دوري توم وجيري ... الليجا تصفع المنتقدين
مصعب صلاح تابعوه على تويتر
في موسم 2011-2012 حقق ريال مدريد لقب الدوري الإسباني برصيد 100 نقطة يليه برشلونة بفارق 9 نقاط كاملة ثم فالنسيا الثالث ولكن بفارق 30 نقطة عن الوصيف.
وفي الموسم التالي حصد البلوجرانا اللقب بـ 100 نقطة أيضًا ولكن الملكي جاء ثانيًا بفارق 15 نقطة ثم أتلتيكو مدريد بفارق 9 نقاط فقط عن المرينجي!
الفجوة الشاسعة بين ريال مدريد وبرشلونة والمنافس التالي له جعل جمهور كرة القدم يصفون البطولة بدوري "توم وجيري" فالصراع صار بين الفأر والقط الشهيران وأصبح دور كل فريق آخر هو تعطيل أحد القطبين فقط.
2014 كانت سنة التحول؛ أتلتيكو مدريد يحقق اللقب في آخر جولة على حساب برشلونة بعد خروج المرينجي من الصراع، وفي العام التالي يحصد برشلونة اللقب في ظل منافسة شرسة وينضم الروخي بلانكوس لقائمة المنافسين على اللقب.
مع انطلاق الموسم الحالي وظهور عدد من المدربين الشباب في الليجا بدأ برشلونة وريال مدريد في مواجهة فرق على قدر كبير من الندية ولا يتوقفون عن محاولات الفوز بكل الطرق.
دوري توم وجيري ربما لم يعد كذلك.
الثقة تزداد
ريال بيتيس يفوز على برشلونة في كامب نو، وقبله ينتصر ليفانتي على ريال مدريد في سانتياجو برنابيو وفرق تحصنت على ملعبها حتى صار بلايدوس وأنويتا وسان ماميس وغيرها من الملاعب بمثابة العقدة لفرق المقدمة.
ما حدث انّ المدربين في الليجا الشباب صاروا أكثر جرأة وبدأوا في تشجيع اللاعبين على القتال في كل مباراة واللعب أمام ريال مدريد وبرشلونة بأسلوب الضغط المعتاد وحرمانهم من بناء الهجمة بدلًا من العودة للمناطق الدفاعية وترك السيطرة والتحكم للمنافس.
كيكي سيتين، بابلو ماشين، باكو لوبيز، روبي، أبيلاردو ومارسيلينو وغيرهم من المدربين عرفوا من أين تؤكل الكتف، وصاروا يمتلكون عناصر قادرة على تعقيد مهمة أي منافس، فحتى لو خسروا لن يخسروا دون مقاومة.
أبيلاردو وماشين ومدربون منسيون في الدوري الإسباني
احتدام المنافسة
الدوري الإسباني صار يُحسم بصعوبة في آخر الجولات -باستثناء الموسم الماضي -فكل فريق لديه القدرة على تقديم مباراة أفضل ضد الخصوم.
في الموسم الحالي وبعد 12 جولة الفارق بين الأول برشلونة والسادس ريال مدريد في الليجا هو 4 نقاط فقط، وكل جولة يمكن أن تتغير فيها ترتيب سداسي المقدمة
في إنجلترا مثلًا، الفارق بين الأول مانشستر سيتي والسادس بورنموث بعد 12 جولة 12 نقطة وفي إيطاليا 15 نقطة وفي المانيا 8 نقاط وفرنسا 17.
مستويات فرق مثل إسبانيول وبلد الوليد وليفانتي وإشبيلية وديبورتيفو ألافيس تحسن كثيرًا وصارت تلعب الند بالند أمام برشلونة وريال مدريد وهو ما نسف تمامًا ما يقال عن أنّ الليجا دوري "توم وجيري".
أساطير ملاعب الليجا (5) - بوتاركي .. حكاية حب نبتت في مدريد
الاستمرارية
بسبب المجهود الكبير للأندية الإسبانية في بداية الموسم فإن أغلبهم لا يستطيع الاستمرار للنهاية، ربما هذا هو التحدي الصعب في الوقت الحالي.
لو نجحت هذه الأندية في مواصلة المنافسة واللعب بالطريقة ذاتها وبالأخص الفرق التي لا تشارك في البطولات القارية، فربما نجد بطلًا جديدًا لليجا وحتى كأس الملك.
الأزمة في الاستمرارية هو أنّ الفجوة الاقتصادية بين برشلونة وريال مدريد وباقي الفرق الأخرى هائلة، فبينما القيمة السوقية لبرشلونة وريال مدريد تتجاوز المليار يورو واقترب منهما أتلتيكو مدريد بحوالي 900 مليون يورو، نجد أن القيمة السوقية لفالنسيا نحو 400 مليون ثم إشبيلية 250 مليون.
تخيل أن قيمة صفقة عثمان ديمبلي وحده تعادل القيمة السوقية لإسبانيول بالكامل وهو الذي يحتل المركز الخامس في ترتيب الدروي الإسباني حاليًا بفارق 3 نقاط فقط عن المتصدر.
عودة ميسي تشهد على انتفاضة أبناء الأندلس وتحقيقهم الانتصار على برشلونة، إليكم أبرز ما جاء خلال هذه المباراة???? pic.twitter.com/NEUQ0ErTNU — جول العربي - Goal (@GoalAR) November 11, 2018
الليجا تقدم حاليًا عددًا من الفرق والمدربين بأفكار عظيمة تجعل مشاهدتها ممتعة، ولو تطورت هذه الفرق اقتصاديًا فربما نجد دوريًا تنافسيًا يتفوق على البريميرليج ويمحي تمامًا فكرة "توم وجيري".