مصدر: ردود الفعل السياسية على زيارة ترامب إلى العراق لا تعبر عن وحدة موقف وطني
أكد مصدر سياسي مطلع، السبت، أن المواقف من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى العراق لا تعبر في الواقع عن وحدة موقف وطني حقيقي، بل قسم منها محاولة لـ"تصفية حسابات" مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله في تصريحات صحفية، اليوم، 29 كانون الأول 2018، إن ردود الفعل على زيارة ترامب إلى العراق لا تعبر عن موقف وطني حقيقي، مبينا أن "جزءا من هذه المواقف كان محاولة لتصفية حسابات مع واشنطن، والقسم الآخر مجرد عملية ركوب موجة، بينما القسم الثالث يتمثل في محاولة إرضاء أطراف خارجية بما تتخذه من مواقف تجاه أمريكا".
وأضاف أن "تباين المواقف حيال مسألة من هذا النوع أمر طبيعي، شريطة أن تكون ذات بعد سياسي بينما العنوان الواضح لهذه المواقف هو الاصطفافات العرقية والمذهبية".
واوضح أنه "في الوقت الذي يوجد فيه الآن الشيعة والكرد والسنة في تحالفين سياسيين كبيرين يكادان يشكلان الغالبية العظمى من أعضاء البرلمان العراقي، فإن زيارة ترامب أثبتت تباينا عميقا في مواقف هذه الكتل من أهم القضايا التي يفترض أن لا خلاف عليها، وهي السيادة الوطنية والوجود الأجنبي في البلاد".
وأشار المصدر إلى ان "السنة ما زالوا يرون أنهم بحاجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية رغم دخول قسم منهم في تحالفات واضحة مع جهات مقربة من إيران".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد انتقد أمس، الحكومة العراقية على خلفية قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة قاعدة "عين الأسد" بمحافظة الأنبار، حيث قال الصدر، في بيان له "أسفا، أسفا لحكومة العراق وسياسييها من الرضوخ لممارسة كهذه، فهي بهذا الخنوع إنما تضيع المواقف البطولية والتاريخية لهذا البلد العريق".
فيما ثمنت كتل شيعية أخرى وقيادات في تحالف "الفتح" ما عدوه موقفا شجاعا من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بسبب ما قيل عن رفضه لقاء ترامب في قاعدة عين الأسد واشتراطه أن يجري اللقاء في بغداد، لكن الصدر، عد سلوك الحكومة والسياسيين العراقيين بمثابة "خنوع" للسياسة الأمريكية.
من جانبه أشار النائب السابق في البرلمان عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، إلى أن "الضجة التي أثيرت حول زيارة ترامب إلى العراق مفتعلة إلى حد كبير، ذلك أن الزيارة طبيعية لأكثر من سبب، الأول أنها كانت بعلم الحكومة العراقية كما قالت الحكومة، وكذلك البيت الأبيض، والثاني أن زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين منصوص عليها في الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين بغداد وواشنطن، وثالثا أن ترامب زار قاعدة أمريكية في ألمانيا بالطريقة نفسها التي زار فيها قاعدة عين الأسد دون أن يتحدث أحد عن انتهاك سيادة ألمانيا".
وبين شنكالي، أن "ما يحصل أمر غريب حقا، إذ إن من يستنكر يحسب على المعسكر الإيراني، ومن يصمت يحسب على المعسكر الأمريكي، وهذا بحد ذاته تعبير واضح عن عدم وجود قرار وطني عراقي بعيدا عن الأجندات الخارجية".
بينما رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد ا خالد عبد الإله، ان "الأهم أن هذه الزيارة كشفت في الواقع حقيقة الأمراض التي تعاني منها العملية السياسية، ومن بينها عدم عبورها الطائفية والعرقية في المسائل الأساسية"، مبينا ان "هناك مطالبات ليست جديدة بشأن إلزام البرلمان بإصدار قرار أو تشريع يلزم الحكومة بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد".
وأوضح عبد الإله، أن "السياسة العراقية ما زالت هشة، حيث لا يوجد واقع داخلي قوي ينتج سياسة خارجية موحدة، والدليل على ذلك وجود القوات التركية في مناطق شمال العراق، حيث كثرت المطالبات بإخراجها عندما كان هناك توتر بين بغداد وأنقرة، بينما اليوم حيث الأمور جيدة لم يعد أحد يتحدث عن وجود تلك القوات".
يذكر ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زار برفقة زوجته الأربعاء الماضي، قاعدة "عين الأسد" غرب البلاد، والتقى بالجنود الأمريكيين لمدة 3 ساعات ثم غادر إلى ألمانيا، ما أثار ردود فعل واسعة من أطراف سياسية اعتبرت الزيارة انتهاكا للأعراف الدبلوماسية والسيادة الوطنية.