلى سانتياجو برنابيو.
قبل هذا اليوم، لم يحظى راموس بهذا الاهتمام الجماهيري أو الإعلامي، وكان مجرد ظهير أيمن حوّله جوزيه مورينيو إلى مركز قلب الدفاع.
لاحقًا صارت هذه إحدى مميزاته، لاعب يسجل بالرأس بعد الدقيقة 90 ليساهم في تتويج فريقه بالبطولات مثل السوبر الأوروبي أو الدوري الإسباني كما حدث في موسم 2016-2017 حينما ساهم في حصد نقاط أكثر من المهاجم كريم بنزيما.
أهداف راموس لم تجعله فقط محبوبًا لدى الجماهير، ولكنّه دون أي ارتباط منطقي صار أفضل مدافع في العالم، ربما هذه المرة الأولى في التاريخ الذي يحصل لاعب على جائزة الأفضل في مركز ما لأنّه يقوم بأدوار لا تتعلق لا من قريب أو بعيد بهذا المركز!
لو تجاوزنا أهدافه أو كونه قائد ريال مدريد في السنوات الأخيرة، هل يمكن وصف راموس بأنّه أفضل مدافع في العالم؟ هل من الإنصاف أن يكون حتى بين الأفضل خلال العقد الأخير؟ دعونا نحلل الأمر بصورة منطقية اعتمادًا على أرقام سيرجيو في السنوات الأخيرة.
خدعوك فقالوا - راكيتيتش يدافع أفضل من بوسكيتس
التمركز الدفاعي
واحدة من أكبر الأخطاء التي يقع فيها سيرجيو راموس تتعلق بتمركزه في الهجمات المرتدة، الخروج المبكر أو التحرك الخاطئ في الكرات الثابتة والتي كلفت ريال مدريد الكثير من الأهداف.
في مباراة السبت الماضي بالجولة 11 من الدوري الإسباني على سبيل المثال، تحرك راموس مبكرًا للضغط على لاعب بلد الوليد ليترك مساحة خلفه وضع المهاجم في انفراد تام مع تيبو كورتوا كاد أن يتسبب في هدف. أمام أتلتيك بلباو تسبب أيضًا في 3 هجمات خطيرة للفريق الباسكي واحدة منهم أدت إلى هدف.
أخطاء التمركز عند راموس كانت كثيرة للغاية، فرغم تألقه في الكرات الهوائية لتسجيل الأهداف، إلا أنّه غالبًا يترك اللاعب المكلف براقبته في الركنيات لتشكل خطورة على مرمى فريقه.
وحتى في مباراة الكلاسيكو الأخيرة والتي خسرها الملكي بخماسية، تمركز بصورة خاطئة في الهدف الأول وترك كوتينيو وحيدًا وفي الهدف الرابع قُطعت منه الكرة لتصل لروبيرتو ومنها إلى سواريز وفي الهدف الخامس تسلل فيدال من خلفه ليسجل بأريحية.
هذه مجرد نماذج لأخطاء راموس في التمركز، وللأسف حتى الآن لا يوجد وسيلة لإحصاء عدد المرات التي تواجد فيها قائد الملكي في المكان الخاطئ ليغطي التسلل أو يترك مساحة للمنافس يتحرك فيها بأريحية.
قائد غير مسئول
في العقد الأخير، تصدر راموس سجل أكثر اللاعبين حصدًا للبطاقات الصفراء بواقع 205 بطاقة، كما تحصل على 17 بطاقة حمراء و7 أخرى طرد مباشر، وهو الأكثر في تاريخ ريال مدريد والدوري الإسباني أيضًا.
لعب 39 كلاسيكو ضد ريال مدريد، تحصل فيهم على 16 بطاقة صفراء و5 حمراء 3 منهم طرد مباشر.
راموس أيضًا من أكثر اللاعبين ارتكابًا للأخطاء وعرقلة للمنافسين والتي وصلت نحو 800 في أماكن قريبة من مرمى فريقه، وهذا الرقم هو الأعلى لمدافع ولا يتجاوزه سوى لاعبي ارتكاز أمثال أرتور فيدال وجابي وراؤول جارسيا.
المهام الأساسية
وبجانب أخطاء التمركز والخشونة المفرطة – أحيانًا – من جانب اللاعب، ناهيك بالطبع عن الأخطاء التي ارتكبها ولم تحتسب مثل تدخله العنيف على المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول، في نهائي دوري أبطال أوروبا. دعونا نلقي نظره على أرقامه الدفاعية.
