اسرائيل تتحدث عن تداعيات قرار الانسحاب الاميركي من سوريا
متابعة -عراق برس-20كانون الاول / ديسمبر: حذرت مصادر عسكرية إسرائيلية، اليوم الخميس، من تداعيات إعلان واشنطن سحب القوات الأمريكية العاملة في سوريا.
وذكرت المصادر أن إسرائيل، هي أول المتضررين من القرار، إذ إنها استغلت التواجد الأمريكي في جارتها الشمالية حتى الآن، من أجل حماية مصالحها الأمنية، ومكافحة التواجد الإيراني هناك، معتبرة أن خروج القوات الأمريكية سيعني “تآكل صورة الردع الإسرائيلي العسكري بشكل كلي”.
وكشف مسؤول في الإدارة الأمريكية، الخميس، أن القادة العسكريين في المنطقة والمسؤولين عن العمليات ضد تنظيم “داعش”، تلقوا قرار الانسحاب من سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية فقط.
وأوضح في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، أن القادة العسكريين في الوقت الحالي يراجعون الخطط الضرورية لأوامر الانسحاب السريع، وأن هذه الخطط من المفترض أن تكون جاهزة نهاية الشهر الجاري، بينما قد يستغرق الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا أربعة أشهر.
ضربة لإسرائيل
وذكر موقع “واللا” العبري، الخميس، أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بناء على إعلان واشنطن بالأمس، “يعد ضربة للمصالح العسكرية الإسرائيلية، ولا سيما في فترة يحاول فيها نظام بشار الأسد إعادة تشكيل دولته وجيشه، بينما تسعى إيران لتحقيق إنجازات داخل سوريا”.
واقتبس الموقع تصريحات منسوبة لقائد شعبة الاستخبارات العسكرية سابقًا، اللواء احتياط عاموس يدلين، كان أشار خلالها إلى أن “صورة الردع العسكري الإسرائيلي لا تكتمل إلا بسب التحالف مع الولايات المتحدة”، مضيفًا أن حقيقة التواجد الأمريكي في سوريا، وطبيعة الأنشطة العسكرية هناك، كانت تركز على خدمة المصالح العسكرية والأمنية الإسرائيلية، سواء السرية منها أو المعلنة.
ومن جانبه، اعتبر تقرير لموقع “ديبكا” العسكري، أن قرار ترامب يشكل “أكبر انتصار عسكري” لإيران لأنه سيتيح لها تنفيذ خططها لإقامة جسر بري يربطها عبر العراق وسوريا ولبنان.
وقال التقرير، “من المحتم أيضًا أنه بعد اكتمال انسحاب القوات الأمريكية فإن القوات الروسية ستتحرك للاستيلاء على المواقع الواقعة على طول الحدود السورية-العراقية في حين ستتدفق أيضًا القوات الإيرانية القوات الحليفة لها بأعداد كبيرة.”
ورأت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن الانحساب الأمريكي من سوريا يشكل تحديًا كبيرًا لإسرائيل، لافتة إلى أنه “عندما يكتمل الانسحاب من المؤكد أننا سنرى قاسم سليماني (قائد فيلق القدس) وهو يفرك يديه فرحًا، وسيبلغ قائده الأعلى علي خامنئي بأنه تمت إزالة عقبة أخرى أمام إيران لتعزيز تواجدها في سوريا، وتم فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل”.
واعتبرت أن قرار ترامب سيقلل نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة بشكل كبير، منتقدة الخطوة على أنها تمثل تخليًا من جانب واشنطن عن حلفائها.
واتفقت صحيفة “جيروساليم بوست” الناطقة باللغة الإنجليزية، على أن الانسحاب الأمريكي سيفيد إيران في المقام الأول، وسيتيح لها نقل أسلحة متطورة لحزب الله.
شوكة في حلق إيران وسوريا
ونوه الموقع، إلى أن الولايات المتحدة لديها آلاف الجنود في أنحاء سوريا، وداخل قواعد مختلفة في إطار حربها ضد تنظيم “داعش”، ويبرز وجودها في منطقة المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا والعراق، وهي منطقة مهمة للغاية على أساس كون هذا التواجد “شوكة في حلق الإيرانيين والروس والسوريين”.
ومنع التمركز الأميركي في تلك المنطقة، ولا سيما في قاعدة “التنف” على مقربة من المعبر الحدودي الذي يحمل الاسم ذاته، الجيش السوري من شن غارات جوية ضد قوى المعارضة الموالية للولايات المتحدة هناك، كما منع إيران من إقامة جسر بري عبر الحدود العراقية وصولًا إلى لبنان.
واستغلت إسرائيل الوج الأمريكي من كل زاوية، ولا سيما في المنطقة المشار إليها، واعتبرت الأمر منطلقًا لمكافحة التواجد الإيراني في سوريا، كما أن ضرب قاعدة “التيفور” السورية في تموز/ يوليو هذا العام، جاء بعد استغلال التواجد الأمريكي في قاعدة “التنف” إذ مّرت المقاتلات الإسرائيلية من مناطق قريبة للقاعدة، ومن ثم كان الظن أن تلك المقاتلات هي مقاتلات أمريكية.
مسارات عمل مختلفة
وأوضح الموقع، أن انسحاب القوات الأمريكية سيخلي الساحة تمامًا للقوات الروسية، والتي ستستغل الفراغ الذي سينجم عن الانسحاب، ومن ثم تتزايد المخاوف في إسرائيل من احتمال نهاية فكرة قدرة سلاح الجو على العمل في سوريا، كما تتزايد الاحتمالات بنجاح إيران في تنفيذ مشروعها الخاص بالجسر البري من إيران إلى لبنان مرورًا بالعراق وسوريا.
أمريكا تفرض عقوبات جديدة على عملاء للاستخبارات الروسية
أول تعليق إسرائيلي على انسحاب أمريكا من سوريا
ويعتقد الموقع، أن إسرائيل ستضطر بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا لإدارة أمنها عبر المسارات السياسية والعسكرية ومحاولة عمل ثقل مضاد أمام القوى المتواجدة هناك، وبالتالي قد تلجأ لتعزيز علاقاتها بمحور قبرص – اليونان وحتى تركيا، وهو ما يفسر الاهتمام الأمريكي الحالي بالمحادثات التي تجري بين إسرائيل وقبرص واليونان بهدف الحفاظ على تأثيرها على منطقة الشرق الأوسط، لكنه تأثير من دون تواجد عسكري.
إسرائيل بلا ثقل أمام روسيا
وتسبب التمركز الأمريكي أيضًا في منح إسرائيل ثقلًا محددًا ساهم في دفع علاقاتها مع موسكو، وحافظ على التنسيق العسكري بشأن سوريا إلى حد كبير، مع أن واقعة إسقاط الطائرة الروسية في أيلول/ سبتمبر الأخير، خلفت أضرارًا عميقة على منظومة العلاقات، ولكن الباب كان مفتوحًا أمام عودة العلاقات الروسية – الإسرائيلية، وذلك كله لأن موسكو تضع وقوف الولايات المتحدة خلف إسرائيل في الحسبان، لكن الانسحاب الأمريكي يترك إسرائيل بلا ثقل ضمن منظومة علاقاتها مع روسيا.انتهى (1)