اخبار العراق الان

مشعان الجبوري: نادم على معارضة صدام حسين

مشعان الجبوري: نادم على معارضة صدام حسين
مشعان الجبوري: نادم على معارضة صدام حسين

2019-01-29 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو - أربيل

الأزمات المتلاحقة في العراق، ظهرت بشكل ملفت وواضح ما بعد لحظة 9 نيسان عام 2003، فمنذ ذلك التاريخ يعيش العراق ازمة سياسية وأمنية متلازمة للنظام الجديد.

النائب السابق في البرلمان العراقي ورئيس حزب الوطن مشعان الجبوري، يرى أن نواب العرب السنّة لا يمثلون إرادة الشارع، وأن القوى الشيعية تمكنت من إزاحة القوى الفعلية للعرب السنّة.

وفي حديث الجبوري لشبكة رووداو الإعلامية، أكد الجبوري، أن الطبقة السياسية الحاكمة تتحمل جميع الإخطاء التي وصلت بالعراق إلى الوضع الحالي بعد تدمير المدن وملف السرقات بالوزارات العراقية.

رووداو – كيف ترى الوضع في العراق حالياً ؟ حكومة ناقصة الوزارات ؟ موازنة مالية باعتراضات واسعة ؟ داعش يطرق ابوابه من جديد ؟

مشعان الجبوري: أن ما يحدث في العراق يعد نتاجاً طبيعياً لما مر به منذ 2003 ، وأن وإحداث التغيير جاء وفقاً لمعطيات خارجية ولم يأتي نتيجة نشاط حزبي أو نضال داخلي أو عمل سياسي أو انتخابات، وأن أول مجلس وطني للحكم تم تعيينه من قبل الاحتلال، وأيضاً الجمعية الوطنية الأولى وهي الأفضل بالاداء اذا ما قورنت مع اداء مجالس النواب فيما بعد. أن الطبقة السياسية اثناء فترة حكم الجمعية الوطنية أسست نظاماً سياسياً غير معهود في تأريخ العراق، وأن تلك القوى سعت للاستحواذ على مغانم السلطة وبالتالي وصل الحال في العراق إلى ماهو عليه الآن. وأن البعض من ساسة العراق لم يكن متوقعاً وصوله إلى سلطة الحكم في العراق.

رووداو: مشعان الجبوري المعارض البارز لنظام صدام حسين.. هل أنت نادم على معارضتك لهذا النظام ؟

مشعان الجبوري: لو عاد الزمان إلى الخلف لاتخذت خطوات مختلفة، وفي السابق أي قبل 2003 كانت لدي صحيفة تصدر من إقليم كوردستان وكنت حريصاً على توجيه الرسائل إلى صدام حسين وتوضيح ما سيحصل للعراق في المستقبل. أن زيارتي فقط إلى الموصل تدفعني إلى الندم على معارضتي لصدام حسين، وأنا اعتبر ذلك كان نتيجة طبيعية لأخطاء الطبقة السياسية ما بعد 2003. أن حجم الأخطاء الكبيرة التي حدثت ما بعد 2003 جعلتني نادم على جميع عمليات القتل والزج في السجون التي ارتكبها نظام صدام حسين، وكان يتوجب علي اتخاذ خطوات مختلفة عما فعلته، وكان يجب أن تكون المعارضة بشكل يمنع التعامل مع الأمريكان.

رووداو: هناك تحرك للقوات الأمريكية بينما الشارع العراقي يتوجس الأنباء التي تتحدث عن حدوث انقلاب مدني قادم..وبالمقابل هناك امتعاض شيعي لهذه التحركات وحتى المرجعية الدينية نوهت إلى ذلك الأمر ؟

