نص كلمة عادل عبد المهدي في احتفالية وزارة الدفاع باعلان النصر على داعش
بغداد -عراق برس-10كانون الاول/ ديسمبر: تنشر / عراق برس/ نص كلمة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي في الاحتفالية المركزية لوزارة الدفاع لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاعلان النصر النهائي على عصابات داعش الارهابية وتحرير كافة مدننا
بسم الله الرحمن الرحيم
(وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم)
- يا أبناء شعبنا العزيز:
- يا أهل مدننا المحررة في الموصل والأنبار وصلاح الدين، وسنجار وآمرلي وتلعفر وغيرها..
- يا أهلنا في جنوب العراق وشماله وغربه وشرقه،
- يا أهلنا من عرب العراق وكرده وتركمانه، من مسلميه ومسيحييه وصابئته وإيزيدييه وكل ألوانه الجميلة:
هذا يوم فخرعظيم لنا جميعا.
يومٌ هزم فيه بلدنا الشجاع أعداء الحياة والكرامة وأعداء الحرية والسلام.
يومٌ هزمتم فيه عشرات الالاف من شذاذ الآفاق الإرهابيين بعزيمتكم العملاقة التي لا تلين.
- هذا يوم نتذكر فيه كل من ساهم في تحقيق النصر: فلله الفضل جميعا ولهم الفضل علينا:
– أن العراق اليوم ينعم بالسلام وينعم بالوحدة،
– وأننا بفضلهم دخلنا مرحلة الإعمار والبناء.
- تحية إكبار للمرجعية العليا التي استجاب لندائها أبناء شعبنا من فتية وشيوخ وهبوا للدفاع عن حريتهم وأرضهم ومقدساتهم.
– ستبقى فتوى الجهاد الكفائي علامة مضيئة في تاريخ هذا الشعب والوطن فمنها انطلق الرد الحاسم وهي التي دقت اسس الانتصار وتحت ظلها تدافع الشباب والشيب واسترخصوا ارواحهم ونالوا احدى الحسنين النصر او الشهادة ..
- تحية لقواتنا المسلحة البطلة بجميع صنوفها وتشكيلاتها .. وجميع القادة والضباط والمقاتلين الغيارى الذي خاضوا معارك التحرير وحققوا النصر ومازالوا يواصلون بنفس القوة والعزيمة الدفاع عن العراق وشعبه. تحية لقوات الجيش والشرطة ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي والبيشمركة وكل من سطر خلال معارك الانتصار قصة من قصص البطولة والفداء
– وأحيي بيوم النصر من تحملوا المسؤولية في الحكومة السابقة والقيادة العامة للقوات المسلحة خصوصاً الأخ الدكتور حيدر العبادي والوزراء والمسؤولين والقادة العسكريين.
- تحية حب وإجلال وامتنان لشهداء العراق، رمز شموخه وكرامته الذين استمدوا من الحسين عزيمته فأبوا إلا أن يقتدوا بأثره.
- تحية لجرحانا الذين حملوا أوسمة النصر علائم في أجسادهم ، وتحية لكل قطرة دم وجهد وموقف وكلمة على طريق تحرير مدننا العزيزة من عصابات الظلام والإرهاب والقتل وجرائم التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية
- تحية حب ووفاء لأهلنا الذين شردتهم قوى البغي من بيوتهم ونقول لهم: أنكم في أعيننا وعودتكم الى بيوتكم سالمين غانمين من أولويات حكومتنا،
– تحية حب ووفاء لأسر الشهداء ونقول لهم: اننا سنمضي قدما في تخليد تضحيات أبطالنا من أبنائهم الشهداء في نفوسنا وفي مدننا بما يليق بمجدهم حتى لا ننسى تضحياتهم:
سنخلدهم رمزا للعراق ووحدته وسيادته. سنخلد أسماءهم واحدا واحدا حصنا لقيم العراق: قيم الحضارة والإيثار ونكران الذات والتنوع والتعدد.
– تحية حب وتقدير لكافة ضحايا الحرب من بناتنا وأمهاتنا وأخواتنا واطفالنا الذين طالتهم يد الشر فأذاقتهم صنوف العذاب ونقول لهم: إننا عازمون على ضمان حقوقكم كافة وأن جرحكم جرحنا وكرامتكم كرامتنا.
انه نصركم جميعا!
- أيها الأحبة:
– انتصرنا حين أتحدت كلمتنا وحين اجتمعنا تحت راية العراق.
– انتصرنا رغم التحديات والعوائق . لم تفت من عضدنا أهوال الإرهاب والتطرف .
– اليوم يشهد العالم، كل العالم: أنْ في العراق دُحر الإرهاب والتطرف. وأننا سجلنا أول وأكبر نصر على قوى الإرهاب والشر الداعشي
– وأننا قدنا أشرس واصعب معركة معه وأننا انتصرنا بشرف.
- على صخرة النصر تحطمت دعاوى التفرقة وتقزمت العصبيات العرقية والمناطقية.
