صالح جبار خلفاوي يكتب: الزيارة
بعد صلاة الفجر كان يجب ان اخرج مستغلا برودة الجو واحتمال عدم ازدحام الطريق. كنت افكر داخلي عازما على الذهاب الى مقصدي الزقاق مازال يغط بالعتمة الا من بعض مصابيح البيوت التي انارت اجزاء منه. النجوم تسبح في السماء الواسعة اسمع رتاجات ابواب تفتح الوقت ينكشف بهدوء، ثمة من يمضي ايضا بهمس التهليل والتسبيح من بعيد تخفق الرايات، حركة دائبة، اصوات تتعالى تمتمت: ما شاء الله. ما شاء الله، رددها معي عجوزا مر من جانبي، الفضاء الفسيح يعج بالسائرين، اشعة الشمس تجعل الحركة تدب على الدرب المزدحم بفعالياته المتنوعة، الرجل الستيني يتوسل بي: "رحمة لابوك الطاهر تفضل لتناول طعام الصباح...شيء خفيف يعينك في مسعاك". المكان عبارة عن خيمة جرداء اللون ثمة من يتناول طعامه بنهم دخلت مازالت فسحة باقية للوصول الى المبتغى، شبابا صغار يقومون بالخدمة وتقديم الطعام في المساحة المعدة لذلك، تشعر بقيمة النعمة الكبيرة انها رحمة الهية تطال كل الخيم الممتدة على مرمى البصر. ودعني الرجل الستيني بحفاوة تحسد، طالبا ان اذكره بالدعاء حينما اصل سالما، طوال الطريق الملتوي تمتد مواكب بنيت على شكل سرادقات رفعت عليها اعلاما ملونة تحوي شعارات وصورا مفترضة لشخصيات مقدسة.