لمن خاف مقام ربه جنتان
طالما شغلتْ خاطري وجالت به تلك الاية ومحتواها لماذا اثنتان الا تكفي واحدة !! ام هو الكرم الالهي يأبى الا ان يجزي بالضعف وان يضاعف الحسنه بعشرٍ مثلها وهل نحن نمضي بما قد سنه الله تعالى على نفسه!! إني ارى أنّا قد عكسنا المنظار عن قصد ! فقد استبدلنا الخير بالشر وجزينا الاحسان بالضعف من السوء، والقول اللين بالقول الصلد القاسي، والشعور الطيب العميق بالغلظ والغل والكره، جابهنا الطبع المحبب السمح بالتكبر والتعالي والنكران بل حتى الاحتقار، ان اعظم ماخلق الله في الكون هو حب ابن ادم لاخيه فماذا بعد ان ينتهي ذلك السمو وينحدر بك من اعالي الى مكان سحيق. نحن نعاني من شلل قد التف حول بنيات الشعور قتله وسوده، هل نحن خير امة أُخرجت للناس ام نحن امة مشوهة متنمرة ؟! تمد اليها يدٌ بيضاء لقلب انقى وابيض يد انسان لا ملاك يمكن ان يخطأ ويصيب ، حين تعاد تلك اليد مقطوعه فنحن اذاً اقبح امة اخرجت للناس. *** (( ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ )). ان لهذه الكلمات وقعا في نفسي وحين تفكرتها وتفسيرها تبين لي بقصور عقلي بعض الامور منها - ان هذه البشرى هي اعظم بشرى فقد اتت من الخالق الكريم فحين يبشرك اخاك تفوح منك رائحة السرور فكيف ببشرى الخالق والبشرى معنويه وماديه كما جاء في تفسير الايه. - اما كيف تستحق هذه البشرى او الجائزه فهو فقط ان تكون مؤمنا مثاليا فلا افضل من المؤمن الذي هداه الله ووصفه بانه صاحب عقل سليم. - اما كيف تكون ممن ناله هدى الله عز وجل فهو بان تستمع ان تفتح قلبك وعقلك لكل قول ولانفع من السمع بدون تطبيق وبالتاكيد حين تأتي مرحله التطبيق عليك باختيار افضل القول والسير على الفطره السليمه. فقط اوضح بان القول ليس مشروطا باللسان فقد يكون علما تتعلمه او كتابا تقرأه او معرفه تتبناها، فحين تختار افضل القول هنا تتحق مثالية ايمانك وموازنه عقلك الذي خلقه الله تعالى بامكانيات عظيمه لذا اتمنى ان نتدبر الايه ولانستمع لكل الاقوال فقد تكون بعضها خبيثه. لانصدق ونثق بكل كتب العولمه بل حتى بعض كتب الدين. كن انسانا كما اراد لك خالقك ، كن صاحب مبدأ ولا تنعق مع كل ناعق ، لاتتبع (اي قول) بل اتبع (احسنه). ريام علي/ كاتبة وقاصة عراقية