اخبار العراق الان

أنجيلا ميركل.. هواجس أوروبية بعد رحيل سيدة القارة  

أنجيلا ميركل.. هواجس أوروبية بعد رحيل سيدة القارة  
أنجيلا ميركل.. هواجس أوروبية بعد رحيل سيدة القارة  

2018-11-06 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


كشفت الدوائر السياسية في الغرب، عن هواجس القلق على مستقبل القارة العجوز، في مرحلة ما بعد المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل،  أقوى امرأة فى العالم، بحسب استطلاعات عام 2011، والحصن الأخير في مواجهة صعود اليمين المتطرف و«أشباح النازي»، والتي أعلنت عدم الترشح فى انتخابات 2021، والتخلي عن رئاسة الحزب المسيحي، مع توقعات بألا تكمل مدتها حتى نهاية الفترة.

تساؤلات حائرة في أوروبا، حول مستقبل ألمانيا وأوروبا ومستقبل المحافظين والاشتراكيين في ظل زحف كبير لليمين القومي، الذي يعادي اللاجئين والأجانب عموما، ويشجع انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وهل يحافظ الحزب الديمقراطي المسيحي على نزعته الإنسانية، التى خففت ميركل من طابعه المحافظ، وأضفت عليه شيئا من الليبرالية، أم سيعود إلى أصوله؟

انسحاب ميركل من الساحة السياسية والحزبية الأوروبية، يثير هواجس القلق في ظل زحف كبير لليمين القومي، ويؤكد الباحث الألماني، فرديرهيد، أن انسحاب أستاذة الفيزياء، التي بدأت مسيرتها نحو السياسة بعد سقوط سور برلين 1989، وقدمت تجربة غنية كأول امرأة تتولى المستشارية في ألمانيا، وأيضا أول مستشار من ألمانيا الشرقية، وكانت إحدى علامات السياسة «البراغماتية» في القرن  الـ21، سوف يترك تأثيرا «سلبيا»على الاتحاد الأوروبي.

إعلان أبرز زعماء أوروبا، وسيدة العمل السياسي بها في العقد الأخير، المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، تخليها عن زعامة الحزب الديمقراطي المسيحي، فجر التساؤلات داخل ألمانيا بشأن خلافتها  على رئاسة الحزب، ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر العام للحزب الديمقراطي المسيحي بعد شهر تقريبا، يومي 7 و8 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وتنحصر المنافسة بين الأمين العام الحالي للحزب، إنجريت كارينباور، التي توصف بأنها «مينى ميركل»، وحظوظها ليست قليلة، وتعد استمرارا لمسيرة ميركل، التي كانت أيضا أمينا عاما للحزب بين نوفمبر/ تشرين الثاني 1998 وأبريل/ نيسان  2000، قبل أن تصعد إلى زعامته.

أما المنافس الثاني لخلافة ميركل، فهو فريدريش ميرتيز، ويمتلك حظوظا كبيرة أيضا، وهو أول من أعلن ترشحه فى بيان دعا فيه أعضاء الحزب إلى الانطلاق والتجديد، اعتمادا على أصحاب الخبرات وقيادات أكثر شبابا.

الانتخابات الداخلية للحزب الديمقراطي المسيحي، هي الأكثر أهمية فى الأحزاب الأوروبية في ربع القرن الأخير، وستؤثر نتيجتها فى مستقبل القارة كلها، وليست ألمانيا وحدها، والتنافس فيها ليس شديدا فقط، لكنه مثير أيضا، بحسب تعبير مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور وحيد عبد المجيد.

وأشار عبد المجيد إلى أن نتائج الاستطلاعات، التي أُجريت في الأيام الماضية، كانت متضاربة، إذ جاء بعضها في مصلحة «كارينباور»، بينما وضع بعضها الآخر «ميرتيز» في المقدمة، مع وجود مرشحين آخرين، ما يجعل توقع نتائج انتخابات مؤتمر الحزب صعبا.

القلق داخل ألمانيا وخارجها، من غياب النزعة الإنسانية القوية للمستشارة ميركل، التي تدفع ثمنها اليوم، بعد أن فتحت أبواب ألمانيا أمام أعداد كبيرة من البائسين الفارين من اللاجئين، ويتردد داخل الأوساط السياسية والحزبية في برلين، أن اللاجئين «كلمة السر» وراء اغتزال ميركل.

وأظهر استطلاع للرأي أن 40% من الألمان يريدون استقالة المستشارة أنجيلا ميركل جراء سياستها حيال اللاجئين، في إشارة إلى ازدياد الاستياء من موقفها المرحب بالفارين من الصراعات والضائقة الاقتصادية في الشرق الأوسط وأفريقيا.