كرواتيا - قوة عظمى جديدة أم مجرد فقاعة؟
هيثم محمد فيسبوك تويتر
متلازمة الموسم الواحد، ذلك هو الوصف الذي يُطلق على اللاعب الذي يتألق لموسم مع فريقه ثم يفشل في تكرار الأمر ويخفت بريقه في الأعوام التالية، المنتخب الكرواتي الآن يمر بحالة شبيهة.
فمنذ إنجاز المونديال الغير مسبوق بالمونديال والوصول للمباراة النهائية، ونتائج الفريق الكرواتي في تراجع كبير، أربعة لقاءات لعبها الفريق ما بين الرسمي والودي دون أي انتصار، بل وتكبد الفريق هزيمة كبيرة ومخجلة من الإسبان بسداسية نظيفة.
جاءت تلك النتائج والمردود الضعيف لتطرح السؤال حول ما إذا كان ما حققته كرواتيا في كأس العالم مجرد فقاعة ولحظة تألق وتوهج، وليس كما اعتقد البعض أن هناك قوى عظمى جديدة قادمة في الأفق على الصعيد الدولي.
منذ ظهور المنتخب الكرواتي على الساحة في بداية التسعينيات ورغم ما امتلكه دائماً من تشكيلات مميزة ولكنه كان يقدم بطولة مميزة ثم يبتعد، الأمر يحدث الآن وحدث من قبل بعد الإنجاز الأول في مونديال فرنسا 1998.
وقتها حقق الفريق المرتبة الثالثة على حساب هولندا وبعد إقصاء ألمانيا بالثلاثية في ربع النهائي، ولكن بالنسخة المقبلة في كوريا واليابان قدم الفريق وجهاً باهتاً وودع من الدور الأول بعد خسارتين من المكسيك والإكوادور وانتصار وحيد على إيطاليا.
الأفضل في العالم #جول50 ????
هل يمكنك وصف لوكا مودريتش بكلمة واحدة؟ ???????? pic.twitter.com/626iYeSJFf — جول العربي - Goal (@GoalAR) November 14, 2018
ويمكن تفسير الأمر بطبيعة كرواتيا كبلد صغير تعتبر المشاركة في بطولة بحجم كأس العالم بالنسبة لها ولشعبها إنجازاً في حد ذاته، فما بالك بالوصول للنهائي أو حتى نصف النهائي، وهو ما انعكس في الاحتفالات بعد المباراة النهائية الأخيرة أمام فرنسا، إن كان ذلك من قبل الجماهير والمسؤولين بالبلاد، وحتى اللاعبين نفسهم الذين لم تظهر عليهم علامات الحزن بعد الخسارة بنهائي البطولة الأكبر في العالم!
وكعادة الفرق والبلدان الصغيرة عندما تحقق إنجازاً، يمر الفريق بحالة من التشبع والاكتفاء مثلما حدث مثلاً بعد فوز اليونان بأمم أوروبا 2004 أو الدنمارك 1992، الفريق تتراجع نتائجه بالفترة التالية، وهو ما يحدث حالياً مع الفريق الكرواتي الذي لا يزال يعيش تحت تأثير كونه وصيف العالم في روسيا.
نقطة أخرى يجب أن تؤخذ في الحسبان هي التغييرات التي حلت على الفريق، فعديد النجوم قرروا الاعتزال دولياً بعد كأس العالم وعلى رأسهم ماريو ماندزوكيتش ودانييل سوباسيتش، وهو ما ترك فراغاً كبيراً، كما أن الآخرون مثل لوكا مودريتش وإيفان بيريسيتش لا تزال المجهودات الكبرى التي قاما بها في روسيا تترك أثرها والدليل ابتعادهما عن المستوى المعهود حتى الآن رغم مرور قرابة نصف الموسم في أوروبا.
وحاول زلاتكو داليتش، مدرب الفريق، القيام بعملية من الإحلال والتجديد وإدخال اسماء جديدة وشابة حتى لا ينهار الفريق بعد اعتزال لاعبي الجيل الذهبي، ولكن قلة المواهب الموجودة، الأمر الذي تحدث عنه إيفان راكيتيتش، نجم الفريق، وفارق الخبرات يلعب دوراً ويجعل العملية تبدو بطيئة ودون أثر حتى الآن.
النتائج الأخيرة بدوري الأمم أو الوديات ليس بمقياس للحُكم على الكروات ومصير منتخبهم مستقبلاً، ولكن الحكم الحقيقي سيكون في بطولة أمم أوروبا المقبلة والتي سيدخلها الفريق كمرشح لكونه ثاني العالم وصاحب تشكيلة مدججة بالأسماء المميزة، وقتها فقط يمكن معرفة ما إذا كانت كرواتيا قادرة على الاستمرار في مقارعة كبار القوم أم ستكتفي بإنجاز روسيا 2018.