- وفي جبهات القتال امتزجت دماؤنا جميعا ونسجنا لوحة العراق الكبير الموحد المتنوع.
– استرد العراق أرضه واسترد الشعب إرادته واسترد المواطن كرامته.
– وقلنا جميعا: لا للإرهاب، لا للتطرف، لا للإستبداد.
– قلنا جميعا: نعم للعراق، نعم للحضارة ، نعم للمواطنة.
- في تلك المعركة لم ندافع فحسب عن أرضنا بل عن إرادتنا في النهوض من ركام الحروب والعنف والاستبداد.
- لقد عززت انتصاراتنا ضد قوى الظلام ثقتنا بأن هذا البلد قدره النصر والعلو والرفعة.
– بنفس العزيمة الصلبة باذن الله سنربح كل معاركنا:
– معركتنا ضد الإرهاب ومعركتنا ضد الفساد ومعركتنا ضد الفقر ومعركتنا ضد الفرقة.
- ان تنوعنا الديني والقومي والمذهبي هو سر قوة هذه البلاد ومفتاح انتصاراتها.. هذا التنوع الفريد هو ثمرة حضارة انسانية عريقة بدأت هنا من ارض الرافدين لتشرق على العالم بأسره ، ويجب ان تنهض من جديد على مبادئ احترام الآخر الذي تجمعنا معه مشتركات الاخوة في الانسانية والاخوة في الوطن .
- ولا اريد ان انكأ جرحا ، ولكن سنوات القمع والدكتاتورية وسياسات التهميش والتمييز بجميع اشكاله هي التي افقدت العراق امنه واستقراره وضيعت عليه فرص النمو والتقدم والازدهار الاقتصادي .. وقد ان الاوان لنترك خلفنا كل مغامرات واخطاء الماضي ونفتح لأبناء شعبنا بوابات الامل بمستقبل افضل يقوم على اساس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص .
- ان عودة النازحين واعمار مدنهم هدف سنبذل اقصى جهودنا لتحقيقه ، وان حملة الاعمار لا تقتصر على المناطق المحررة فحسب، بل تشمل المحافظات العراقية التي ضحت بأبنائها في عمليات التحرير فتعطلت فيها فرص النمو والاعمار خلال السنوات الماضية وتعاني اليوم من نقص في الخدمات وفرص العمل .. ولايجوز ان يستمر هذا الحرمان مدة اطول .
- لقد خرج العراق من تجربته المريرة ومن الحروب الخارجية والداخلية ومواجهة الارهاب اكثر قوة ووحدة واكثر ايمانا بأهمية التعايش فيما بيننا ، ومع الدول المجاورة والصديقة ، التي نمد لها يدنا للتعاون من اجل بناء مستقبل امن ومستقر ومزدهر لجميع شعوبنا .
– ورسالتنا واضحة لاخوتنا وجيراننا في محيطنا العربي والاقليمي بأن امننا واحد ومصيرنا واحد ولابديل عن التعاون وتبادل المصالح من اجل خدمة شعوبنا ودولنا واستثمار وتعظيم ثرواتها الطبيعية والبشرية بالشكل الامثل .
- النصر النهائي الذي نصبوا اليه هو تحقيق طموحات وتطلعات شعبنا في الاستقرار والبناء والاعمار والتخلص من البطالة و من مظاهر الفساد الذي كان وما يزال يمثل وجها اخر من اوجه الخراب والارهاب ، وما لم ننتصر على الفساد فسيبقى نصرنا منقوصا حتى يتحقق هذا الهدف الكبير .
- نحن مصممون على ان المواطنة هي المبدأ والمعيار الذي سنحتكم اليه ، وسننظر الى جميع العراقيين على هذا الاساس دون تمييز ، وإننا لعازمون على النهوض بهذه البلاد وان نحمل الامانة بقوة واحساسٍ بجسامة المسؤولية ، مدركين أهمية العمل المشترك والتعاون الصادق والجاد بين جميع أبناء العراق وقواه الخيرة .
- هدفنا الاسمى استقرار ورفاه شعبنا وتعزيز التجربة الديمقراطية الاتحادية واحترام القضاء والفصل بين السلطات وتعاونها وترسيخ عمل مؤسسات الدولة وابعادها عن التأثيرات والخلل الذي اصابها ، وحصر السلاح بيد الدولة ، الى جانب تعزيز مكانة العراق وسيادته الوطنية ، ولن نسمح ان يكون العراق ممرا او مقرا للارهاب او الاعتداء على اية دولة اخرى ، وان الالتزام بالدستور والاليات الديمقراطية هو السبيل الوحيد للعمل السياسي
- انها معارك صعبة لكننا لها بعون الله: بالصبر والتعاضد والعمل الجاد نحرك عجلة البناء والتنمية الاقتصادية حتى ينعم أهل العراق، كل العراق، بالحياة الحرة الكريمة التي تليق بهم.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته