اخبار العراق الان

عاجل

ريم علي تكتب: نحن لم نتعارف بل تقاطعنا

 ريم علي تكتب: نحن لم نتعارف بل تقاطعنا
مقالات عراقية

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ))، نحن لم نتعارف بل تقاطعنا، حُفرت اخاديد القطيعة بسهل العلاقات الانسانية حتى بات وادٍ غير ذي زرع  لاينتج منه ثمر وان نتج فهو لايسمن ولا يغني من جوع؟

علاقات باردة لا دفئ فيها يحكمها المال او العمل/ نحن نفتقر لأنس الأخِلٍاء والاحاديث المفعمة بالشعور لا الاحاديث الباردة المتجلدة.

ترى ماهي الحال التي ستؤول اليه علاقات أبنائنا في القادم المجهول، لم لا يمكن التنبؤ بالمحصول اذا كان الغرس جيدا ؟؟!! وأنى له ان يكون جيدا اذا كنا اليوم على شفا حفرة من الجمود ،اللامبالاة ، والبعد العاطفي العميق ،حب الذات والتفرد الاناني السحيق.

هل نتلو صلوات الحب إلا امام المرآة ؟! هل نقبل لاحد ان يسكن فينا غيرنا ؟! هل هناك لحظات ادركنا فيها يقين الشعور ام كلها كانت كمثيلاتها بلون رمادي لاحياة فيها.

كيف تجردت الروح من مقومات ثباتها وحساسات تجردها اللامادي حتى ذبلت واغرورقت بين ثنايا العتمة التعيسة.

كم هو مضني ان تحاول عبثا ان تقوّم اعوجاج ذاتك فتخطو الخطوة الحسنة وتسلك درب البر لتصل من قطع عنك سبل الوصال، فتراه لم يستعد بعد ولم يصل مرحلة التقويم التي تقف عندها، فيعيدك بخيبتك الاولى متلاشيا في في متاهات الانكسار لا الاعوجاج.

ترى هل الفارق الزمني يحمل كل المسؤولية ونحن بحِلٍ من جرم الانقطاع.

ام إنا بذاك نزين فشلنا الانساني ونتنكر للفطرة التي ارادها الله لنا.

كم هي جميلة ومنعشة صورة طفلة تركض منفرجة الاذرع لترتمي بعيدا عن برد العالم بين يدي والدها الذي يمثل لها الكون المصغر، مما لاشك فيه اننا سنعجب ونرق اعيناً لمنظر كهذا، ولكن بعد لحظات نرميه في سلة مهملات العدم ونمضي كما السابق.

إن تلك الطفله لم تبالغ ابدا حين انعكس طيف والدها كونا كاملا في عينيها، نحن فعلا هكذا، انت وانا وجارتي العجوز والطفل الذي يلعب في الجوار، كلنا اكوان صغار سمائنا الامل والامن وارضنا الإحياء والوصل، ان غيرنا زاوية الرؤيا للاعلى تارة وللأسفل اخرى سندرك مالم نعلم بوجوده  سنرتمي في احضان الطفولة من جديد ونحيي ما نفق من بنيات الشعور وسيصير جيل المستقبل جيلا ملونا مفعما بالحب.

ريم علي/ كاتبة عراقية