تعلم في مدرسة فالفيردي | هل يلجأ سولاري للواقعية مع ريال مدريد؟
مصعب صلاح تابعوه على تويتر
ريال مدريد يخسر الاستحواذ يتقهقر في ملعبه ويعتمد على المرتدات السريعة. كل هذا لا يهم كتيبة سانتياجو سولاري تفوز!
في مباراة كان طرفها الأقوى ريال بيتيس وبالأخص في الشوط الثاني، انتصر ريال مدريد بهدفين لهدف ليتجاوز خصمًا صعبًا قهر برشلونة منذ أشهر في كامب نو برباعية لثلاثة.
هدف لوكا مودريتش جعل ريال مدريد ينكمش في الدفاع ولا يسدد على المرمى سوى كرتين فقط على المرمى بالشوط الثاني واحدة دخلت المرمى.
ورغم أنّ مباراة إشبيلية كانت مختلفة نوعًا ما، لكن فكرة التسجيل المبكر والعودة للدفاع ثم الضرب بالمرتدات نجحت كثيرًا سواء ضد روما في دوري أبطال أوروبا أو أمام فالنسيا في الدوري والأمثلة كثيرة.
فهل قرر سولاري انتهاج مدرسة مدرب برشلونة، إيرنستو فالفيردي، في الموسم الماضي واللعب بأسلوب التحولات أو ما يُعرف إعلاميًا بمدرسة "الواقعية"؟
الأهداف كثيرة
ريال مدريد استقبل 24 هدفًا في الدوري الإسباني وخسر بثلاثية من إشبيلية وإيبار وحتى سيسكا موسكو في الأبطال بجانب خماسية برشلونة.
سولاري حينما تولى تدريب الميرنجي وجد أنّ فلسفة جولين لوبيتيجي في الاستحواذ وكثرة التمريرات لا تنفع، لذلك قرر أن يتخذ المدرسة الأخرى بالتموقع الدفاعي واللعب على المرتدات.
يحتاج الملكي أن يسجل هدفًا في البداية وبعدها تطيب له المباراة، فمنذ أن تولى سولاري تدريب ريال مدريد لم يخسر أي مباراة سجل فيها في البداية.
العكس أيضًا صحيح، ففي جميع المباريات التي خسرها (4 لقاءات) استقبل في البداية لينفرط العقد وتصبح دفاعات ريال مدريد شوارع ويستقبل الثاني وأحيانًا الثالث.
حتى في المباراة التي تعادل فيها ضد فياريال استقبل في البداية ورغم العودة والتقدم 2-1 لكن جاء هدف في الدقائق الأخيرة لتستمر اللعنة. الحل الوحيد للفوز أن تسجل أولًا.
شوارع في دفاعات ريال مدريد - كوليبالي وميليتاو والمرشحين لمزاملة راموس
هل الحافلة هي الحل؟
أمام ريال بيتيس اتبع سولاري مدرسة اللعب بثلاثي في الدفاع وطريقة 3-5-2 والتي نوعًا ما كانت ناجحة. ضد إشبيلية فضّل عدم إشراك الظهير مارسيلو وشارك ريجاليون للحد من خطورة الأطراف.
فالفيردي شارك أساسيًا ضد بيتيس ولم يلعب إيسكو، وكذلك ضد إشبيلية لم يتواجد صانع الألعاب القادر على الوقوف بالكرة وبناء الهجمات، وكأن هذا ليس الهدف.
سولاري يمييل خلال ولايته للعب المباشر السريع والضغط على المنافس في البداية - خاصة في مباريات خارج الأرض - بهدف تسجيل هدف التقدم، وبعدها يميل للتراجع، تمامًا كما فعل برشلونة العام الماضي ضد أتلتيك بلباو ومالاجا وغيرها من الفرق.
أزمة هذه الطريقة أنّها تحتاج لمهاجم محطة مثل كريم بنزيما ولاعب قناص أمام المرمى لا يهدر المرتدات وهذا غير موجود.
في لقاء بيتيس وبعد إصابة بنزيما عانى الفريق، وحينما عاد ضد إشبيلية شهدنا دورًا كبيرًا يقدمه ولكن دون خطورة سوى من تسديدات خارج المرمى جاءت واحدة هدفًا وآخر من خطأ دفاعي.
الاستمرارية؟
مشكلة هذه الفلسفة حينما تصطدم بفريق يلعب بأسلوب مماثل وقد يحدث هذا في دوري أبطال أوروبا أو مواجهات من نوعية خيتافي وليجانيس وأتلتيكو مدريد في الليجا.
كذلك أن التقهقر والتراجع قد ينقلب عليك في بعض الأوقات كما حدث مع برشلونة ضد روما في دوري أبطال أوروبا.
المشكلة الحقيقة أنّ كل مدرب لاحظ أهمية التسجيل في بداية المباراة، وكما فعل فياريال - الذي يقترب من منطقة الهبوط - وضغط بأقصى ما لديه على ريال مدريد في بداية المباراة للتسجيل فقد يتكرر الأمر.
خسارة ريال سوسيداد، على سبيل المثال، جاءت بسبب ركلة جزاء في الدقائق الاولى للضيوف أفشلت خطط سولاري واضطر للهجوم مما ترك مساحات في خط دفاعه لولا رعونة مهاجمي الباسك لكانت النتيجة كارثية.
ما يفعله سولاري في ريال مدريد جيد ولكنّه نجاح لا يتسم بالاستمرارية وحتى باللعب الواقعي الأمر ليس مضمونًا.