واشنطن ترحل ” قسرا” عشرات العراقيين بسبب قرارات الهجرة
متابعة -عراق برس-20كانون الاول / ديسمبر: قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، اليوم الخميس، إن السلطات الأمريكية رحّلت 30 شخصًا على الأقل من أصل 1400 عراقي صدرت بحقهم أوامر الترحيل، فيما قالت إن 30 يعانون أوضاعًا صعبة ومعقدة في العراق.
وأصدرت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان تقريرًا مفصلًا عن واقع المواطنين العراقيين المهددين بالترحيل، والذين رُحّلوا فعلًا من أمريكا؛ بسبب قرارات ترامب الخاصة بالهجرة، وأشارت فيه إلى ،أن “العراق لم يكن يقبل أي مواطن أعيد قسرًا، لكن بعد فترة وجيزة من الحظر، وافق على استقبال طائرة صغيرة تضم مبعدين”.
ونقلت المنظمة شهادات عن 6 عراقيين رحّلتهم السلطات الأمريكية، إذ قال ثلاثة منهم إن عناصر وكالة الجمارك الأمريكية والممثلين القنصليين العراقيين اتصلوا بهم خلال احتجازهم لدى إدارة الهجرة، وهددوهم بالسجن لسنوات إن لم يوقّعوا على الأوراق العراقية بالموافقة على الإبعاد.
وبحسب ما ذكر أحد المرحّلين للمنظمة، فإن رجال الهجرة الأمريكية قالوا له “إذا لم توقّع على الأوراق، سنرسل إيميلًا إلى الحكومة العراقية ونبلغهم عن نوع الجرائم التي ارتكبتها وكيف رحّلناك، ستسجن هناك، والله أعلم إلى متى سيبقونك في السجن، ثم يغتصبونك”.
وتقول “لما فقيه”، نائبة المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في المنظمة، “أي شخص يعيش في العراق بلا وثائق هوية عراقية صالحة سيكون عرضة للاعتقال التعسفي وسوء المعاملة”.
وعرض الرجال بحسب المنظمة أمام الباحثين وثيقة التعريف الوحيدة التي أصدرتها وزارة الخارجية العراقية لتسهيل عودتهم، وهي وثيقة سفر دون عودة، لكن السلطات في العراق لا تعترف بصحة الوثيقة، لذا لا يمكن استخدامها للسفر داخل العراق للحصول على وثائق مدنية صحيحة.
وبحسب عراقيين وصلوا بلادهم قسرًا، فإن عناصر الأمن احتجزوهم واستجوبوهم لمدة تصل إلى 24 ساعة في مطارات بغداد وأربيل والنجف، ليُطلق سراحهم في النهاية ويسلموا إلى أقاربهم، فيما كانوا خائفين من السفر على الطرق العراقية بلا أي وثائق صحيحة، وكانوا يحاولون رشوة المسؤولين للحصول على وثائق هوية سارية المفعول.
لكن بعد مرور أشهر، تمكن اثنان فقط من الحصول على بطاقة هوية وطنية عراقية، وهي وثيقة مهمة للسفر بأمان على أي طريق في البلاد أو الحصول على أي خدمة أو استخدام أي مرفق حكومي، قالوا إنهم يحاولون تفادي الظهور العلني ويقضون معظم وقتهم في المنزل خوفًا من الاعتقال.
وتقول المنظمة في تقريرها، إن “الستة جميعهم وضعهم أفضل من البقية، لتمكنهم من إيجاد أشخاص يكفلونهم لمغادرة المطار، لكنهم قالوا إن الآخرين الذين التقوا بهم في الولايات المتحدة ممن لا أصدقاء أو عائلات لديهم في العراق قد يعانون أكثر”.
وتضيف: هناك حالات موثقة لقيام قوات الأمن العراقية عند نقاط التفتيش باعتقال من تشتبه في انتمائه إلى تنظيم “داعش”، وأحيانًا لمجرد عدم حيازته وثائق، إذ يمكن أن تستمر هذه الاعتقالات حتى سنة بلا تهمة أو محاكمة، وهو ما يجعل العراقيين الجدد القادمين من الولايات المتحدة عرضة لهذا الاعتقال.انتهى (1)