اخبار العراق الان

صفحات ممولة تنشر السحر والشعوذة في المجتمع العراقي.. ماذا تعرف عن “شوّافات” الفيس بوك؟

صفحات ممولة تنشر السحر والشعوذة في المجتمع العراقي.. ماذا تعرف عن “شوّافات” الفيس بوك؟
صفحات ممولة تنشر السحر والشعوذة في المجتمع العراقي.. ماذا تعرف عن “شوّافات” الفيس بوك؟

2018-12-20 00:00:00 - المصدر: النور نيوز


النورنيوز- بغداد- تقرير

تنتشر بكثرة لافتة في مناطق من العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى مراكز العلاج الروحاني باستخدام الأعشاب، والمواد الأخرى، فيما تنطوي تلك المراكز على أعمال سحرٍ وشعوذة بعيدًا عن أعين الجهات المختصة.

وفرضت ظاهرة السحر والشعوذة نفسها في المجتمع العراقي، لا سيما بين شريحة الشباب ومن كلا الجنسين، لتصبح هماً جديداً، خاصة في المناطق الشعبية المكتظّة بالسكّان، حيث سقط ضحيّتها مئات الأشخاص ومن كلا الجنسين، ابتداءً من تمرّد الشباب على ذويهم، والطلاق وتفكّك أسر بأكملها، وربما تصل إلى موت الضحية.

وفي حوار مع أحد السحرة العاملين في العاصمة بغداد كشف لمراسل “النور نيوز” خبايا عمله، في مجال السحر والشعوذة، وعمل ما يسمى “الحجاب” لجلب الرزق والحبيب وغير ذلك.

وقال الساحر إن الطلب عليه كثيف جدًا من قبل شرائح الشباب بشكل لافت، خاصة في أعمار 30– 35، وهم من الذكور والإناث، وتتركز الأعمال التي يطلبونها على تطليق زوجات بعض الأشخاص، وتحبيب أشخاص إلى بعضهم، فضلًا عن جلب الرزق.

وأضاف الساحر الذي يكُنى (أبو برهان) أن الطلب عليه يأتي من خلال المعارف والأصدقاء والأقرباء،فضلًا عن رسائل مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن حجاب الرزق والحب والطلاق وغيرها تتراوح أسعارها بين 500 ألف إلى مليون دينار”.

 وبشأن كيفية تنفيذ العمل أشار إلى أنه تتم عبر لقاء الشخص في مكان آمن، ليمنح “الحجاب” أو “العمل” حيث تحاسب القوانين العراقية على ممارسة تلك الأعمال.

ويرى بأن تلك الممارسات قانونية ولا تضر بالمواطنين حتى من الناحية الدينية.

وسائل التواصل .. ساحة جديدة لجذب الزبائن

ومثّلت الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل سوقًا جديدًا لجذب الزبائن والراغبين بعمل”السحر” و”الحجاب” لمختلف الاستخدامات.

ويرى الإعلامي بلال السويدي  أن لجوء السّحارين والمشعوذين إلى مواقع التواصل باعتبارها الطريقة الأسهل للوصل إلى الأشخاص الراغبين بهذا العمل، مشيرًا إلى أن سهولة استخدام تلك الوسائل وتوفرها بشكل طبيعي، مع رخص ثمنها، بحيث أصبحت مشاعة بين كل الناس، خاصة النساء سهّل المهمة أمام السحرة، مع ضعف الوازع الديني، وغياب الرقابة الاجتماعية.

وأضاف في حديثه لـ “النور نيوز” أن عشرات الصفحات الممولة وغير الممولة، تنشط للترويج في هذا المجال، فضلًا عن وجود نشاط آخر غير مرئي بشكل واضح للمعنيين، وهو ما يحصل داخل “كروبات” نسائية خاصة بهذا المجال.

وأشار إلى أن أحد الكروبات الخاصة بالسحر والشعوذة وهو يقبل انضمام النساء فقط، فيما يفرض رقابة صارمة على الأعضاء، بحيث ترسل العضوة الجديدة بصمة صوت لمسؤولة “الكروب”كي يتم قبولها، فضلاً عن ما يعرف بـ”التفتيش الدوري” لملاحقة الرجال المحتملين.

ويرى بأن لجوء إلى العوالم الخاصة للحفاظ على سرّية المعلومات المتداولة، والخوف من ملاحقة السلطات الأمنية.

وفي رصد أجراه “النور نيوز” كشف عن وجود عشرات الصفحات العاملة والممولة التي تستهدف الجمهور العراقي للترويج عن أعمال السحر والشعوذة، من الفئات العمرية التي يمكنها استخدام وسائل التواصل.

