قصص قصيرة للكاتبة ريام علي
اشتد الظلام وصوت الرعد ارعب صبيتي الصغار، الذين لم يعرفوا للغذاء طعم منذ البارحه "صدقة كانت ما اكلوا"، اشتد المطر وتناثرت صفائح الابنيه التي آوتنا ، مع ذلك صبرت وانتظرت قدوم ذلك الغريب الذي يأتي كل ليله "ليتصدق" علينا ، لم يأت اليوم .. "ربما ارتحل بعيدا" ، كلمات جالت في خاطري ..افقدتني القدره على النهوض. صرخه السماء اعتلت، لا تفقدوا الامل،شعله نار التهبت في فؤادي، رحمه الله نبع لا ينضب ، تعالوا وأملؤا قواريركم ، وتزودوا من منهلهه العطر ، فافقر الناس ليس من لم يمتلك قوت يومه ، بل افقرهم من "يقنط من روح الله". **** نافثو الطاقة السلبيه.. وقف يخاطبهم: "ايها البائسون، انتظروا بزوغ الفجر الرمادي الداكن قرب المرفأ، ربما تزال تلك اللعنه التي اعتلت قلوبكم ووجوهكم الغابرة، املأوا كؤوسكم ماءاً صافيا واجعلوا قطراته تتلألئ بلون الكأس الذهبيه لعلها تغري حوريات الجنان وجنيات العالم الوردي بسكب لؤلؤات الدمع من بحار اعينهن وبعدها اغتسلوا من اعبائكم بتلك الدموع ان رضين ان تغتسلوا، وهو لن يحدث فقد ملأت رائحة الحزن الاسود انفهن فما عدن يطقن وجودكم في عوالم الكون اجمع، لا تتركوا حفلكم فقط ضعوا القليل من تلك القطرات الملونة الجميله في كؤوسكم ضعوا السم وموتوا للابد. ----------- الجدة جلست امامي وقد بينت تجاعيد وجهها عن ايام متعبه..لكن نظره عينيها الﻻمعة قد ادخلت فرحا ربانيا الى قلبي..انشغل الجميع فاقتربت منها ..ابتسمت لي وقالت كم عمرك صغيرتي..فاخبرتها..اشرق وجهها بنور احن من الشمس..جلست تحدثني عنها عندما كانت بعمري..حين انهت حديثها طلبوا مني امرا فقمت بعمل اعتدت القيام به حين يحدثني احد بشيء ﻻ يعجبني..فامسكت يدي وقالت (اكبر منك بيوم افهم منك بسنه) ﻻ تهملي كﻻم اﻻكبر منك ابدا.. انا حقا قد سمعت هذا القول كثيرا لكني لم اشعر به كما اليوم..عدت وانا افكر في حديثها واكثر ما اخجلني ان الله سبحانه اكبر منا جميعا..لكننا ﻻ نصغي وﻻ نسير على ما رسم لنا من حدود..لو سرنا عليها لما هدتنا اﻻ للنجاة ولما صارعنا الما في الحياة *** تقدموا بشراسه..وجوههم تغمرها دماء سوداء..تعلوها غبرة..يحملون حديدا مصدئا..نحوي يسيرون! وقد خارت قواي..عجبا! يفوح منهم عطر يشعرني بالطمأنينة!!..احدهم ينادي بالحرق واخر بالطعن واخر بالجلد..اصواتهم احب سماعها ايضا!..استجمعت بقايا قوتي وعلمت انها انفاسي الاخيرة..ناديت اخي سندي..فوجدته اول القوم ينوي هتك عزتي..ناديت من كنت له عصى ودرع صديقي..ها هو يشد ذراعا باذرعهم..صرخ قلبي يامن انت انا يامن يمتزج مع انفاسي حبيبي! انه الزعيم !. كفى ارحموا انفسكم وقفتكم هذه تكفي لقتلي الف مرة .. فقط انتظروا لتستنشقوا رماد قلبي الذي تسكنون.. صرخ صوت من ورائي : انه اقرب من حبل الوريد ..اقرب من الجميع. تكرر الصدى كثيرا حتى صحوت على صوت امي : استيقظي الجميع بانتظارك..فقلت لها بوجه ملؤه الثقة: ولكني من اليوم سأنتظر الله فقط ..... لا زلت احلم وارى الخيال حتى ايقضني منبه ساعتي.....ففتحت عيناي واستقبلت ذلك الصباح الشتوي الجميل..وانا اسمع تهامس قطرات المطر المتساقطة على اوراق شجرة الزيتون اسفل شباك غرفتي....اسرعت الى النافذة لاسمع وارى ذلك الحوار الساحر.....وعندما رأيت التناغم هناك....شعرت بوخزة البرد.... واذا بصوت امي وهي تعد الفطور.....كأنه اقوى واحن مدفأة في الكون. انطلقت مسرعة نحوها وانا ارتدي ثوبي الزهري الذي لطالما ارتديته.... واذا بأبي يستقبلني حاملا معه كيس "الصمون" الساخن...فقبلته بدلال واخذته منه....ورحت امرح في عالمي الصغير...ابي امي.....والاميرة انا....اخوتي الطيبين....جمعتنا مائدة الفطور..بابتسامة جميلة كالسكر والشاي في ذلك البرد الشديد...اشتد المطر واعتلى الرعد...واخاف اختي الصغيرة...فضحكنا جميعا... ثم وبعد دقائق....انصرف الجميع..وبقيت وحدي متسائلة مالذي جعل امي تستيقظ!!! وما الذي اخرج ابي في هذا البرد!!!!!...واذا بهذه الاسئله تبعث في نفسي المزيد من الدفئ.... ثم فتحت الباب نحو العالم الكبير...يا الهي تغير كل شيء....اشتد البرد. حتى قطرات المطر الرقيقة اصبحت كحجارة من سجيل...لا احد يرى احدا الا نفسه....عالم غريب كئيب لا يعرف قاموسه عن الحب شيئا..... وهنا علمت باني يجب ان اخلع زي الاميرة الذي ارتداه قلبي حين استفقت....وارتدي زي ............زورز!