سيتيين ... عصّب الأندلُس وطائر الكاناريا
عبد الرحمن شريف تابعوه على تويتر
مايسترو وسط الميدان كما كان يُلقب في " راسينج"، بدأ معهم مُمارسة كرة القدم وشهد هذا الفريق أيضاً بداية عهد جديد في التدريب، العودة إلي الدوري المُمتاز كانت تحت إِمرة مدرب واعد يُدعي " كيكي سيتيين".
مدرب مغمور في ذلك الوقت ربما لم يكن أحد يعلم عنه شيء، قام بمهمته ألا وهي إعادة فريقه الذي شهد علي ظهوره للساحة من ثُم رحل لـ يبدأ رحلة المجد في جُزُر الكاناريا " مع لاس بالماس ".
بدأ الأمر من برشلونة الذي جذب أنظار ستين وساهم في نشر الولع داخله ليتطلع أكثر في عالم التكتيك على العموم والكرة الشاملة الهجومية علي الأخص فـ يقول مدرب ريال بيتيس: " كان منبع معلوماتي وشغفي في عالم التدريب هي كرة برشلونة، أُشاهد كيف تتم التمريرات الكثيرة بمُنتهي البساطة ومن ثُم عند التمرير ترك مكان وملئ مكان أخر لـ فتح زوايا تمرير، برشلونة مدخل كبير لـ عالم التكتيك، أتمني في يوم من الأيام أن أتولي تدريب هذا الفريق ".
إلي لاس بالماس؟
كلمات خرجت من لسان مراهق وُلد وترعرع في جزر الكناري الإسبانيّة، ونشأ على هواء موج لاس بالماس الرطب، عندما تمت إقالة مدربهم باكو هيريرا في أكتوبر 2015.
" كيف لهم أن يقيلوا مدربنا باكو هيريرا؟
الرجل الذي أعادنا لـ الليجا بعد سنوات من الصعوبات في الدرجات الدُنيا، ومن هذا الذي أحضروه، إننا لم نسمع به من قبل، أيحضرون لنا مُسنًا لم يخض مباراة واحدة في الليجا طوال حياته، ويفضّلونه على بطلنا الذي حملناه على أعناقنا قبل 4 أشهر؟!"
لماذا لا يمكن تولي سيتين تدريب برشلونة في منتصف الموسم؟
الانطلاق
لأن سيتيين مُولع بالكرة الهجومية فالفريق بالتأكيد لن يُعطي الجودة الكافية فعمل المدرب القادم من إقليم كانتابريا على استعمال توليفه من الـ 4-4-2 دفاعياً و4-1-4-1 هجومياً من أجل خلق توازن في جميع الخطوط مع عملية تضييق المساحات على الخصم من أجل القيام بـ الضغط واستخلاص الكرة.
عملية الضغط المتوسط " Average pressure “، كانت سر كبير في ظهور لاس بالماس على الأقل في بداية موسم سيتيين بشراسة كبيرة فـ تبدأ عملية الضغط عن طريق كيفين برنس بواتينج على قلوب دفاع الخصم ولعل أبرز مثال علي هذا في مباراة لاس بالماس أمام ريال مدريد التي انتهت بـ التعادل الإيجابي " 3-3 “.
سيتين أنقذ لاس بالماس من الهبوط بالهروب في مراكز وسط الترتيب لكن إن رحل عنهم هبط الفريق في الموسم الموالي لكن كيكي بات ذو سيط إعلامي لما لا وهو كان قد حقق " مدرب الشهر " مع لاس بالماس، فيحين موعد الرحيل لبلاد الأندلس بطموحات مُختلفة.
مدرب ريال بيتيس يرغب في التعاقد مع إنييستا
الأندلس تحتفل
ريال بيتيس ! فريق الأندلس، كان على مشارف الهبوط لكن يشاء القدر أن يظل في الليجا لـ تنطلق السعادة عند معرفة قدوم كيكي سيتين الذي قام بطفرة مع لاس بالماس فبالتأكيد يستطيع إنقاذ ما يُمكن إنقاذه مع بيتيس.
سيتين بـ 4-3-3 علي الورق لكنها منقلبة في الميدان حيث دفاعيا يظهر بشيء أقرب لـ 5-3-1-1 بينما هجوميا 3-4-2-1 بتقدم الأظهرة للأمام ليقوموا بدور الأجنحة بينما يقوم الجناح " الأيمن -الأيسر " بالدخول للعُمق فـيتحول للعب بثلاثي في الهجوم .
موسم سيتيين الأول انتهي بحصول بيتيس على المركز السادس، الأزمة فقط في هذا الموسم هي سوء دفاع الريال حيث استقبلوا أهداف كثيرة جعلت الفريق ثالث أسوء خط دفاع في الليجا باستقباله 61 هدفًا لكن ما يهم المركز السادس والذهاب إلى اليوروباليج
ومع انطلاق الموسم الحالي، قرر مدرب لاس بالماس السابق تدعيم الفريق بعدد من الصفقات أهمهم كان لوسيلسيو من باريس سان جيرمان المُنشط والدينامو لوسط الميدان ويقوم بـ التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم.
يعتمد كيكي على اقتراب الخطوط الثلاثة من بعضهم البعض باللعب بدفاع متقدم من أجل خنق الخصم وعدم ترك المساحة الكبيرة للمنافس من أجل حرمانهم من اللعب بطريقتهم الخاصة، كما فعل أمام برشلونة.
عند استخلاص الكرة يحدث ارتداد سريع للأمام من الأظهرة بينما يقوم كلًا من الجناح الأيمن والأيسر بسحب قلوب الدفاع لترك مساحة خالية للقادمين من الخلف وتشكيل خطورة على مرمي الخصم.
لأن الكرة الشاملة تعتمد على بدء الهجمة من حارس المرمي ولأن برشلونة أساس الكرة الشاملة كان سيتيين يقوم بالضغط على لاعبي النادي الكتالوني من الأمام مما يجعل مارك أندريه تيرشتيجين يمرر كرة طولية تنتهي عادة لصالح بيتيس مما يحرم البلوجرانا من بناء هجمة منظمة ولذلك تفوق على كتيبة إيرنستو فالفيردي وبجدارة.
سيتين مدرب مُحنك ويستحق تجربة كبيرة ويقدم كرة قدم ممتعة بـ عناصر بسيطة فـ هل يستمر في بسط أسلوبه على الليجا أم هي فترة وتنتهي؟