رحل مورينيو .. الكرة في ملعب بوجبا، لا مبررات!
كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر
سعى مانشستر يونايتد جاهدًا لاستعادة بول بوجبا من اليوفنتوس، ودفع في سبيل هذا 105 مليون يورو جعلت لاعب الوسط الفرنسي الأغلى في العالم صيف 2016، لكن هل كان بول عند حُسن الظن؟
بوجبا تألق للغاية مع يوفنتوس حتى وصل ليُصنف أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم، بل البعض وضعه على القمة ووصفه بالأفضل بالفعل، كان يلعب مع الفريق ضمن طريقة لعب 4-3-3 أو 3-5-2، يُشارك في الجانب الأيسر من الوسط بأدوار تميل للهجوم أكثر.
كرويف يُحذر برشلونة من مصير ريال مدريد "بعد رونالدو"
انتقل لليونايتد وسط آمال عريضة خاصة أن قدومه تزامن مع التعاقد مع جوزيه مورينيو لقيادة الفريق خلفًا للويس فان خال، كانوا يرون به اللاعب الذي سيُعيد لوسط الشياطين الحُمر هيبته، واللاعب الذي سيُصبح قائد المنظومة وعين المدرب في الملعب.
كل هذا لم يحدث، عامين ونصف وحتى الآن مازال البحث جاريًا عن بوجبا اليوفنتوس، عن شغفه وحماسه وقوته وقدراته الهائلة، الجميع يتحدث عن المشكلة وكل الحوارات تُشير في النهاية إلى متهم واحد .. جوزيه مورينيو!
قصة الخلاف بين مورينيو وبوجبا
موسم بوجبا الأول مع مورينيو كان جيدًا مقارنة بأنه كان الأول لهما في أولد ترافورد، ومر نصف الموسم الثاني وكانت العلاقة ممتازة بين الرجلين، حتى أن المدرب دافع بضراوة وشراسة عن اللاعب أمام انتقادات بول سكولز له عقب أدائه أمام إيفرتون خلال يناير 2018.
سكولز كان يرى ومثله الكثيرون أن بوجبا لا يُقدم الأداء الذي يُوازي المبلغ الذي دُفع لأجله، وبرر الأغلب الأمر بأن أسلوب لعب المدرب البرتغالي لا يُناسب اللاعب الفرنسي، خاصة تكليفه بأدوار دفاعية كبيرة تُقلل من فعاليته الهجومية.
دافع مورينيو عن أسلوب لعبه وعن بوجبا كذلك، ورغم أن العديد كان يتحدث عن قُبح أداء الفريق وسوء المستوى الفردي والجماعي، إلا أن إيجابية النتائج كانت تُساند "السبيشال وان" وتُقلل من حدة تلك الانتقادات، حتى جاء لقاء توتنهام في فبراير 2018.
يُمكن القول أن هذه المباراة كانت بداية سوء علاقة مورينيو ببوجبا، فقد التقطت الكاميرات مشادة كلامية بين المدرب واللاعب خلال اللقاء والسبب أن بوجبا لا يقوم بواجباته الدفاعية كما المطلوب، وبعد دقائق استبدل الفرنسي بزميله خوان ماتا، وخرج مورينيو بعد المباراة لينتقد أداء لاعبي وسطه.
استبعد بوجبا من التشكيل الأساسي للمباراة التالية، وواجه الأمر بهدوء شديد، ليعقد اجتماعًا بعدها مع المدرب للحديث عن واجباته في الملعب وسبب سوء مستواه، لكنه لم يخرج مقتنعًا بما قاله مورينيو فيما يبدو، ولذا استبعد مجددًا من مواجهة إشبيلية في دوري الأبطال.
استمرت كرة الثلج في الدوران بعد ذلك الشهر الصعب، وزاد حجمها يومًا بعد يوم، ودعم الأمر سوء أداء ونتائج اليونايتد خاصة مع انطلاق الموسم الجديد، وتقديم بوجبا لأداء جيد جدًا مع منتخب فرنسا في كأس العالم وعودته من روسيا باللقب، وحديث الصحافة المتكرر عن رحيل اللاعب، سواء بالعودة ليوفنتوس أو الانضمام لبرشلونة أو ريال مدريد.
