لماذا على ليفربول أن يشكر الاتحاد الأفريقي بسبب تغيير موعد كأس أمم أفريقيا
يوسف حمدي فيسبوك تويتر
حصل ليفربول على فرصة للانفراد بصدارة الدوري، لا، الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، لأن ليفربول قد وصل إلى يناير مبتعدًا بسبعة نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيه مانشستر سيتي، إلا أنه في إنجلترا بالتحديد لا يمكنك أن تقول كلمات مثل (حسم الدوري، اقترب من حسم الدوري، في طريقه لحسم الدوري... إلخ) في هذه الفترة، الحكم لا زال مبكرًا جدًا، ليس فقط لقوة البريميرليج ومنافسته الشرسة وما إلى ذلك، ولكن احتمالية سقوط ليفربول مع اقتراب نهاية الموسم تتزايد كلما اقترب الوقت.
لماذا تتزايد؟ ببساطة أنظر إلى الطريقة التي يعتمد عليها يورجن كلوب، وانظر إلى الجهد البدني المبذول من لاعبي ليفربول، حاول أن تتخيل أن روبيرتسون هذا الذي يقف بشرًا في النهاية، وأنه بكل تأكيد سيأتي عليه الوقت وسيقف رغمًا عنه، البقية كذلك، هذه المعدلات البدنية الجنونية ستتوقف في النهاية حين يصبحوا غير قادرين على بذل هذا الجهد مع تراكم المباريات والمنافسة على أكثر من جبهة.
في الماضي كان من الممكن لليفربول أن يتصدر، ولكن في هذا الموسم الطموحات تبدو أعلى من غيرها، لماذا؟ أنظر إلى الأسماء الموجودة حاليًا وقارنها بالأسماء التي وجدت في تلك السنوات التي كنا نتحدث عنها، أنظر فقط وبمجرد النظر هنا وهناك ستلاحظ الفارق، ليفربول الآن أصبح يمتلك فريقًا، وهو ما غاب عنه في أوقات نافس بيها بأشباه فرق.
في 2017 دخل ليفربول يناير متصدرًا، ومن ثم كاد أن يخرج من صراع التأهل لدوري الأبطال ذاته، لماذا؟ لأنه فقد ساديو ماني لمدة شهر من أجل مشاركته في كأس الأمم الإفريقية، حينها لم يكن هناك فابينيو ولا شاكيري ولا نابي كيتا ولا تشامبرلين ولا أي من هؤلاء الموجودين الآن، وحينها أيضًا لم يكن هناك هذا التنوع الخططي وكل ما استجد على ليفربول منذ تولي يورجن كلوب قيادة الفريق وحتى الآن، مما جعل ليفربول يدخل في سلسلة من النتائج السلبية بفعل الإرهاق الذي تحدثنا عليه سلفًا.
تخيل أن ليفربول حينها افتقد ماني فقط، لم يكن محمد صلاح قد أضحى لاعبًا للريدز، الآن انسى أن كأس أمم أفريقيا ستقام في يونيو، وتخيل أن صلاح وماني سافرا فجأة من أجل المشاركة في البطولة، وليفربول سيواجه كلًا من آرسنال ومانشستر سيتي والبقية خلال هذه الفترة، ماذا كان من الممكن أن يحدث، وكيف كان سيعبر ليفربول من نفق يناير وفبراير قبل الدخول في المعتركات الأوروبية التي ستحدث تأثيرًا آخر بشأنها بخصوص النواحي البدنية.
في الحقيقة ليفربول عانى كثيرًا بسبب كأس أمم أفريقيا 2017، ودخول البطولة بشكل مفاجئ أربك كثيرًا حسابات كلوب، الأمر سيكون مؤثرًا نظرًا لأنه لا يوجد أي من الـ 6 الكبار يمتلك لاعبين أفارقة باستثناء أوبامياننج في آرسنال، عدا ذلك فإن الجميع سيلعب بصفوف مكتملة، أما ليفربول فسيفقد صلاح وماني أي سيفقد أهم نجمين للفريق، كل هذا بالطبع لن يحدث لأن البطولة ستلعب بعد نهاية الموسم، وددنا فقط تخيل ماذا لو كان النظام القديم بقي كما هو وانطلقت البطولة في يناير كالعادة.
في الحقيقة ليفربول هو المستفيد الأكبر من تأجيل كأس أمم أفريقيا إلى يونيو، أو بالأحرى من تعيير نظام البطولة من قبل الإتحاد الإفريقي، ليس فقط داخل إنجلترا، ولكن على مستوى أوروبا كلها، لا يوجد فريق من كبار أوروبا يمتلك في خطه الأمامي لاعبين أفريقيين، وتشاء الصدف أن يكون هذان اللاعبان هما الأهم في تشكيل الفريق مع ثالث يدعى فيرجيل فان دايك.
في هذه الحالة سيتعين على يورجن كلوب تقديم شكر للاتحاد الأفريقي الذي غير نظام البطولة، ولكن قبل ذلك، عليه أن يحذر من فقدان النقاط، فتلك هي الخطوة الأهم من أجل الاستفادة من هذا التغيير في النظام.