اخبار العراق الان

الرعايا الأوروبيون في بريطانيا أمام معضلة البقاء أو المغادرة

الرعايا الأوروبيون في بريطانيا أمام معضلة البقاء أو المغادرة
الرعايا الأوروبيون في بريطانيا أمام معضلة البقاء أو المغادرة

2018-11-11 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


في مانشستر في شمال غرب إنجلترا، حصلت الألمانية ميلاني موربي للتو على الجنسية البريطانية في احتفال رسمي.

وقالت موربي، البالغة 38 عاما، والتي جاءت إلى بريطانيا في 2003 لدراسة التمريض وباتت تعالج مرضى الاضطرابات النفسية “لقد تأثرت للغاية”.

وتابعت “أحب بريطانيا، حياتي برمتها وأصدقائي المقرّبون موجودون هنا، أنا أنوي البقاء”.

وقبل بضعة أشهر علمت موربي، أن بلادها لا تعترف بازدواج الجنسية مع بلد من خارج الاتحاد الأوروبي، وهو الوضع الذي سينطبق على بريطانيا بعد 29 مارس/ آذار 2019.

وقالت موربي، “لو لم أحصل على الجنسية البريطانية قبل الموعد الرسمي لبريكست، كان سيتعين علي التخلي عن جواز سفري الألماني من أجل الحصول على جواز سفر بريطاني”.

وتبلغ كلفة عملية التجنيس 1500 جنيه استرليني (1970 دولارا، 1700 يورو)، وقد جمعت 250 جنيها منها بواسطة حملة تمويل جماعي.

وقالت موربي، إن “المبلغ المتبقي يقتطع جزءا كبيرا من رصيدي”.

السعي وراء الحلم

بدوره يؤكد الروماني روميو مانسيو، البالغ 37 عاما، أنه متفائل جدا بإمكانية حصوله على الجنسية البريطانية يوما ما.

وقال مانسيو، الذي وصل إلى بريطانيا في أغسطس/ آب، “أتيت سعيا لتحقيق حلمي بالعمل في مطار”.

وتابع الروماني مع ابتسامة كبيرة تعلو وجهه، “أين يقع أكبر مطار في أوروبا؟ في هيثرو، كان علي المجيء إلى هيثرو”.

وعلى الرغم من عدم امتلاكه أي خبرة تمكّن سريعا من الحصول على وظيفة موجّه طائرات على المدرج ومسؤول عن تنزيل الحقائب.

ويريد مانسيو إحضار عائلته للاستقرار في لندن، مؤكدا أن “بريكست لا يشكل مشكلة”.

ويقول “كل من يأتي إلى هنا قبل 29 مارس/ آذار يمكنه تقديم طلب للحصول على صفة مقيم (بانتظار الحصول على إقامة دائمة بعد مرور 5 سنوات)، هذا هو السبب الذي دفعني للمجيء إلى هنا قبل بريكست”.

ويمكن تقديم طلب للحصول على إقامة دائمة في بريطانيا بعد انقضاء 5 سنوات، وعلى جواز سفر بريطاني بعد انقضاء 6 سنوات.

وأكد مانسيو، أن هذه الشروط تناسبه.

نحن سنغادر

لكن بالنسبة للبولندية باربرا لوفات (44 عاما)، التي أقامت لعشر سنوات في برمنجهام مع زوجها البريطاني وابنها المعوّق، البالغ 21 عاما، لا تبدو الظروف مؤاتية.

وقالت لوفات، “لقد تقدمت مرتين بطلب الحصول على إقامة دائمة لي ولابني، وفي المرتين رفض طلبي”.

وتابعت البولندية، “على الرغم من أن زوجي يعمل ويعيلنا ماليا قالوا إنني غير قادرة على إعالة نفسي لأنني أتلقى مساعدات رعاية (معوّق)”.

ولا تشعر لوفات بالارتياح للعيش في بريطانيا، لا سيما بعد أن خسرت عملها في يوليو/ تموز، وقد قررت مع زوجها مغادرة بريطانيا.

وقالت لوفات، “العام المقبل سنغادر إلى قبرص، حيث اشترينا منزلا”.

ويبدو مارتن واثقا من إيجاد عمل ككهربائي في المستعمرة البريطانية السابقة، حيث يسهل عموما استخدام اللغة الإنجليزية.

وتقول لوفات، إن تكاليف العيش في قبرص أدنى بكثير.

“أوقفوا الجنون”

يعمل الإسباني خوان بونس لابلانا (43 عاما) في هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

وقد تلقى عروضا للعمل في دول أخرى، لكن أولاده الذين تبلغ أعمارهم 16 و13 و7 سنوات لا يريدون المغادرة.

وقال لابلانا، “لذا لا زلت هنا أناضل لوقف بريكست، آمل أن يتوقف هذا الجنون وأن يسود المنطق مجددا”.

وأمضى لابلانا 18 عاما في بريطانيا، وهو مقيم في ليدز في شمال إنجلترا، ويخشى أن يفقد بعضا من حقوقه بعد بريكست.

وقال لابلانا، “وفق ما تبدو عليه الأمور، لن يحق لي الاقتراع في الانتخابات المحلية، أنا أسدد الضرائب منذ سنوات عدة، لكنني سأصبح مواطنا من الدرجة الثانية”.

وكان لابلانا يطمح للتقاعد في منتجع كليلة السياحي في شمال برشلونة “لكنّهم يقولون الآن إن من يغادر بريطانيا لأكثر من 5 سنوات لن يحق له العودة، لذا فأنا سجين هنا”.

“لست قلقة”

جاءت الإيطالية كاميلا ريغانو (24 عاما) إلى بريطانيا قبل شهر ونصف.

وبعد فترة تدريب في وكالة تابعة للأمم المتحدة في روما وجدت في سبتمبر/أيلول عملا في بريطانيا في شركة لإدارة الأزمات والمخاطر.

وقالت ريغانو “أعتقد أن وضعي مختلف”، مضيفة “لدي شعور بأن شركتي تحميني”.

وأكدت الإيطالية، أن سنها ما كان ليسمح لها بإيجاد وظيفة مماثلة في إيطاليا.

ويقيم والداها في روما فيما يقيم شقيقها في مدريد، وتخشى من أن يصعّب بريكست السفر في أوروبا.

لكن شركتها قالت إنها ستتولى أمر أي وثائق قد تحتاجها من أجل البقاء في عملها بعد بريكست.

وأضافت ريغانو “لذا أنا لست قلقة”.