محكمة إسرائيلية تصادق على إبعاد 700 فلسطيني عن حي سلوان بالقدس
لفتت إيتا برنس جيبسون، محررة الشؤون الإسرائيلية لدى مجلة “مومنت“، ومديرة تحرير سابقة لصحيفة “جيروزاليم بوست”، إلى مشاركة عدد قليل من أبناء القدس الفلسطينيين في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية في المدينة، في 30 أكتوبر( تشرين الأول) الماضي، على رغم تعرض عدد كبير من السكان لضغوط.
وعندما التقت المحررة بمدرسة فلسطينية، ماجدة إبراهيم، من القدس الشرقية، علمت أن ماجدة لم تسقط قط ورقة انتخابية في أي صندوق، ولم تشارك أيضاً في الانتخابات الأخيرة.
قالت ماجدة: “لا أريد تشريع الاحتلال الإسرائيلي. أشعر بالخوف من السلطة الفلسطينية. إن وضعنا مريع، ولكن الانتخاب لن يجعله أفضل. فلسطينيو القدس يعيشون في وضع صعب، ولا أحد يهتم بأمرنا ولا بمصيرنا“.
وتقيم ماجدة في بيت حنانيا، حي راقٍ من القدس الشرقية، ضمته إسرائيل بعد حرب الأيام الستة في عام 1967، لكي تجمع ما بين القدس الشرقية والغربية وأصبحت تشير للمدينة بوصفها العاصمة الموحدة.
ومنحت إسرائيل سكان القدس الشرقية الفلسطينيين، مثل ماجدة إيراهيم، وضع الإقامة الدائمة. وهم مطالبون بدفع ضرائب وسواها من الرسوم، ويتلقون خدمات الرعاية الاجتماعية، بما فيها الضمان الصحي، كسواهم من الإسرائيليين. كما يحق لهم التصويت في انتخابات بلدية فقط، لا الانتخابات العامة.
مقاطعة دائمة
ورغم ذلك، تشير جيبسون لمقاطعة فلسطيني القدس الشرقية للانتخابات البلدية كوسيلة للاحتجاج على الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب المحررة، لقيت تلك المقاطعة تشجيع السلطة الفلسطينية في رام الله، التي تؤكد أن القدس الشرقية تحت الاحتلال هي العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية.
ووفقاً لدانييل سيدمان، مدير منظمة “أرض القدس”، هيئة غير حكومية تراقب التطورات السياسية والاجتماعية في المدينة: “في الانتخابات البلدية السابقة، في عام 2013، صوَّت أقل من 1٪ من الفلسطينيين الذين يحق لهم الانتخاب”، ولكن، حسب آليعازر ياري، صحفي وكاتب متابع لشؤون القدس: “كانت هناك مؤشرات على أن الفلسطينيين سوف يشاركون بأعداد هذه السنة”، مشيراً إلى نجاح سياسة “الأسرلة (التأقلم مع إسرائيل) لدى فلسطينيين عاشوا تحت السلطة الفلسطينية لمدة 51 عاماً. ويقول: “هناك أجيال لم تعش بعيداً عن إسرائيل، وأخذت في التأقلم مع هذه الحقيقة، وهي يتدرس العبرية وتولي اهتماماً أكبر لقضايا محلية. ولهذه الأسباب، يحتمل أن يشاركوا في الانتخابات البلدية“.
مرشح موثوق
وترى كاتبة المقال أنه تبعاً له، لم تكن مدهشة نتيجة استطلاع نشره في يوليو( تموز) الماضي المركز الفلسطيني للسياسة والأبحاث. فقد تبين أن 22٪ من سكان القدس الفلسطينيين عازمون على المشاركة في الانتخابات البلدية، أو هم يفكرون بالمشاركة. كما ولأول مرة، ترشح فلسطيني موثوق لعضوية المجلس البلدي.
فقد ترشح، في يوليو( تموز) عزيز أبو سارة، 38 عاماً، مقاول من القدس وشريك في “مجدي” مجموعة سياحية تعرض وجهتي النظر( الفلسطينية والإسرائيلية) عندما تنظم جولات سياحية في الضفة الغربية وإسرائيل.
ويعتبر أبو سارة أول فلسطيني يترشح لمنصب عمدة القدس بوصفه رئيساً لحزب “قدسنا” الذي أسسه.
وصرح أبو سارة لمجلة “فورين بوليسي”، وهو يتقن العبرية والإنجليزية، بالإضافة للغته الأم العربية: “لقد حرمنا الاحتلال في حقوقنا الأساسية كفلسطينيين ومقدسيين. ولكن القيادة الفلسطينية لم تستطع تقديم البديل في صورة استراتيجية سياسية عملية. أحض الإسرائيليين والفلسطينيين على إعادة التفكير بوضعهم“.