اخبار العراق الان

عاجل

رباعية التواصل المهلكة..

رباعية التواصل المهلكة..
مقالات عراقية

قد يؤاخذنا القارئ الكريم اننا قد بالغنا حين وصفناها بـ"المهلكة".. لكن حين يعلم ان حوالي 40% من سكان الارض يستخدمون هذه المواقع بشكل يومي وهي نسبة ليست ببسيطة ابدا بل حتى بإمكانها تغيير الكون خصوصا اذا نُفِث لها السم من خلال تلك المواقع بدرايةٍ او بدونها، سنذكر بإيجاز بعض مما قد يؤدي الى الهلكة حقا عند الاستخدام المبالغ لتلك المواقع.. مؤخرا نشرت دراسة تؤكد بارتباط مواقع التواصل بالانفعالات النفسية للمستخدم ومن اهم هذه الانفعلات هو التوتر خصوصا عند مستخدمي الفيس بوك وقد ذكرت الدراسة ان مستخدمي تويتر هم اقل توترا وخصوصا النساء منهم بسبب اسلوب الشركة الاقل غلظة بعرض محتوى المستخدم والتفاعل العام.. ناهيك عن القلق والتأثر بكم الطاقة السالبة المنقولة عبر تلك التطبيقات بين الاشخاص التي قد تؤدي احيانا الى الاكتئاب او الانتحار احيانا اقل خصوصا وان هذه الشركات تقوم بعمل دراسات على مستخدميها تقيس مدى استجاباتهم للاحداث والاجواء المفرحة والاحداث المحزنة تستشعر من خلالها تصرفات الفرد وميوله وطموحاته.. واذا كانت ستسبب الاكتئاب عند الكبار فهي بالتأكيد ليست اقل خطرا على الاطفال والمراهقين، حيث يعلل اطباء الاطفال ان السبب الاول لانتشار مرض التوحد لدى الاطفال هو قضاء وقت مفرط على الاجهزة اللوحية، وليس التوحد هو المشكلة العظمى بل يتعداها الى ان هذه الاجهزة انشأت جيلا بعيد جدا عن الحيوية والطاقة والمرح وردود الافعال الطفولية وانحدار مستوى الذكاء العام ودقة التفكير لدى تلك الاجيال بالاضافة الى تأثيرها على صحة وسلامة العينين.. كما ان اتخاذ المراهقات من الفاشونستاز مثلا ونموذجا وقدوة على جميع الاصعدة منها السلوكيات والتصرفات لتلك الشخصيات التي اساسا لاتظهر على حقيقتها.. قد انتجت جيلا تافها ذو ذوق واسلوب اجتماعي فظ (بسبب التقليد الحرفي لتلك الشخصيات وصراعاتها فيما بينها على الشهرة والمال ) واصبح جل اهتمام تلك الفئات العمرية هو استطلاع اخر اخبارهم على السناب شات والانستغرام، في حين انهم لا يرسلون لهم الا عالما فاشلا لا جانب مضيء ومثمر فيه بل انهم يركزون وبشكل عميق على ماركات الملابس والسيارات الفارهة والمكياج المستورد باسعار خياليه متفاخرين بذلك اشد تفاخر.. بالاضافة الى ان الكثير من الفتيات يحاولون الوصول الى اجسام تشبه تلك الاجسام التي يرونها على شاشات هاتفهم دون علم منهم انها صورا مفبركة وليست حقيقيه اطلاقا بل هي معدلة ببرامج خاصة وقد يصيبهم من ذلك ضعف الثقة بالنفس والاحباط، ربما جهل الآباء بمخاطر تلك المواقع هو السبب فالكثير من العوائل في مجتمعاتنا تمنع المراهقين من إستخدام الفيس بوك بينما يسمح لهم بإستخدام باقي المواقع والتي اثرت عليهم بشكل سلبي وان الادهى والامر من هذا وذاك قد يكون الاهل هم اساسا صانعي الفجوة العميقة بينهم وبين اولادهم بانشغالهم بالتصفح وتأثرهم المتواصل بهذا العالم الوهمي غاضين الطرف عن غير قصد بحاجات ابنائهم النفسية والتكوينية وحاجتهم للحميمية ولزرع بعض المبادئ من العائلة.. وبالتأكيد فأن العائلة هي المقوم الرئيسي والمؤثر العظيم لاي اعوجاج قد يحدث فيجب علينا جميعا ان نعطي لكل محقوق حقه الطبيعي بدون مغالاة او مبالغة لان غير هذا السلوك بالتأكيد سيكون هلاكاً.. ريام علي/ كاتبة وقاصة عراقية