نسبة فوز راموس بالثنائيات تصل إلى 61.7% في العقد الأخير، ويتفوق عليه أكثر من لاعب مثل جورجيو كيلليني (66.5%)، نالدو (66.1%)، دييجو جودين (65.7%)، ماتس هوملز (65.8%) وسقراطيس (63.8%).
أما إحصائياته فيما يتعلق باستعادة الكرة، فوصل إلى 2624 كرة خلال العقد الأخير بجميع البطولات مع ريال مدريد، وهو لا يتصدر هذا الترتيب أيضًا بل يتفوق عليه أكثر من لاعب أبرزهم جابي (2889) وسيرجيو بوسكيتس (2738) ولكن للإنصاف هذا الرقم إيجابيًا لصالح راموس، لكونه الأفضل بين قلوب الدفاع.
وبالحديث عن التفوق، فإن راموس ثاني أكثر مدافع في العالم تسبب في هجمات مرتدة على فريقه بعد تمريرة خاطئة أو قُطعت منه الكرة.
أدت أخطاء قائد ريال مدريد إلى 37 هجمة خطيرة على مرمى المرينجي ولا يتفوق عليه سوى ديفيد أستوري (39) ويعادله رامي عادل.
خدعوك فقالوا – رونالدو يسجل من ربع فرصة!
مواسم الأفضل
في آخر موسمين، أختير سيرجيو راموس أفضل مدافع في العالم، لذلك نرصد أرقامه الدفاعية خلال هذه الفترة لنرى إن كان حقًا الأفضل أم لا، وهذه الإحصائيات من موقع أوبتا.
في الموسم الماضي. بالنسبة لافتكاك الكرة، نجح القائد الإسباني في 307 مرة وقد يبدو الرقم كبيرًا إلا لو علمت أن نجولو كانتي استعاد 441 مرة ولويس جوستافو مع مارسيليا تفوق في 439 مرة وكاليدو كوليبالي في 374 مرة وغيرهم من المدافعين. إذ يخرج راموس من قائمة أفضل 10.
نسبة نجاح أفضل مدافع في العالم بحسب تصويت يويفا في الثنائيات بلغ 59.6%، وهو رقم جيد، إلا أنّه ليس الأفضل لأن لوكاس هيرنانديز، مدافع أتلتيكو يمتلك نسبة أفضل بلغت 66.3% وسيرجيو بوسكيتس تفوق بنسبة 61.5%. والأبرز أن شين دافي، مدافع برايتون واجه ثنائيات أكثر من راموس وبلغت نسبة تفوقه 65.5%!
أما في أكثر مواسمه تسجيلًا للأهداف وتحقيقًا للبطولات (موسم 2016-2017) ارتفعت نسبة فوزه بالثنائيات إلى 64.49% ورغم ذلك لم يكن الأفضل أيضًا. سقراطيس مع بروسيا دورتموند تعرض لعدد أكبر من المواجهات وبلغت نسبة نجاحه 65.7% ويانيك فيسترجارد، مدافع بروسيا مونشنجلادباخ، فاز في الثنائيات بنسبة 66.3% وحتى دييجو جودين مع أتلتيكو مدريد حقق نسبة أفضل بواقع 64.93%.
وأخيرًا، فإن عدد الكرات التي افتكّها الموسم قبل الماضي بلغت 255 ويتفوق عليه الكثير أبرزهم مارسيلو بواقع 303 وفيليبي لويس 299 وميراندا 281 وجيرارد بيكيه 276 وغيرهم من المدافعين بجانب بالطبع متوسطي الميدان الذين لم أذكرهم.
راموس لاعب جيد وربما قائدًا رائعًا لفريقه أيضًا لو تجاوزنا عن بطاقاته الملونة الكثيرة، كما أنّه أحد عناصر بناء الهجمة في ريال مدريد وصاحب العديد من الأهداف التي تبقى في ذاكرة كل مشجع للنادي الملكي.
وحتى على الصعيد الدفاعي، فهو مدافع جيد، لا يمكن وصفه بالرديء أو السيء ولكن وضعه في قائمة الأفضل والحديث عن كونه أعظم المدافعين سواء في الوقت الراهن أو التاريخ فهو أمر مبالغ فيه دون شك.
أخطاء راموس في التمركز وتهوره المستمر الذي يجلب عليه البطاقات الحمراء رغم أنّه ينجو في كثير من الأوقات وحتى أرقامه الدفاعية لا تجعله أبدًا صمام الأمان والمدافع الأمثل بل أحيانًا يكون سببًا في خسارة فريقه للمباريات، ولكن القاعدة تقول حينما تسجل الأهداف ينسى الجمهور أنك تقدم مباريات سيئة!