مشعان الجبوري: أنا قاومت المحتل وتصديت للغزو، ولكني اليوم أحاول مسايرة البيئة التي أنتمي أليها وهي تنقل البهجة لهذا التحرك الأمريكي في العراق. في 2005 تبنيت موقفاً مؤيداً لإخراج القوات الأمريكية من العراق، ولكن وصلتني الآن رسالة من الجماهير تحذرني من معارضتي للانتشار الأمريكي في العراق مجدداً. أن التواجد الأمريكي الحالي في العراق بعث برسالة ارتياح لدى العرب السنة ولكن هناك مبالغة في حقيقة الأرقام المتداولة عن أعداد القوات الأمريكية بالعراق. أن الأخطاء الجسيمة التي تعرض لها سكان المناطق الغربية من قبل قوات الجيش وبعض أجهزة الأمن وإدارة الملف الأمني وطريقة التحرير التدميرية والمأساة التي يتعرض لها النازحين في المخيمات، أن جميع تلك العوامل جعلت من سكان المحافظات الغربية شغوفاً بالحراك الأمريكي على حساب الانتهاكات التي طالت المحافظات المحررة من داعش حيث تتحمل الحكومة العراقية وجميع الأجهزة الأمنية المسؤولية ازاء سقوط تلك المناطق تحت سيطرة داعش. أن القوات العراقية من الجيش والشرطة نأت بنفسها عن مقاتلة داعش، وسلوك تلك القوات سهل لداعش توغله للمحافظات الغربية بعد أن سُحبت جميع أنواع الأسلحة وحتى بنادق الصيد من سكان المحافظات السنية.

رووداو: وهل تتحمل القوى السنية المسؤولية ازاء جميع ما حدث في المحافظات الغربية؟

مشعان الجبوري: أن العرب السنة داخل العملية السياسية يؤدون دور الكومبارس، وأن أي وزير أو نائب لرئيس الوزراء أو رئيس البرلمان لا يشغلون أي مهام تتخطى دور الكومبارس في أروقة العملية السياسية، وأن أي رجل دين "معمم" لا يمكن التصدي له من قبل أي مسؤول سني سواء من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين.

رووداو: وماهو دور السلطة التشريعية في العراق؟

مشعان الجبوري: أن ما يحصل عليه العرب السنة من العملية السياسية مجرد فتات، وأن النظام السياسي الجديد في بغداد قائمٌ على عملية سحق الأخر والحاق الآذى بالاخر وتهديم البنية التحتية.

رووداو: ماهي الملفات التي مازال مشعان الجبوري لم يبوح بها لغاية الآن؟

مشعان الجبوري: كان الأولى بعدم الكشف عن ملفات الفساد، والأفضل لي كان لو استفدت من هذه الملفات وتحقيق الفائدة النفعية وكسب بعض المشاريع الخدمية. أن النائب أو المسؤول تنحصر غايته بالحصول على مشروع خدمي لإكساء الطرق ما يدر عليه بالمنفعة الشخصية.

رووداو: وماذا تسمي الطبقة الحاكمة للعرب السنة ؟

مشعان الجبوري: هؤلاء اشتروا مقاعدهم بالمال، أو أن الطبقة السياسية الشيعية اختارت اسوأ ما موجود لدى المجتمع السني، وهناك فريقين الأول اشترى النواب بالمال، والثاني يعتمد على الشريك الشيعي والعامل الإيراني الذي تعمد أن يمنح الصدارة لأبرز الشخصيات السيئة للمكون السني. والا كيف تتخيل أن يحصل السيد أسامة النجيفي على صوت واحد مقابل أغلبية لرئيس البرلمان الحالي.

رووداو: وهل ما تحدثت به يترتب على الصراع على الوزارات حالياً ؟

مشعان الجبوري: أن الصراع الحالي يتجسد بالحصول على وزارة الدفاع والتي تعتبر أحد الكنوز للعرب السنة في السرقات وتشمل العقود والصفقات وإطعام الجيش العراقي وتجهيز السلاح والآليات العسكرية وسعر هذه الوزارة في ارتفاع كبير، وأن عدم الحصول على هذه الوزارة يتوقف على مقدار السعر المدفوع.

رووداو – ماهو السبب وراء اصرار عادل عبدالمهدي على ترشيح فالح الفياض لحقيبة الداخلية ؟

مشعان الجبوري: لأن فالح الفياض حرم السيد حيدر العبادي من حصوله على الولاية الثانية وذلك بعد انشقاقه عن ائتلافه، كما تمكن الفياض من الحصول على فرصة أو غنيمة لبعض نواب العرب السنة من خلال غلق ملفات للفساد قد تطالهم، أو نيل بعض المكاسب الانتخابية أو الأمنية باعتباره رئيساً لهيئة الحشد الشعبي، ولذلك أستطيع القول أن نواب العرب السنة لا يمثلون إرادة الشارع.

www.rudaw.net/images/right-quotes