حدث الأسبوع.. التقلبات الحادة تضرب "وول ستريت" في وداع 2018
من: سالي إسماعيل
مباشر: "أسوأ جلسة عبر التاريخ في ليلة الكريسماس، أكبر مكاسب يومية على الإطلاق".. هكذا كان الوضع داخل أروقة "وول ستريت" خلال الأسبوع الماضي.
وتصدرت التقلبات الحادة والمفاجئة بأسواق الأسهم جلسات الأسبوع الذي شهد احتفالات الكريسماس، وهو ما كان بمثابة لغز محير بالنسبة للمستثمرين.
ماذا حدث في "داو جونز"؟
وعلى سبيل المثال، فإن مؤشر "داو جونز" الصناعي غير اتجاهه 19 مرة خلال جلسة الجمعة فقط قبل أن ينهي التعاملات في النطاق الأحمر بخسائر 76 نقطة.
وتأتي خسائر الداو بعد جلستين متتاليتين من المكاسب القوية، ليفشل بذلك المؤشر الصناعي في الارتفاع 3 جلسات متتالية خلال شهر ديسمبر الجاري.
وشهد داو جونز أسوأ جلسة في ليلة الكريمساس عبر التاريخ يوم الإثنين ثم سجل أفضل أداء يومي على الإطلاق من حيث عدد النقاط بقفزة تتجاوز 1000 نقطة، وذلك بعد العودة من عطلة عيد الميلاد واستئناف التداولات يوم الأربعاء.
وبالنسبة لتعاملات الخميس فكان الهبوط الحاد هو السمة الغالبة على المؤشرات الأمريكية بانخفاض 600 نقطة للداو وسط الجلسة قبل التحول وإنهاء الجلسة في المنطقة الخضراء بمكاسب 250 نقطة.
ماذا عن بقية المؤشرات؟
وعلى صعيد موازٍ، فإن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" والذي دخل منطقة السوق الهابط عدة مرات خلال الأسبوع الجاري لكنه أنهى الأسبوع بمكاسب تبلغ 2.9% ليمحو مخاوف اقتراب نهاية أطول سوق صاعد في التاريخ.
وكان "ناسداك" التكنولوجي هو الأفضل من بين المؤشرات الثلاثة بارتفاع 4% خلال الأسبوع المنقضي بدعم تحسن طفيف في شهية المستثمرين تجاه الأصول الخطرة.
وساهم ارتفاع أسهم مجموعة "فانج" والتي تضم فيسبوك وأمازون وآبل ونتفلكس وجوجل بمكاسب أسبوعية بلغت 6.6% و7.3% و3.6% و3.9% و5.6% على الترتيب، في أن يشهد القطاع التكنولوجي بشكل عام أداء جيداً.
كما أن سهم "جنرال إليكتريك" والذي يعد واحداً من بين الأسوأ أداءً في سوق الأسهم هذا العام ارتفع بالأسبوع الماضي بنسبة 5%.
ولا يزال أمام "وول ستريت" جلسة أخرى خلال الشهر الجاري لكنه مع ذلك يميل ليكون أسوأ ديسمبر منذ عام 1931 على عكس ما يشتهر به من مكاسب.
لماذا كل هذا التأرجح؟
كل ما سبق يسلط الضوء على الوضع داخل سوق الأسهم الأمريكي، لكن لماذا كل هذا التأرجح؟.
من المفارقة أن كل هذه التقلبات تأتي وسط أسبوع هادئ نسبياً من الانفعالات القوية المحركة للسوق في العادة كما أنها جاءت في ظل أسبوع يضفي عليه طابع العطلات.
وعلى مدى جلسات الأسبوع المنقضي، لم يكن هناك تطورات فعلية بشأن الحرب التجارية ما عدا الإعلان الصيني الذي يشير لإحراز تقدم جديد في المفاوضات وتقارير تشير لتعكر صفو هذه المحادثات لكنها أكدت استكمالها في يناير المقبل.
وعلاوة على ذلك، فإن الأسبوع الماضي كان شاهداً على إغلاق جزئي للحكومة الأمريكية هو الثالث من نوعه هذا العام ولا يزال مستمراً حتى الآن وسط خلال بين الرئيس دونالد ترامب والديموقراطيين حول تمويل الجدار العازل بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وفي سلسلة تغريدات عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، هدد الرئيس الأمريكي بإغلاق الحدود بين البلدين إذا لم يوفر الديموقراطيين الأموال اللازمة لاستكمال بناء الجدار.
وعلى صعيد الصراع الذي بات مألوفاً مؤخراً بين دونالد ترامب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي ، فإن الرئيس الأمريكي ألقى باللوم مجدداً على جيروم باول في خسائر أسواق الأسهم معتبراً أن البنك هو المشكلة الوحيدة أمام اقتصاد الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، فإن هذا الأسبوع كان مميزاً بأحجام تداول خفيفية، حيث أغلقت البورصة الأمريكية يوم الثلاثاء أبوابها أمام المستثمرين في عطلة رسمية احتفالاً بالكريسماس كما أنهت تداولات الإثنين في وقت مبكر عن الطبيعي للسبب ذاته.
ولكن انتاب المستثمرون بعض المخاوف بعد إعلان قيام وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن مونشين" بالتواصل مع 6 رؤساء لبنوك، في مسعى للتأكد من قوة مستويات السيولة لدى المصارف.
ورغم تأكيد الوزارة أن مسؤولي البنوك أكدوا قوة مستويات السيولة الحالية، فإن التساؤل نفسه أظهر مخاوف بشأن الأثار المحتملة لعملية التشديد النقدي.
هل التقلبات مستمرة؟
تشير التكهنات لاستمرار التقلبات داخل أسواق الأسهم خلال الفترة المقبلة في حين يرى فريقاً آخر أن هذا التأرجح وضعاً غير طبيعياً.
ومن المتوقع أن تستمر تقلبات سوق الأسهم تلك لبضعة أسابيع أخرى، وفقاً لرؤية محلل استراتيجي والذي نصح المستثمرين بالشراء في هذه المستويات المنخفضة.
لكن على النقيض، يرى آخرون أن ما يحدث في السوق الأمريكي من تقلبات ضرباً من الجنون ويجب على المستثمرين توخي الحذر.
هل الأمر مقتصراً على وول ستريت وحدها؟
بالطبع لا تغرد وول ستريت في سرب منفردة، حيث يصاحبها بقية الأسواق في النكبات وكذلك الأوقات الجيدة ما لم تكن هناك قوى خارجية مؤثرة بشكل مباشر.
وخيم الاتجاه الصاعد على ختام تعاملات الأسواق الأوروبية لكن أداءها الأسبوعي كان متبايناً بين الخسائر والمكاسب في حين أنهت البورصة الألمانية أطول موجة مكاسب سنوية بالتاريخ.
وصاحبت الخسائر البورصة اليابانية لتنهي تعاملات العام داخل النطاق الأحمر لتنهي أطول سلسلة مكاسب سنوية منذ نهاية الثمانينيات بعد أن تراجع "نيكي" بنحو 12.1% خلال 2018 للمرة الأولى في 7 سنوات.
ورغم أن البورصة الصينية أنهت تعاملاتها داخل المنطقة الخضراء لكن خسائرها خلال 2018 وصلت إلى 24.6% لتكون الأسوأ أداءً بين البورصات العالمية.