لماذا قد تفشل خطة ريال مدريد في الاعتماد على الشباب
يوسف حمدي فيسبوك تويتر
يعيش ريال مدريد حالة من عدم الاستقرار، العديد من الرهانات تنتظر الحسم، ولا يمكن لأحد أن يرسم تصورًا عما سيؤول إليه موسم ريال مدريد، أو حتى حقبته الحالية كيف ستكون ملامحها، هي بالطبع أشياء مبهمة تمامًا كما يقدمه ريال مدريد في الفترة الأخيرة والذي من المتوقع أن يستمر بعض الوقت.
سانتياجو سولاري كان هو المدرب البديل لخولين لوبيتيجي المقال، الرجل بدأ في تصحيح الأوضاع شيئًا فشيئًا، سقط بثلاثيتين أمام إيبار وسيسكا موسكو، ولكنه فاز في باقي المباريات، ولازال موجودًا في الصراع على لقب الدوري حتى وإن لم تكن حظوظه هي الأكبر، والأهم من ذلك، دب الحماس نسبيًا في لاعبيه.
بلا شك هناك عوامل إيجابية حدثت في ريال مدريد منذ قدوم سولاري، إحداها كان بدء الاعتماد على عدد من اللاعبين المهمشين، والاعتماد كذلك على الشباب بشكل رئيسي، أصبحت تشاهد لاعبين لا تعرفهم في مباريات ريال مدريد الرسمية نظرًا لأنهم تم تصعيدهم للتو من الفريق الثاني، وأصبحت تشاهد لاعبين أمثال فينيسسوس جونيور وريجوليون يلعبون كبدلاء وبشكل أساسي أحيانًا.
الكثيرون أشادوا بهذه النقطة، وهي نقطة تستحق الإشادة بالفعل، أن تكون كمدرب لا تعترف إلا بالأداء والمردود الذي تراه أمامك، ولا تعطي اهتمامًا لاسم هذا اللاعب وتاريخه كمؤهلات للعب، ولكن في نفس الوقت ليست كل الرهانات تنجح والتاريخ يشهد على ذلك، حتى وإن كان الرهان مطلوب أحيانًا في مثل هذه الحالات.
وبالعودة إلى حقبة زيدان، سنجد الرجل هو أول من فعل ذلك في مدريد خلال السنوات الأخيرة، عقب موسم 2016 الذي تولى زيدان تدريب الفريق الملكي في منتصفه، قرر المدرب الفرنسي إعطاء الثقة لماركو أسينسيو وتصعيده إلى الفريق الأول، والاعتماد عليه بشكل رئيسي رفقة فاسكيز وإيسكو اللذان اقترنت أسماؤهما بدكة البدلاء لفترة ما.
هنا أثبت زيدان نجاحه، وبالفعل شهد موسم 2017 أكبر إنجازات ريال مدريد على مدار تاريخه، حيث جمع بين الدوري ودوري الأبطال وكأس السوبر المحلي وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، ليأخذ بعدها زيدان ثقة أكبر، وليثبت صحة رهاناته الأولى والتي لم تكن محل ثقة الكثيرين.
حين أثبت زيدان صحة وجهة نظره بالغ في الأمر، وقام بتقليل معدل الأعمار بشكل جنوني وغير مفسر، تخلص من بيبي وعوضه بالشاب فاييخو، تخلص من دانيلو وعوضه بالمراهق أشرف حكيمي، تخلص من خاميس رودريجيز وعوضه بداني سيبايوس، تخلص من ألفارو موراتا وعوضه ببورخا مايورال. قرر فتح المجال للشباب لكي يلعبوا، نظرًا لأن ماركو أسينسيو قد نجح قبلهم فقط.
النتيجة كانت مخيبة، لأنه لا يمكن لك أن تقلل معدل الأعمار بهذا الشكل، ولا يمكن أن تسمح للاعبين بدون تجارب سابقة ولا خبرات بأن ينافسوا على بطولات كبرى، من الممكن أن تضعهم كخيارات فرعية، أو أن تجهزهم للمستقبل، أما الاعتماد عليهم هم في توقيت كهذا لا يمكن أن ينجح أبدًأ.
هذه مؤشرات تخبرنا بخصوص ريال مدريد الحالي، فإذا كان الفريق الملكي يمتلك رغبة في المنافسة بالفعل، فعليه أن يعلم أن هذه التجربة ليست إيجابية كما يظنون، وأن الاعتماد على الشباب لا يمكن أن يكون اعتمادًا كليًا.