مصدر مطلع يكشف لـ(باسنيوز) : هذه تفاصيل لقاء وفد "بيشمركة روجافا" مع الوحدات الكوردية
جرى بحضور ضباط من التحالف الدولي
كشف مصدر كوردي مطلع من مدينة قامشلو بغربي كوردستان (كوردستان سوريا) ، اليوم الأحد ، أن وفدا من قادة "بيشمركة روجأفا" والذي وصل إلى شمال سوريا برفقة ضباط أمريكيين لم يتوصل مع وحدات حماية الشعب الكوردية YPG الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى أي اتفاق حول نشر مقاتليه على الحدود مع تركيا.
وقال المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته الشخصية ، لـ(باسينوز) : « الأمريكان أعطوا الضوء الأخضر لدخول قوات بيشمركة روجآفا منذ شهرين لكن الخلافات تدور حول دورها في المناطق الكوردية بشمال البلاد».
وتتشكل قوات "بيشمركة روجافا" من مقاتلين كورد منشقين ، تركوا صفوف الجيش السوري النظامي بعد انطلاقة الثورة السورية, وتلقت التدريب بإقليم كوردستان من قبل وزارة البيشمركة بحكومة الاقليم وخبراء أجانب وأوربيين ، وشاركت في المعارك الدائرة ضد تنظيم داعش بإقليم كوردستان.
المصدر أضاف أن« بعض ضباط بيشمركة روجأفا دخلوا الى البلاد برفقة الأمريكان ولكن لم يتم الاتفاق حتى اللحظة » ، مشددا على أن « وحدات حماية الشعب ترفض الاقتراح الأمريكي أن يكون لقوات البيشمركة دور في المناطق الكوردية».
كما لفت المصدر إلى أن « قوات البشمركة تطلب أن تكون قوة حقيقية في روج آفا (شمال سوريا) وليس تحت أمرة وحدات حماية الشعب على الحدود من دون اي صلاحيات».
وأكد المصدر ، أن « الاجتماع الذي عقد في شمال شرق سوريا جرى برعاية قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لم ولم يتمخض عنه شيء إيجابي».
واستدرك المصدر قائلا:« لذلك قام إعلام PYD بنشر أكاذيب بأنهم لا يتفاوضون مع قوات البيشمركة» وفق تعبيره ، مشيرا إلى انه « لو نجح الاتفاق كانوا سيقولون عنهم أبطال البيشمركة الذين لبوا نداء الوطن وانضموا لإخوتهم من وحدات حماية الشعب للدفاع عن مكتسبات ثورة روج آفا».
وبيّن المصدر أن" PYD يخشى دخول بيشمركة روجأفا إلا حسب شروطه ، لأنه يعلم جيدا حينما يدخلون سينضم إليهم عدد كبير من الأهالي كما سينشق عدد كبير من افراد وحدات حماية الشعب وينضموا لهم».
وكان مصدر كوردي سوري مطلع قد كشف في وقت سابق من اليوم الاحد ، عن "احتمال" انتشار الآلآف من مقاتلي "بيشمركة روجافا" المتواجدين حالياً في اقليم كوردستان على الحدود الفاصلة بين تركيا وغربي كوردستان(مناطق سيطرة الوحدات الكوردية السورية YPG) بدعم وموافقة أمريكية ، للتخفيف من حدة التوتر القائم في تلك المنطقة حالياً والذي بات يهدد سير المعارك ضد داعش في معقله الأخير.
وأوضح أن « الولايات المتحدة اختارت حلاً وسطا بين الجانبين التركي الذي يهدد باجتياح شرق الفرات لضرب الوحدات الكوردية التي تعتبرها انقرة ( تنظيماً ارهابياً) وامتداداً لحزب العمال الكوردستاني PKK ولاتقبل بتواجدها على حدودها ، وبين الوحدات التي تهدد بالانسحاب من معركة ديرالزور والتفرغ لمواجهة الاجتياح التركي فيما لو حصل .
المصدر المطلع ، الذي طالب بعدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح ، كان قد قال لـ(باسنيوز) ، بأن الولايات المتحدة ستلجأ لقوات "بيشمركة روجافا" لتتولى بالتعاون مع القوات الامريكية هناك حماية ومراقبة المناطق الحدودية الجنوبية مع تركيا ، التي تسيطر الوحدات الكوردية السورية على مناطق واسعة منها.
وتابع «هناك (احتمال) لان تشهد الساعات أو الايام القليلة المقبلة انتشار اول دفعة من بيشمركة روجافا قوامها 400 مقاتل في نقاط ومواقع على الحدود التركية مع غربي كوردستان شرق الفرات بدعم امريكي ورضى الجانب التركي » ، مضيفاً " تليها دفعات اخرى على مراحل » ، لافتاً الى ان « العدد الكلي للمقاتلين الذين سينتشرون في تلك المواقع تبلغ 8 آلاف مجهزين بكامل العتاد والمستلزمات العسكرية».
وأضاف المصدر ذاته لـ(باسنيوز) أن « هذا الانتشار العسكري لقوات بيشمركة روجافا يأتي لسحب الذرائع من تركيا التي تهدد باجتياح مناطق سيطرة الوحدات الكوردية شرق الفرات حيث تعتبر تركيا الوحدات الكوردية( تنظيماً ارهابياً) وامتداداً لـ PKKولا تقبل بتواجدها على حدودها » ، مضيفاً أن « انتشار هذه القوات بموافقة ودعم أمريكي ستضع حداً للتهديدات التركية بالاجتياح».
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكوردية على مناطق واسعة شمال شرقي سوريا على الحدود الجنوبية مع تركيا .
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد عزم بلاده إطلاق عملية عسكرية ضد الوحدات الكوردية شرقي الفرات خلال أيام.