نائب: الصراع السياسي الحالي صراع من اجل النفوذ والاستحواذ على السلطة وليس من اجل تقديم الخدمات
أكد نواب في البرلمان أن الخلافات بين الكتل السياسية بدأت تنعكس بصورة مباشرة على انتخابات المحافظين في عدد من المحافظات، حيث أدت الصراعات السياسية والحزبية نفسها إلى تأجيل الانتخابات المحلية التي كان مقررا إجراؤها أواخر العام الماضي.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن وزير العمل السابق والنائب الحالي، محمد شياع السوداني، قوله في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء، 29 كانون الثاني 2019، إن "الصراعات الحالية في مجالس المحافظات إنما هي انعكاس للصراع السياسي على النفوذ والاستحواذ على السلطة، وبعيدة كل البعد عن التنافس من أجل تقديم الخدمات للمواطنين".
وأضاف السوداني، الذي سبق له أن عمل محافظا لميسان، أن "بعض إجراءات أو تدخلات البرلمان هي جزء من هذا الصراع كون الكتل السياسية نفسها موجودة في البرلمان وفي مجالس المحافظات"، مبينا أنه يتوجب على البرلمان وكذلك القضاء التعاطي مع قرارات مجالس المحافظات وفق الدستور والقانون بعيدا عن "التسييس والمحاباة".
وأوضح أن "الخاسر الوحيد في هذا الصراع هو المواطن، حيث إن الكل منشغل بإزاحة الآخر في حين تترك الوحدات الإدارية ومجالسها والدوائر الرسمية الخدمية تعاني مشاكلها وتعمل وفق اجتهاداتها بعيداً عن الحكومة المحلية (المحافظ ومجلس المحافظة)".
وأكد السوداني أن الخلافات والصراعات ستنعكس على انتخابات مجالس المحافظات، حيث ستبلغ الذروة كلما اقتربنا من موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات ، فيما أبدى خشيته أن "يتسبب ذلك بعزوف المواطنين عن المشاركة، وبالتالي نفقد فرصة تصحيح مسار عمل الحكومات المحلية".
من جانبه أفاد أحد شيوخ العشائر في البصرة، أن "اتفاقا حصل بين اثنين من السبعة أصحاب القرار في العراق على دعم الواحد للآخر بما يخص التصويت داخل مجالس المحافظات، ومن ثم اتفقوا على حصة كل منهما، من قبيل البصرة لك وبغداد لي، وهذا دفع باقي الكتل السياسية إلى الاتفاق فيما بينها وتقف موقف الضد وتشكل كتلاً داخل المجالس".
وتابع ان ذلك أدى إلى انشقاق واختلاف وعدم تمرير المشاريع والانشغال بهذا المنوال، مبينا ان "كل هذا ترك أثراً واضحا فيما يخص المشاريع والخدمات كون المحافظين منشغلين بالصراع على المناصب".
جدير بالذكر ان مجالس المحافظات في عدد من المحافظات تشهد خلافات بين الكتل على منصب المحافظ كالبصرة والحلة وواسط، ففي البصرة لم يحسم الأمر بين محافظ البصرة أسعد العيداني الذي فاز بعضوية البرلمان لكنه يرفض تأدية اليمين لكونه يريد البقاء محافظا للبصرة وسط خلافات داخل مجلس المحافظة.