سبب الخلاف
سبب الخلاف الرئيسي بين الطرفين كان تطبيق مورينيو لطريقة لعب 4-2-3-1 بعد ضم أليكسيس سانشيز واستخدام بوجبا ضمن ثنائي الوسط، وقد لعب بجانبه عادة نيمانيا ماتيتش، ومعروف أن واجبات هذا المركز تتضمن الأدوار الدفاعية والهجومية .. لكن الأولوية بالطبع للمهام الدفاعية خاصة أن الثلاثي الأمامي يتولى المهام الهجومية.
هذا الأمر لم يرق لبول بوجبا، فهو لاعب يُحب القيام بأدوار هجومية والتواجد في نصف ملعب الخصم أكثر وأن يكون قريبًا من المرمى ليُسدد ويراوغ ويصنع الهجمات، ولذا لم يؤد دوره جيدًا وأصبح ثغرة دفاعية مهمة في وسط ملعب اليونايتد.
وهو الأمر الذي لم يُعجب مورينيو الذي أراد من لاعبه أن يُنفذ التعليمات ويلتزم بواجباته الدفاعية وإلا سيدعه خارج الملعب، وهو ما حدث بالفعل بعدما فضل عليه الشاب سكوت ماكتومناي أو الشاب أندير هيريرا.
الخلاف بدأ هكذا .. فنيًا، لكنه تطور فيما بعد ليُصبح معركة إعلامية وجماهيرية بين الطرفين، إذ وجد كل طرف منهما مساندوه من المحللين والإعلاميين والجماهير، والخاسر الأكبر هنا كان مانشستر يونايتد.
ومعروف عن مورينيو أنه مدرب يُحب فرض كلمته وشخصيته على لاعبيه، يُدافع عنهم ويُساندهم طالما ينفذون تعليماته، لكنه يتحول لشخص قاسٍ جدًا إن تخطوا حدودهم معه، ويبدو أن بوجبا تخطى تلك الحدود بالفعل مما جعله في مرمى نيران المدرب المتوج بالثلاثية مع إنتر ودوري الأبطال مع بورتو.
رحل مورينيو ... الكرة في ملعب بوجبا
بوجبا نال تعاطف العديد من الجماهير خلال فترة مورينيو، لأن الغالبية العُظمى كانت ترى أن أسلوب لعب المدرب يظلم اللاعب وبعضًا من زملائه، وأن بوجبا لو نال الحرية اللازمة وتخلص من العبء الدفاعي سيعود لمستواه الممتاز وسيُخلص اليونايتد من ثغرة مهمة ويُضيف له كثيرًا.
مورينيو لم يكن مقتنعًا بهذا، وقد رحل الآن وترك الكرة في ملعب صاحب الـ25 عامًا والعالم الكروي بالكامل ينتظر رد فعل بوجبا الفني .. على أرض الملعب.
الآن لم يعد هناك مبررات للاعب لعدم تقديم الأداء المطلوب واستعادة مستواه القوي وقيادة وسط اليوفنتوس، والأمر لا يتعلق بإحرازه هدف أو هدفين خلال المباراة بل بفرض شخصيته على الفريق والمنافس، وبإدارة منظومة اليونايتد الهجومية جيدًا لتبدأ العمل والإنتاج.
نعم، توظيف اللاعب في المكان المناسب وتحديد أدواره بما يتناسب مع قدراته مهم جدًا لضمان النجاح، لكن في نفس الوقت هناك أمثلة عديدة للاعبين لعبوا في غير مراكزهم وتألقوا للغاية.
لأن الأمر يتعلق بالشغف والحماس والجرينتا والتضحية والعطاء، وهذا ما يجب أن يُوفره بوجبا لليونايتد من الآن وصاعدًا، لأنه لن يقبل أحد بأن يقول اللاعب بعد ذلك أن أسلوب لعب المدرب X لا يُناسبني وأنني أكلف بأدوار صعبة في الملعب. هذا الزمن انتهى وبوجبا عليه أن يعي ذلك ويُظهر رد الفعل المناسب.
النصف الأزرق والأسود من مدينة ميلانو سينام سعيدًا الليلة ???? pic.twitter.com/ofi17sDDYN — جول العربي - Goal (@GoalAR) December 26, 2018