ولايقتصر الترويج عبر الشبكات الاجتماعية، بل تعداه إلى التطبيقات تحت غطاء “المعالجين الروحانيين”، فيما افتتحت بعض الصفحات دورات مصغرة أو توجيهات وتعليمات ونصائح للمارسة السحر وصناعته، عن طريق الفيدوهات، والكتب المختصة وخطوات استحضار من تسميه “الجن السفلي” و”العلوي” وطرق تسخيره والسيطرة على القرين.

وتلجأ تلك المواقع إلى استخدام عبارات مثل: هل لديك مشاكل مع زوجك؟ او تودين استعادة حبيبتك؟ أو هل تعاني من تغيير في حياتك؟، فضلًا عن افتتاح قنوات تلفزيونية مختصة لذلك، لكن بغطاء العمل الروحاني. 

وليس هذا فقط بل يتعدى الامر الى ان هؤلاء المشعوين بدأو ينتشرون بصورة غير طبيعية على مواقع التواصل ودون رادع لهم، حيث تتفاجئ أن ترى كروبات خاصة تحت مسمى السحر الاسود او السحرالصائبي او صفحات خاصة تحت مسمى الطبيب الروحاني لرد الحبيب او تعاني من امراض معينة أو تود أن تتزوج وغيرها، الاتصال على الرقم وتوجد خدمة واتس اب وفايبر أيضاً، حتى باتما يعرف بـ”شوّافات الفيس بوك” منتشرات بشكل لافت.

هذا وبالاضافة إلى تقديمها خدمات وعروضا مغرية لاقتناء الخواتم الروحانية المزيَّنة بأحجار سحرية يزعمون أنها تمنح الزبون الهيبة وتساعده على الخلاص من العقبات التي تتخلل الحياةومنها “العنوسة”، فضلاً عن الادّعاء بتوسيع الرزق، والصلح بين المتخاصمين، تحصينات وأحجبة ضد الحسد والعين وغيرها من أمور الدنيا والغيبيات، وأيضاً الخرز أوالشذرات التي تجلب الحبيب وبالتجربة ومصورة على مقاطع في اليوتيوب.

ويرى الخبير الاجتماعي والباحث المتخصص الدكتور عبد الواحد مشعل أن لجوء الأشخاص إلى السحرة والمشعوذين يأتي بسبب الجهل المفرط، تجاه مثل تلك القضايا وما قد تحدثه من أضرار بالغة على الصحة النفسية والجسمانية، مؤكدًا أن البحث عن المنقذ أو المخلص يأتي في طليعة الأسباب التي تدفع الناس إلى الذهاب نحو هؤلاء.

وأضاف مشعل في حديث لـ “النور نيوز” أن فشل المؤسسات الصحية في تقديم العلاجات اللازمة للحالات النفسية ساهم أيضًا بانعدام الثقة بين المواطن وتلك المؤسسات التي من المفترض أن تكون هي الملجأ الوحيد لمثل هؤلاء الأشخاص.

ولفت إلى أن سعر الأدوية والغلاء الحاصل فيها، وبعض دفع بذوي الدخل المحدود إلى الذهاب إلى المعالجين الروحانيين والوقوع في شباكهم، يساند ذلك قلة وعي اجتماعي وانخفاض نسب الإدارك خاصة في المناطق الشعبية.

وأشارإلى أن، نظرة المجتمع للمعالج الروحاني هي نظرة إيجابية، في الغالب، على عكس الذهاب إلى الطبيب النفسي، والمختصين في هذا المجال، حيث يشنع الناس على من يذهب إلى الطبيب النفسي، لتلقي الدعم في الحالات التي يواجهها.

السحر في الإسلام

وعن حكم السحر في الشريعة الإسلامية قال الدكتور عبد الوهاب السامرائي خطيب جامع أبو حنيفة النعمان وسط العاصمة بغداد إن” المجمع عليه عند جمهور المسلمين إن السحر كفر ولا يجوز لأي أحد تعلمه ولأي غرض، وقد دلت النصوص الشرعية والدينية من القرآن والسنة على ذالك”.


وأضاف السامرائي، خلال حديث لـ”النور نيوز” أن “انتشار ظاهرة السحر في المجتمع العراقي جاءت بسبب تخلف الوعي وشيوع الخرافات وبعض العقائد الضالة وضعف الناس في أعمالها” مشيرًا إلى أنه “كل ما ابتعد المجتمع عن الدين انتشرت فيه أعمال السحر والشعوذة التي يلجأ اليها المتخلفون”.

وتابع أن ” مواجهة هذه الظاهرة السلبية تكون بنشر العلم الشرعي والأحكام الدينية في مثل تلك القضايا، ودفع الناس إلى النهوض العلمي والتقدم المعرفي الذي يدفعهم الى تحقيق الذات ليتركوا هذه الصفات والأفعال التي تظهر المجتمع بصورة متخلفة أمام العالم”.

انشر على مواقع التواصل !

Post Views: 0