رحيم الخالدي يكتب: حكومة حسب الطلب!
تتنافس الأحزاب في كل دول العالم، لنيل شرف التمثيل البرلماني والوزاري، نتاج إنتخابات تجري ولا نقول أنها نزيهة مئة بالمئة، لكنها تصل لنسبة معقولة، مع مراقبة الصناديق من قبل الصحافة والشارع تلافياً للتزوير، الذي إستفحل بالعراق ووصل لحد لا يمكن القبول به، وهذا لم يأتي من فراغ، بل من تخطيط لا يخلوا من الدهاء، ومثال ذلك الدولة العميقة التي وضعت اسسها السلطة التي حكمت طوال السنين المنصرمة، وكل هذا التعطيل نتاج ذلك التخطيط، الذي بدأت بوادرهُ تلوح بالأُفق، من خلال الإصرار على شخصية بات معلوماً لماذا يُصِرونَ عليها!. يصعد للتنافس حزبان في بريطانيا، أو المملكة المتحدة كما يحلوا للبعض تسميتها، الحزب الجمهوري وحزب العمال المعروف بمواقفه المتشددة، وأمريكا كذلك الديمقراطيين والجمهوريين، لكن في العراق صعدت أحزاب وتحالفات حديثة العهد، حيث شابت العملية الديمقراطية كثير من الخروقات، مع عدم تحرك من عليه لإيقاف تلك المهزلة، وما تناقلته شبكات التواصل من تسجيلات ووثائق، تدين أطراف ثبت تورطها ببيع مناصب وأصوات، دون إعتراض من بيده القرار! وهذا سيؤدي الى كارثة لا يمكن السماح بها، لأنها ستواجه الجماهير وجهاً لوجه، نتاج التعطيل الذي طال العملية السياسية . الانتخابات العراقية أفرزت حالة جديدة غير مألوفة بانت أهدافها منذ بدأ الجولة الاولى لإنتخاب رئيس الوزراء ألا وهو الكتلة الاكبر وكل هذا الضجيج الذي حدث نتائجه لا تخدم الناخب العراقي الذي وضع ثقته بالشخصيات التي رشحت نفسها لتمثيل ناخبيه وهذا وضعنا بموقف لا نحسد عليه والنتيجة تعطيل التشكيلة الوزارية من خلال التصميم والاصرار على شخصيات لم تقدم منتج يؤهله لتسنم حقيبة سيادية تخدم العراق أولاً والمواطن ثانياً يقابله تم تمرير أشخاص ثبت تورطهم بملفات تمس سلامة المواطن والوطن وهذا حديث الشارع مبدي إمتعاضه من الطبقة السياسية. العراق ليس عقيم من الكفاءآت، التي يعج بها الشارع، و"المجرب لا يجرب " تم إهمالها ووضعها على رفوف النسيان! حالها حال الملفات التي تعج بها لجنة النزاهة، كذلك تراخيها عمن سرق وضَيّعَ العراق في دوامة الإرهاب، علماً هنالك شخصيات مرموقة ونظيفة شهد لها القاصي والداني بالمهنية والشرف والأداء، وأثبتت ذلك من خلال المنحى الذي كسب ثقة المواطن، كذلك المقبولية من قبل الشارع، ولا أعتقد أن هنالك من يعارض تسنمهم للمراكز الذي يدور حولها الجدل، منذ بدأ توزير الحكومة حتى يومنا هذا، وعلى رئيس الوزراء إتخاذ قرار حكيم وجعل التصويت عليهم بالعلني . المحاصصة وتغليب لغة لوي الأذرع منهج غير مقبول، وبما أن العراق قد إنتصر على الإرهاب بيد أبناء العراق، فهو مكسب للمقاتل، وليس للقادة الذين يتحكمون بالعملية السياسية، وفرض شخصيات يرفضها الشارع وكأنها منزلة من السماء، وشاهد القول أن مقابل هذه الشخصيات، قد مررت شخصيات لازال المواطن في حيرة! ويتساءل ويقول لماذا يفعل سياسيونا بقبول من تلطخت يده بدماء أبناءنا؟ وهو اليوم يتبوأ مكان لا يستحقه، ننتظر قادم الأيام حكومة قوية وليست حسب الطلب والأمزجة. رحيم الخالدي/ كاتب عراقي