اخبار العراق الان

رووداو تكشف عن خفايا "غوانتانامو" المثير للجدل من قلب المعتقل

رووداو تكشف عن خفايا
رووداو تكشف عن خفايا "غوانتانامو" المثير للجدل من قلب المعتقل

2018-11-14 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو - أربيل

تبدأ الحياة في هذا السجن يومياً بالنشيد الوطني الأمريكي، بالرغم من أنه لا يقع في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه سجن "غوانتانامو" الذي أثار أكبر جدل في العالم.

الوصول إلى غوانتانامو غير ممكن إلا من خلال وزارة الدفاع الأمريكية، والرحلة إليه تبدأ من مطار الرئيس الأمريكي، حيث يقع مهبط الطائرات في غوانتانامو بجانب خليج غوانتانامو الذي تفصله عن معسكر سجن زعماء القاعدة جزء من المحيط الأطلنطي.

الأمريكيون يتبعون أشد الإجراءات الأمنية في غوانتانامو، فاقتراب أي من قياديي القاعدة والمتهمين بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر من أي طائرة أو مطار، خط أحمر.

دعيت وسائل الإعلام والمنظمات المدنية لمراقبة عملية محاكمة أحد قياديي القاعدة، اقتربنا شيئاً فشيئاً من السجن، وأردنا أن نطلع على أوضاع السجناء والمحكمة العسكرية، وعلى ظروف غوانتانامو.

لا يريد أحد أن يظهر وجهه في الصور، وبين المراقبين يوجد فريق محامي سجناء القاعدة، إنهم يحملون رتب جنرالات وعقداء وبينهم قادة عسكريون مختلفو الرتب، عينتهم البنتاغون للدفاع عن المتهمين.

وفي مكان قريب من المحكمة العسكرية، أقيم مخيم للمدنيين من المنظمات المدنية والإعلاميين، لا يمكن لأي شخص مغادرة المخيم، إلا برفقة جندي.

أرشدنا أحد الجنود إلى خيمة فريق رووداو، ولم يفته استغلال الوقت لحين الوصول إلى الخيمة، ليوضح بدقة كل التعليمات الخاصة بكيفية التصوير، والأبنية والأبراج التي يمنع تصويرها، مشيراً إلى أن المخيم يضم أماكن خاصة بالاستحمام والاغتسال، لكن قبل التوجه إلى أي مكان آخر ولأي غرض، يجب إبلاغه أولاً، لكي يرسل أحدهم للمرافقة.

المنظمات ووسائل الإعلام التي تأتي إلى هنا، يتم تخصيص مكان لها للمبيت هنا في غوانتانامو، المكان الذي تقيم فيه وسائل الإعلام، حيث يقيم في هذه الأماكن ممثلو ومندوبو نحو أربعين منظمة ووسيلة إعلامية.

في داخل الخيم، يحرصون على أن تعمل المكيفات بأقصى درجات التبريد لمنع دخول الفئران والثعابين والحشرات إليها، فهي لا تدخل المكان إن كان بارداً.

افتتحت إدارة بوش سجن غوانتانامو في العام 2002، بعد هجمات 11 سبتمبر، فبعد الهجمات التي استهدفت نيويورك، شعرت أمريكا والأمريكيون بغضب شديد، وكان كل من تحوم الشكوك حوله يساق إلى هنا بذريعة الحرب على الإرهاب.

كان يوجد في هذا المخيم بين العامين 2002 و2004 ما يقارب 800 شخص محتجز، لكن لم يمض الكثير من الوقت حتى ذاع صيت غوانتانامو في العالم، ليس فقط بسبب الإجراءات الأمنية المشددة فيه، بل بسبب التعذيب وسوء تعامل الجنود مع السجناء وسجن الكثيرين فيه عن طريق الخطأ، من الذين اتهموا بالإرهاب، لكن أمريكا لم تستطع إثبات التهم عليهم.

مات سجينان في غوانتانامو إلى الآن، انتحر أحدهما، أما سبب وفاة الثاني فغير معروف إلى الآن، ولا يسمح للإعلاميين بتصوير وجوه السجناء ولا الجنود، لكن يسمح بتصوير طريقة توزيع الطعام على السجناء ومن الخارج فقط.

