تحليل .. من أَنقذ مورينيو في الوقت المناسب؟
تنفس المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الصعداء، بالفوز الثاني على التوالي، الذي تحقق أول أمس السبت خارج القواعد على حساب بورنموث، في اللقاء الذي جرى على ملعب "فيتنس فيرست"، وظل مُعلقًا حتى الدقيقة الثانية من الوقت المُحتسب بدل من الضائع، التي شهدت هدف تأمين الثلاث نقاط، والابتعاد قليلاً عن منتصف جدول الترتيب العام.
أكثر من 3 نقاط
أثبتت موقعة "فيتنس فيرست"، أن فريق جوزيه مورينيو، يملك من الشخصية والخبرة ما يكفي للصمود في أصعب اللحظات، شاهدنا فريق يُقاتل بشراسة للمباراة الرابعة على التوالي، ويُجيد بشكل شبه مثالي في كل الظروف، على سبيل المثال، عندما تأخر بهدفين أمام نيوكاسل في الجولة الثامنة، عاد بقوة، وأيضًا عندما تأخر أمام بطل الموسم قبل الماضي تشيلسي على أرضه ووسط جماهيره، رد عليه بهدفين، وكان قاب قوسين أو أدنى من العودة من "ستامفورد بريدج" بالثلاث نقاط، لولا هدف باركلي الذي سجله في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل من الضائع.
رسميًا: السعودية تحتضن كأس السوبر الإيطالي بين يوفنتوس وميلان 16 يناير 2019. ???????????? pic.twitter.com/FL0hsQbnBN — موقع قول السعودي (@GoalSA) November 5, 2018
حتى عندما كان مُطالبًا بتأمين النتيجة بهدفين لهدف أمام إيفرتون، فعلها باقتدار، لتأتي المكافأة المُستحقة أمام بورنموث بعد الـ90، وهذه بالكاد الروح القتالية التي يبحث عنها "سبيشال وان"، ليُنقذ مشروعه مع الشياطين الحُمر قبل فوات الأوان، وهي أيضًا الروح التي تنتظرها الجماهير من اللاعبين في كل مباراة، حتى لا يبتعد الفريق عن دائرة المنافسة المُشتعلة على اللقب، بين السيتي، تشيلسي، ليفربول وآرسنال.
المُنقذ
المفارقة، أن من أعاد الأمل لمورينيو في الاحتفاظ بمنصبه حتى إشعار آخر، بعدما كان مادة دسمة في جُل وسائل الإعلام البريطانية، هو اليافع الفرنسي أنطوني مارسيال، الذي كان في الأمس القريب، أحد أبرز ضحايا "سبيشال وان"، بسبب تهميشه بشكل مُبالغ فيه، عكس بدايته الواعدة بعد قدومه من موناكو عام 2015، حتى جماهير "مسرح الأحلام"، لم تنس حتى الآن، ظهوره الأول، الذي سجل خلاله هدف الفوز على ألد الأعداء المحليين "ليفربول" تحت قيادة الهولندي السابق لويس فان خال.
معاناة
واجه مارسيال مشاكل بالجملة مع مورينيو على مدار العامين الماضيين، لكثرة جلوسه على مقاعد البدلاء، رغم أن الجماهير كانت تنظر إليه على أنه مستقبل هجوم الفريق، وفي فرنسا كان الاعتقاد السائد، أنه في غضون سنوات قليلة، سيُصبح من أفضل لاعبي أوروبا، كل هذه الاعتقادات، نسفها مورينيو في الموسمين الماضيين، وما زاد الطين بلة، أنه عرقل عملية خروجه من النادي أكثر من مرة، في الوقت الذي كان يستشيط فيه اللاعب غضبًا من أوضاعه في النادي، والتي تسببت في حرمانه من تمثيل بلاده في مونديال روسيا.
انتهاء المشكلة
أشرنا في تحليل سابق، إلى أن واحدة من المعوقات التي تجعل مورينيو يُخرج مارسيال من حساباته، ما يُسمه المدرب "كسل اللاعب" في القيام بأدواره الدفاعية، حاول مرارًا وتكرارًا إلزامه بالأدوار الدفاعية، لكن دون جدوى، وفي مثل هذه الحالات، يتعين على المدرب، إيجاد طريقة للاستفادة من طاقة مارسيال الهجومية، طالما أنه من النوع، الذي تدب فيه الحياة كلما اقترب من منطقة جزاء الخصوم، وهذا تقريبًا ما فعله مورينيو مؤخرًا، بمنحه فرصته ليُعبر عن نفسه، وكانت أشبه بالورقة الرابحة الأخيرة للمو، ومن حُسن حظه، أن الشاب الفرنسي، أخرج كل ما لديه في المباريات الأربعة الماضية، التي خرج منها بخمسة أهداف، منهم ثنائية في قلب "ستامفورد بريدج"
رهان رابح
استفاق مورينيو من سباته العمق، باكتشافه المتأخر عدم انسجام التشيلي أليكسيس سانشيز، بعد قرابة العام من قدومه من آرسنال، الغريب حقًا أن الأخير، أكثر من حصل على فرصته على حساب مارسيال، لكن بعد عودة الأمور إلى ما قبل شتاء 2018، مع ثقة أكثر في الفرنسي، جاءت النتائج مُبشرة حتى هذه اللحظة، وإذا حافظ على توهجه والحالة الفنية والبدنية التي يظهر عليها في الأسابيع الأخيرة، لن يكون فقط مُنقذ مورينيو، بل سيفرض نفسه كنجم الشباك الأول لدى الجماهير، وظهرت المؤشرات بحصوله على جائزة لاعب الشهر من استفتاء الجماهير على موقع النادي الرسمي، باختصار، مارسيال يبدو وكأنه وصل لذروة التألق في الوقت المناسب له ولمورينيو ولليونايتد، الجماهير تَعول عليه أكثر من أي لاعب آخر قبل مواجهة يوفنتوس المُرتقبة في دوري أبطال أوروبا.