اخبار العراق الان

هل سمعت يوما بـ"الاحتراق الذاتي" للإنسان؟

هل سمعت يوما بـ
هل سمعت يوما بـ"الاحتراق الذاتي" للإنسان؟

2019-01-18 00:00:00 - المصدر: قناة الغدير


وتحدث هذه الحالة بشكل مفاجئ، فيما يمكن اعتباره كابوسا، حيث يمكن أن تكون مسترخيا في كرسيك عندما تشتعل النيران في جسمك فجأة، وتحترق حتى الموت في لحظات وتتحول إلى جثة متفحمة عقب ذلك.

لكن هذه الظاهرة التي تعود إلى قرون عديدة مضت، ليست أسطورة بل حقيقية، مع وجود أدلة لإثبات ذلك، وفقا لأحد العلماء البارزين.

ويقول بريان فورد، المؤلف والبيولوجي والأستاذ في جامعة ليسيستر، إن" الاحتراق البشري الذاتي" يشعل الجسم كما لو أنه انفجار قنبلة، ويحرق الأعصاب في ثوان معدودة. وقال فورد لصحيفة "ذي صن" في تفسير لهذه الظاهرة الغريبة، إن" الانفجار يحدث فجأة مشكلا لهبا حارقا، فيحترق الجسم بشدة حتى لا يبقى سوى الرماد الحار، رغم أن اليدين والساقين تبقى سليمة".

وأضاف قائلا إن" هناك العديد من مستقبلات الألم في الجسم، لذا فإن الإحساس سيكون مؤذيا في أقصى حالاته"، مشيرا الى ان" ان العلماء مضوا عقودا في الجدال حول ما إذا كان الاحتراق البشري الذاتي أمرا حقيقيا، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 200 حالة في جميع أنحاء العالم، وتحول الضحايا إلى رماد من لا شيء، كما يبدو.

ولكن أغرب شيء في كل حالة وفاة، هو أن" النار لا تسبب أي ضرر لمحيط الضحية، وكان غالبية الضحايا من مدمني الكحول، ويشير الخبراء إلى أنه" من المرجح أن يكون أولئك الأشخاص مهددين بنهايات مماثلة بسبب احتمال نومهم حاملين السجائر على سبيل المثال.

إلا أن الدكتور فورد يكشف أن تجاربه تشير إلى أن حالة الاحتراق البشري الذاتي تحدث عند الارتفاع القوي لتراكم مادة كيميائية تعرف باسم "الأسيتون".

وقال فورد، إن" الإدمان على الكحول كان يعتبر عامل خطر، لكن هذا غير مقبول، فاللحم الدهني، حتى عندما ينقع في الكحول، لا يحترق".

وأضاف، انه" مع ذلك، فإنه عندما يكون الشخص مريضا، فإنه ينتج في بعض الأحيان الأسيتون في الجسم، وهذه المادة الكيميائية شديدة الاشتعال".

وأوضح فورد أن إدمان الكحول يسبب إنتاج الأسيتون، تماما مثل العديد من الأمراض، “واستنتاجي هو أن الفرد المريض ينتج مستويات عالية من الأسيتون الذي يتراكم في الأنسجة الدهنية وبذلك يمكن إشعالها، ربما بواسطة شرارة ثابتة أو سيجارة”.

إلا أن الكثير من الخبراء احتقروا هذه النظرية حول أسباب الاحتراق البشري الذاتي، ويقول الدكتور، ستيفن نوفيلا، عالم الدماغ في جامعة ييل، إن معظم حالات الاحتراق يمكن تفسيرها منطقيا، وكتب في مدونته “Neurologica”، إن" التفسيرات المزعومة للاحتراق البشري الذاتي مثيرة للضحك.. العديد من الحالات تتضمن مصادر خارجية واضحة للنار، وكانت السجائر الأكثر شيوعا، وفي حالات أخرى تم تسجيل وجود الشموع والمواقد والفوانيس".

وفيما يتعلق بعدم احتراق اليدين والساقين هناك تفسير جيد لهذه الظاهرة، يطلق عليه اسم تأثير الفتيل، حيث أن ملابس الضحايا يمكن أن تكون بمثابة الفتيل، في حين أن دهون الجسم تكون بمثابة مصدر للوقود، ويتم الحفاظ على حرق الملابس من قبل الدهون السائلة الضارة التي يفرزها جسم الضحية، ما تسبب في حروق بطيئة تلتهم الضحية، ما يؤدي إلى ظهور مادة زيتية بنّية غالبا ما تغطي الجدران القريبة"، موضحا، انه" لقد قمنا بالتأكد من ذلك بالفعل تجريبيا باستخدام أجسام الخنازير".

  في المقابل، يؤكد الدكتور فورد على مدى صحة نظريته لتفسير ظاهرة الاحتراق البشري الذاتي، قائلا إن هناك ما يكفي من الأدلة الكامنة وراء ذلك لإظهار أنها حالة حقيقية وأن المشككين سيتوصلون إليها في النهاية، حيث أنه" في عالمنا، نميل إلى رفض أي فكرة جديدة لا نملك أي فهم واضح لها، لقد سخر الكثيرون من النظريات الجديدة، لكن تبين فيما بعد أنها صحيحة".

انتهى..م.ر