وول ستريت جورنال: العقوبات الأمريكية على إيران تستهدف النظام فقط
في تطور مثير، لسلسلة العقوبات، التي أقرتها الولايات المتحدة الأمريكية على النظام الإيراني، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، الذي أبرم عام 2015، أعلنت واشنطن، الإثنين، سلسلة جديدة من العقوبات الاقتصادية، على الدولة الراعية للإرهاب، حيث فرضت عقوبات أخرى على قطاعات النفط والبنوك والنقل الإيرانية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحفي الإثنين، إن الولايات المتحدة منحت 8 دول إعفاء من العقوبات النفطية على إيران يسمح لها بمواصلة شراء الخام بصورة مؤقتة، ومن بينهم الصين والهند واليونان وإيطاليا وتايوان واليابان وتركيا وكوريا الجنوبية.
وأضاف بومبيو، أن أكثر من 20 دولة خفضت بالفعل وارداتها من النفط الإيراني، ما قلص مشترياتها بأكثر من مليون برميل يوميا.
من جانبه، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين، في بيان، إن “فرض الخزانة لضغوط مالية غير مسبوقة على إيران ينبغي أن يوضح للنظام الإيراني أنه سيواجه عزلة مالية متزايدة وركودا اقتصاديا حتى يغير أنشطته المزعزعة للاستقرار بشكل جذري”.
وذكر البيان، أن العقوبات تشمل 50 بنكا وكيانات تابعة لها وأكثر من 200 شخص وسفينة في قطاع الشحن، كما تستهدف الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) وأكثر من 65 من طائراتها.
وطالب ستيفين الدول الأوروبية باحترام العقوبات، باعتبار أن إيران تمول ميليشيات الحوثي في اليمن من خلال مصارفها، وتزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، وبالتالي ممارساتها تضر أمريكا وأوروبا، مؤكدا أن هذا الضغط يستهدف وقف دعمها للإرهاب.
واشنطن تتوعد مزيد من العقوبات
ولم تكتف واشنطن بتلك العقوبات، حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، وفقا لنص مقابلة مع شبكة “فوكس بيزنس”، إن الولايات المتحدة ستفرض المزيد من العقوبات على إيران دون أن يكشف عن تفاصيل.
إيران تتحدى
ويبدو أن إيران ستتمسك بمنهجها، حيث نقل التليفزيون الرسمي الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهرام قاسمي، قوله إن العقوبات الأمريكية الجديدة على قطاع النفط جزء من حرب نفسية تشنها واشنطن على طهران، لكنها ستمنى بالفشل.
وقال قاسمي، خلال مؤتمر صحفي أسبوعي، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “مدمنة على فرض العقوبات، وإن واشنطن تسعى لتحجيم برامجها الصاروخية والنووية وإضعاف نفوذها في الشرق الأوسط بوصفها “حربا اقتصادية”.
فيما قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، “اليوم يستهدف العدو (الولايات المتحدة) الاقتصاد، الهدف الأساسي للعقوبات هو شعبنا”.
العقوبات تستثني السلع الإنسانية
وتسمح العقوبات الأمريكية بالتجارة في السلع الإنسانية، مثل الأغذية والأدوية، لكن الإجراءات المفروضة على البنوك والقيود التجارية قد تزيد من كلفة مثل هذه السلع.
ومنذ انسحاب إدارة الرئيس ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، حدثت تطورات عدة في العلاقة بين طهران وواشنطن.
الاتحاد الأوروبي يرفض
وبمجرد إعلان واشنطن تلك العقوبات، توالت ردود الأفعال الدولية بين المؤيد والمعارض، حيث قال بيير موسكوفيسي مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد الأوروبي يعارض قرار الولايات المتحدة بإعادة فرض العقوبات النفطية والمالية على إيران.
إلا أن رمضان أبو جزر، مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، يرى عبر شاشة الغد، أن العقوبات الأمريكية على إيران أقوى من أن يقف أمامها الاتحاد الأوروبي.
بينما قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن بلاده مقتنعة بأنها يجب أن تسمح بإقامة علاقات تجارية مشروعة مع إيران، مضيفا أن الحكومة تدرس حاليا كيفية حماية الشركات المتضررة من العقوبات، التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على طهران.
ومن جانبها، قالت الصين إنه يجب احترام تعاونها التجاري المشروع مع إيران، وأعربت عن أسفها لإعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها.
بريطانيا تأسف
وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، “نشعر بالأسف لاستئناف الولايات المتحدة فرض العقوبات، ومازلنا مقتنعين بأن الاتفاق النووي الإيراني يجعل العالم مكانا أكثر أمانا، وموقفنا ما زال أنه طالما تفي إيران بالتزاماتها بموجب الاتفاق باحترام القيود الصارمة المفروضة على أنشطتها النووية، فإننا سنلتزم به كذلك”.
نتنياهو يشكر ترامب
إلا أن نتنياهو، أعلن تأييده للقرار بشدة، حيث قال في كلمة أمام أعضاء في الكنيست ينتمون لحزب ليكود اليميني الذي يتزعمه “هذا اليوم يوم تاريخي، أود مجددا أن أشكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القرار الشجاع والحازم والمهم، أعتقد أن هذا يسهم في الاستقرار والأمن والسلام”.