تحليل | ما هي الوجهة المثالية لإيسكو في البريميرليج؟
بقلم | عادل منصور | فيس بوك | تويتر
تضاعفت الشكوك حول مستقبل النجم الإسباني إيسكو، مع ناديه ريال مدريد. أكثر من أي وقت مضى، بعد ظهور ملامح عدم اقتناع المدرب الجديد سانتياجو سولاري، بقدراته، أو ربما، لاختلاف أسلوب القصير الماكر، مع الإستراتيجية التي وضعها المدرب الأرجنتيني منذ توليه الدفة الفنية، خلفًا للإسباني المغضوب عليه جولين لوبيتيجي.
تقارير وشائعات
ظهر اسم إيسكو في صدر صفحات العديد من الصحف البريطانية، في فترة التوقف الدولي، على اعتبار أن هناك أكثر من نادٍ يرغب في التعاقد معه، في مقدمتهم مانشستر سيتي وليفربول، وذلك استنادًا لما تناولته وسائل الإعلام في إسبانيا، عن رغبة اللاعب في الرحيل عن "سانتياجو بيرنابيو"، اعتراضًا على انخفاض عدد دقائق مشاركاته منذ وصول سولاري لسُدّة حكم النادي الملكي أواخر الشهر الماضي.
الوجهة المثالية
صحح مكانه في "أنفيلد روود" يبدو مفروشًا بالورود، لحاجة الألماني يورجن كلوب، لبديل على نفس مستوى البرازيلي فيليب كوتينيو، لكن الطريقة التي يلعب بها كلوب 4-3-3، ساعدته على التغلب سريعًا على أزمة وصداع بيع كوتينيو، بل الأغلبية الساحقة، تعتقد أن الأمور باتت أفضل بعد رحيله، والدليل على ذلك، استكمال المسيرة حتى نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، مع النتائج المُقنعة التي يُحققها الفريق في وجود الثلاثي محمد صلاح، روبرتو فيرمينو وساديو ماني.
المفاضلة الصعبة
نظريًا ومنطقيًا يبدو تشيلسي "الإسباني" الهوى، هو الوجهة المثالية، على الأقل لن يشعر بالغربة، بل من الوهلة الأولى سيشعر أنه في قلب العاصمة مدريد، عندما يُقابل زميل الأمس ألفارو موراتا، بالإضافة لزملاء المنتخب سيزار أثبيلكويتا، ماركو ألونسو وسيسك فابريجاس، وقبل هؤلاء يوجد مُدرب يُقدر قيمة المواهب، فيلسوف الجنوب الإيطالي ماوريسو ساري، لكن عمليًا، فالوجهة المثالية، تبدو مانشستر سيتي لأكثر من سبب.
خليفة الأسطورة
من الأشياء التي تُمثل هاجسًا بالنسبة لبيب جوارديولا، هو رحيل أسطورة النادي دافيد سيلفا، اللاعب الذي اقترن اسمه بكل نجاحات السيتيزينز في حقبة إدارة منصور آل نهيان، لذلك، عاد لطلب الجزائري رياض محرز في الميركاتو الصيفي الماضي، ليعوض رحيل سيلفا في المستقبل، ووجود إيسكو بجانب كيف دي بروينه وبيرناردو سيلفا، يكفي لتعويض غياب أي لاعب، حتى لو كان أفضل صانع ألعاب في تاريخ النادي، نظرًا لموهبة مواطنه، التي انفجرت "كرويًا" مع زيدان.
بصمة جوارديولا
يبقى وجود جوارديولا على رأس القيادة الفنية للمان سيتي، من أكثر وأهم الأسباب التي تجعل "السكاي بلوز" الاختيار المُفضل لإيسكو، فالتجارب السابقة، أثبتت أن بيب يُجيد أكثر من غيره بدون استثناء، في التعامل مع المواهب "الخام"، بداية بتأثيره على مواهب "لا ماسيا" في مقدمتهم ليو ميسي، أندريس إنييستا وبقية جيل ثلاثية 2009.
هل سيكون زيزو هو سر الفوز الأبطال مع البافاري؟ pic.twitter.com/7QMhQ0aZ4w — جول العربي - Goal (@GoalAR) November 19, 2018
هؤلاء كانوا بالفعل مواهب بالفطرة، لكنه حّولهم في وقت قياسي، لأحد أكثر وأشرس الفرق التي غزت أوروبا في القرن الجديد، ناهيك عن بصمته على لاعبين آخرين أمثال ألكانتارا، كينجسلي كومان، كيفن دي بروينه، رحيم ستيرلينج، ليروي ساني، وقبل الجميع سيرجيو بوسكيتس، الذي غامر به على حساب يحيى توريه عام 2008، الشاهد .. أن عديد من المواهب تطورت بشكل مُذهل مع بيب، وإيسكو يملك من السحر والموهبة ما يكفي للوصول لهرم كرة القدم، أو على أقل تقدير، استعادة صورته البراقة التي كان عليها مع زيدان، إذا وجد مدربًا كجوارديولا، قادر على إخراج أفضل ما لديه.
صفقة رابحة لكل الأطراف
الشيء المؤكد، أن فلورنتينو بيريز سيُنعش الخزينة البيضاء بملايين لا بأس بها، أو قد يستغل هذه الملايين في تمويل صفقة "الجالاكتوس" المُنتظر بعد رونالدو، أما إيسكو، بعيدًا عن راتبه المُحّسن، فسيذهب إلى مشروع جديد، يطمح في الوصول لأبعد مكان في دوري الأبطال، أيضًا بلد ودوري وثقافة جديدة، والسيتي سيكون الرابح الأكبر، بلاعب شاب، لم يتجاوز الـ26 عامًا، وفي تاريخه 4 ألقاب دوري أبطال أوروبا، والأهم صانع ألعاب من الطراز العالمي، غير أن انتقاله لملعب "الاتحاد" في الشتاء، سيكون أفضل تدعيم وإضافة في حملة الدفاع عن لقب البريميرليج، وأيضًا في دوري الأبطال بداية من مراحل خروج المغلوب في الأدوار الإقصائية، بعد تعديل القانون، الذي كان يمنع اللاعبين في السابق، من اللعب لفريقين موسم واحد في البطولة.