اخبار العراق الان

سوريا: أردوغان لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال

سوريا: أردوغان لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال
سوريا: أردوغان لا يتعامل إلا بلغة الاحتلال

2019-01-16 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن أنقرة ستتولى إقامة “المنطقة الأمنية” في شمال سوريا، التي اقترحها نظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وأدلى أردوغان بهذه التصريحات غداة مكالمة هاتفية مع ترامب في محاولة للتخفيف من حدة التوتر، بعدما هدد الرئيس الأمريكي بـ”تدمير” الاقتصاد التركي في حال هاجمت أنقرة القوات الكردية في سوريا.

وبينما رحبت تركيا بقرار واشنطن سحب قواتها من سوريا، البالغ عددهم نحو ألفي عنصر، إلا أن مستقبل القوات الكردية، التي تعتبرها أنقرة “إرهابية” وتدعمها الولايات المتحدة سممت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وقال أردوغان، إن المكالمة الهاتفية “إيجابية للغاية” مع ترامب في وقت متأخر الإثنين، أكد خلالها “أننا سنقيم منطقة أمنية بعرض 20 ميلا (30 كلم) على الحدود مع سوريا”.

وتأتي التطورات الأخيرة بعدما أعلن ترامب، عبر “تويتر” الأحد، أن الولايات المتحدة “ستدمر تركيا اقتصاديا في حال هاجمت الأكراد”، في تهديد أثار ردود فعل غاضبة في أنقرة.

وشن الجيش التركي عمليتين واسعتين في سوريا أطلق عليهما “درع الفرات” في 2016 و”غصن الزيتون” في 2018 لمواجهة المقاتلين الأكراد السوريين وعناصر تنظيم داعش.

لكن العملية الأخيرة هدفت للقضاء على المكاسب، التي حققها المقاتلون الأكراد في سوريا، الذين يتولون إدارة أجزاء من شمالها منذ العام 2012.

وأثار نشر جنود أتراك وقوات متحالفة مع أنقرة في مناطق بشمال غرب سوريا اتهامات من بعض الأطراف لتركيا باحتلال عسكري.

وتجاهل أردوغان الاتهام، قائلا إن “مقارنة الوجود التركي في سوريا بوجود أي دولة أو قوة أخرى يشكل إهانة للتاريخ ولحضارتنا”.

وقال “لو لم يكن لنا وجود هناك، ولو أدرنا ظهرنا لما يحدث وأغلقنا حدودنا وقلوبنا أمام الناس القادمين من هناك، فسيشكل ذلك خيانة لأنفسنا بكل تأكيد”.

“منطقة أمنية”

ويعيش في تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، وقد دعت أنقرة لإقامة منطقة آمنة مدعومة بحظر جوي عند حدودها مع سوريا، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو حماية المدنيين من الهجمات الجوية والبرية.

وعرض الاقتراح آنذاك على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لتوفير مكان آمن للاجئين السوريين شرط تقديم واشنطن الدعم اللوجستي والجوي، بينما توفر أنقرة الأمن على الأرض، بحسب أردوغان.

وقال الرئيس التركي، للصحفيين، بعد خطاب أمام البرلمان، “لقد فشل أوباما للأسف في اتخاذ الخطوات الضرورية”.

لكن عقب محادثات مع ترامب، قال أردوغان، إن إعادة إحياء الخطة أمر ممكن وأنه من الممكن كذلك توسيع “المنطقة الأمنية” المقترحة البالغ عرضها 30 كلم.

ويمكن كذلك إقامتها بالتعاون مع التحالف الدولي المدعوم من واشنطن، الذي يقاتل التكفيريين ويضم تركيا.

وقال أردوغان “بإمكاننا إقامة منطقة آمنة من هذا النوع إذا قدمت قوات التحالف، وخصوصا أميركا، الدعم اللوجستي والمالي”.

وأضاف أن “ذلك سيمنع بشكل كامل تدفق” اللاجئين.

لكن الرئيس التركي رفض أن يكون لوحدات حماية الشعب الكردية أي وجود في المنطقة المقترحة.

“أحزنتني”

وشكل الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية مصدر توتر رئيسيا بين أنقرة وواشنطن، وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية قوة فاعلة في الحرب على تنظيم داعش.

لكن أنقرة هددت بشن عملية عبر الحدود للقضاء على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها فرعا لحزب العمال الكردستاني، الذي قاد تمردا منذ عقود ضد الدولة التركية والمدرج على القائمة السوداء في تركيا والولايات المتحدة.

وفي واشنطن، سرت مخاوف من أن الولايات المتحدة ستترك الفصائل الكردية عرضة لهجمات مستقبلية ينفذها ضدها الجيش التركي الأقوى بكثير.

وقال أردوغان، الثلاثاء، إن تغريدة ترامب “أحزنتني وأصدقائي”، لكنه أضاف أنهما توصلا إلى اتفاق “يحمل أهمية تاريخية” في مكالمة الإثنين.

وشدد على أن بلاده ستحل المشاكل مع ترامب “بروح التحالف” طالما أخذت واشنطن الحساسيات في بلاده في الحسبان.

وأثارت تغريدة ترامب غضبا في أوساط حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، حيث قال رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليشدار أوغلو “لا يمكن لأحد تهديد تركيا”.