محمد حجازي يكتب: مفهوم الهيمنة والتفرد في الحالة الفلسطينية
رفضت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع قرار أمريكي لإدانة حركة حماس، بعد فشله في الحصول على ثلثي الأصوات.
وحصل مشروع القرار، الذي تقدمت به واشنطن، على موافقة 87 دولة، واعتراض 57، وامتناع 33 من أعضاء الجمعية العامة، بينما كان يحتاج لأغلبية الثلثين.
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت سابق الخميس، لصالح ضرورة حصول قرار واشنطن بإدانة حماس علي غالبية ثلثي أصوات الجمعية، لاعتماده.
وحصل قرار الجمعية العامة بخصوص ضرورة موافقة ثلثي الأعضاء، كشرط لاعتماد مشروع قرار واشنطن، على موافقة 75 صوتا، مقابل اعتراض 72 دولة، وامتناع 26 عن التصويت.
يشار إلى أن مشروع القرار الأمريكي يطالب بإدانة حركة “حماس”، وإطلاق الصواريخ من غزة، دون أن يتضمن أي مطالبة بوقف الاعتداءات والانتهاكات المتكررة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
بدورها، رحبت الرئاسة الفلسطينية برفض الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار الأمريكي لإدانة النضال الوطني الفلسطيني.
وشكرت الرئاسة جميع الدول التي صوتت ضد مشروع القرار الأمريكي، مؤكدة أنها لن تسمح بإدانة النضال الوطني الفلسطيني.
وقال نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إن منظمة التحرير الفلسطينية أثبتت اليوم أنها قادرة على حماية المشروع الوطني الفلسطيني، وإفشال كافة المؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف أبو ردينة، في تصريح صحفي، أن “منظمة التحرير الفلسطينية، مدعومة من المجموعة العربية وكافة أحرار العالم، في تصديهم للمشروع الأمريكي الموجه ضد حركة حماس، أثبتوا أن العالم يقف مع الحق الفلسطيني، وأن القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، قادرة على حماية حقوق شعبنا وإسقاط كل المشاريع الهادفة للمساس بحقوقنا المشروعة”.
وشدد أبو ردينة على أن إسقاط القرار الأمريكي يشكل أيضا رسالة للإدارة الأمريكية ولإسرائيل بأن كل المؤامرات على القيادة والشرعية الفلسطينية لن تمر، وأن على الجميع أن يفهموا بأن هناك قيادة فلسطينية حريصة على حقوق شعبها ولن تسمح بالمساس بها مهما كانت الضغوط أو التهديدات، على حد قوله.
وثمن الناطق الرسمي باسم الرئاسة، دعم المجموعة العربية وأحرار العالم للحق الفلسطيني، وأن سياسة منظمة التحرير الفلسطينية الحكيمة، التي قاتلت ومازالت تقاتل من أجل تحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، ستبقى حامية المشروع الوطني، وأن النصر سيكون إلى جانب الحق الفلسطيني مهما طال الزمن.
من ناحيتها، شكرت حركة حماس كل الدول التي عملت على مواجهة هذا القرار وإفشاله، ووقفت إلى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته، وصوتت لصالح حق الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل، مطالبة الحركة الدول التي وقفت مع الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة بمراجعة مواقفها، وتصويب هذا الخطأ التاريخي والخطير بحق الشعب الفلسطيني المظلوم.
واعتبرت الحركة فشل الإدارة الأمريكية في تمرير هذا القرار بمثابة انتصار كبير للحق الفلسطيني، وللحاضنة العربية والإسلامية، ولأحرار العالم، ولمحبي الشعب الفلسطيني، وفشل ذريع لسياسة الهيمنة والعربدة الأمريكية، وهزيمة مدوية للإدارة الأمريكية وسياساتها في المنطقة.
كما اعتبرت الحركة، أن ممارسات الإدارة الأمريكية المشينة، ومحاولة ابتزاز الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، محاولة بائسة لقلب الحقائق وتحويل المجرم الحقيقي إلى ضحية، وفرض شرعية دولية جديدة تقوم على الهيمنة والفوضى وشريعة الغاب.
وأكدت الحركة، أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وبأشكال المقاومة كافة هو حق شرعي ومكفول للشعب الفلسطيني، كفلته لنا الشرائع والقوانين الدولية كافة، وإن استمرار هذا التشويه الأمريكي لمقاومة الشعب الفلسطيني لن يغير من الواقع شيئًا، ولن يثني الشعب الفلسطيني عن المطالبة بحقوقه والدفاع عنها، وفِي مقدمتها حقه المشروع في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وشددت حركة حماس أن الإرهاب الحقيقي والذي يجب أن يواجه ويدان من الجميع، هو الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية وتهجيره للملايين من أبناء الشعب الفلسطيني وارتكابه المجازر بحقهم، ونهبه مقدراتهم، وتهويد القدس وبناء المستوطنات وحرمان اللاجئين من العودة إلى ديارهم.
واعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، فشل مشروع القرار الأمريكي في الأمم المتحدة، يمثل صفعة لأمريكا وإسرائيل اللتين كعادتهما تروجان الأكاذيب من على المنصة الدولية، على حد قوله.
وقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، “إن السقوط المدوي في الأمم المتحدة لمشروع القرار الأمريكي بإدانة حركة حماس ووسمها بالإرهاب وإدانة كفاح شعبنا يمثل صفعة لسياسية البلطجة الأمريكية، كما يعكس نجاح الدبلوماسية الفلسطينية، ويؤكد اتساع التضامن الدولي مع عدالة قضيتنا”، مضيفا أن “استثمار ذلك يتطلب الإسراع في إنجاز المصالحة وإتمام الوحدة الوطنية”.
كما اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، فشل مشروع القرار الأمريكي، صفعة للإدارة الأمريكية وانتصارا للعدالة الدولية ولشرعية المقاومة الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم حركة فتح، عاطف أبو سيف، إن “رفض العالم ودوله لصيغة المشروع الأمريكي يؤكد على أن إدارة ترامب وحيدة في هذا العالم”، مؤكدا أن المشاريع الهادفة لتصفية القضية الوطنية لن تنجح، وأن الشعب الفلسطيني سيظل موحدا في وجه هذه المؤامرات.
وحيا أبو سيف الدبلوماسية الفلسطينية على قتالها الباسل لإحباط مشروع القرار، والدور الكبير الذي قامت به لتحقيق ذلك، موضحا أن الشعب الفلسطيني تحت قيادة الرئيس محمود عباس الحكيمة خاض هذه المعركة بشجاعة في وجه اعتى قوة في العالم.
وأضاف أن “هذا الإنجاز الذي حققته القيادة الفلسطينية يضاف لقائمة الإنجازات الكبيرة، التي حققتها في مواجهة دولة الاحتلال وحلفائها في واشنطن، والتي شملت الحصول على عضوية الجمعية العامة والانضمام لعشرات المعاهدات الدولية وترؤوس لجان هامة في الأمم المتحدة”.
وأكد أن هذا الإنجاز يحب أن يتوج بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.