لقد حاول رئيسان أمريكيان سابقان إغلاق غوانتانامو، وخاصة باراك أوباما الذي اتخذ من إغلاق غوانتانامو واحداً من وعوده خلال فترته الرئاسية، لكنه رغم الكثير من المحاولات لم ينجح في إغلاق السجن، إلا أن الحديث عن إغلاق غوانتانامو انتهى مع وصول دونالد ترمب إلى الرئاسة.

فقد قال ترمب: "كنت أشاهد الرئيس أوباما وهو يتحدث عن غوانتانامو، وأود أن أقول لكم إننا سنبقي غوانتانامو مفتوحاً، سنبقيه مفتوحاً، وثقوا بي سنملؤه بالسيئين، سنملؤه".

لكن قبل أن يغادر مكتب الرئاسة، تمكن باراك أوباما من تقليص عدد السجناء من 800 إلى 41 سجيناً، حيث يضم سجن غوانتانامو الآن 40 من قيادات القاعدة، تطالب الحكومة الأمريكية بإعدامهم جميعاً إلا واحداً منهم، وهو قيادي في القاعدة يدعى "نشوان عبدالرزاق"، الذي كان يشاع أنه كوردي.

لكن نشوان ومحاميه نفيا من خلال رووداو كون نشوان كوردياً، وصرحا لرووداو بأن شائعة كون نشوان كوردياً صدرت عن صحافي تركي لغرض معين.

يعرف نشوان الآن بنشوان التمر في المحكمة، وينكر انتماءه إلى القاعدة ويصف نفسه بأنه شخص عادي من الموصل، ويقول محاموه إنه كان سائق سيارة أجرة وبائع تمر في الموصل، وليس قيادياً في القاعدة.

جيكوب إيرفن، واحد من مراقبي عملية محاكمة نشوان التمر، يتحدث من غوانتانامو عن دور المنظمات والإعلام في مراقبة عملية المحاكمة.

حيث قال إيرفن، "خلال عملية المحاكمة هذه، تم تأجيل الجلسات عدة مرات قبل وصولنا إلى هنا، أظن أنه كان يفترض بأن تكون هناك منظمتان أخريان معنا، لكنهما لم تأتيا لهذا السبب، وهذا ما جعل عدد المنظمات صغيراً هذه المرة".

وأضاف: "أنا هنا للمراقبة ولتقديم تقرير وتحليلات حول المحاكمة العسكرية لنشوان التمر، الذي كان يعرف في السابق باسم هادي العراقي".

من جهته قال المتحدث باسم قاعدة غوانتانامو العسكرية، جَي أوفرتن، أنه "في بداية الستينات، عندما قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع كوبا، بقيت قاعدتنا العسكرية في مكانها، والاتفاق الذي تم في العام 1903، ووقعنا عليه مع كوبا في العام 1934، ينص على أن تبقى قاعدة القوات البحرية في مكانها، إلا إذا وافق الجانبان، الحكومة الكوبية والحكومة الأمريكية، على إغلاق القاعدة، ولأن الحكومة الأمريكية لم توافق حتى الآن على إغلاق القاعدة وتريد بقاءها، وما زلنا هنا".

وتابع قائلاً: "لقد بدأنا منذ أواسط التسعينات باجتماعات ثنائية، تعرف باجتماعات الأسلاك الحدودية الفاصلة، حيث تجتمع قيادة القاعدة العسكرية مع ضباط الجيش الكوبي، لأن لدينا حدوداً مشتركة".

وأردف أوفرتن: "نجتمع مرة كل شهر، واجتماعاتنا جيدة وبراغماتية لا تتطرق إلى المسائل السياسية ولا إلى قرارات بلادنا، فهذه الأمور تبحث في أماكن أخرى، أما اجتماعاتنا فتتناول البحث في المصالح والمخاوف المشتركة، مثلاً كان هناك قبل عام من الآن، حريق على الحدود الفاصلة بيننا، والحرائق لا تعرف الحدود السياسية، وتمثل تهديداً للطرفين، وهكذا تمكن الكوبيون والأمريكيون من العمل معاً والسيطرة على الحريق، وهذا مثال جيد على العمل المشترك بيننا".

سجن غوانتانامو محاط بالمحيط الأطلنطي من جانب، وبحقل ألغام من الجانب الآخر، وهذا المكان ليس سجناً لكبار قادة القاعدة فقط، بل هو مكان يقبع فيه السجناء والسجانون محاصرين في جزيرة مساحتها 116 كيلومتراً مربعاً.

قراءة: أوميد عبدالكريم إبراهيم