اخبار العراق الان

خاص رووداو.. "المنطقة الآمنة" في سوريا من وجهة نظر أطراف مختلفة

خاص رووداو..
خاص رووداو.. "المنطقة الآمنة" في سوريا من وجهة نظر أطراف مختلفة

2019-01-30 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو – أربيل

لا تزال مسألة إنشاء "منطقة آمنة" في سوريا تتصدر عناوين الأحداث محلياً وإقليمياً ودولياً، فيما تُسارع تركيا وتزيد من خطواتها بهدف الظفر بإدارة هذه المنطقة والإشراف عليها، وهو ما لم يتحقق حتى الآن رغم تحركات أنقرة على أعلى المستويات.
ويتوقع أن تمتد "المنطقة الآمنة" المزمع إنشاؤها، إلى عمق 32 كيلومتراً، وعلى مسافة 460 كيلومتراً على طول المنطقة الحدودية مع كوردستان تركيا، وداخل أراضي كوردستان سوريا.

وعلى الرغم من أن ملامح هذه المنطقة لم تتضح بعد، إلا أن من المتوقع أن تشمل مدناً ومناطق شاسعة من كوردستان سوريا، منها القامشلي "قامشلو"، سري كانييه، تل أبيض، كوباني، عامودا، ديريك، وغيرها.

وسلَّطت شبكة رووداو الإعلامية الضوء على موضوع "المنطقة الآمنة، ومن هي الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، ومن سيدير هذه المنطقة وستصبُّ في مصلحة من، وذلك من خلال برنامج حوار شارك فيه كل من الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، أمينة عمر، الباحث باريس دولغوف من موسكو، الباحث أيكان أردمير من واشنطن، ورئيس مركز "قافقاس سام" حسن أوكتاي من أنقرة.

وفي هذا السياق قالت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، أمينة عمر، إن "المنطقة الآمنة تتصدر عناوين وسائل الإعلام نظراً لأهمية هذا الموضوع، ونحن في مجلس سوريا الديمقراطية نؤكد على ضرورة أن تساهم هذه المنطقة في حماية شعبنا من التهديدات الداخلية والخارجية، وعليه يجب أن تكون هذه المنطقة برعاية أممية إلى جانب حظر جوي يحمي المدنيين".

وأضافت عمر: "نحن في مجلس سوريا الديمقراطية اتخذنا كافة الإجراءات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف ولحماية هذه المناطق، فلدينا مجالسنا المحلية ومؤسساتنا الخدمية والأمنية، كما لدينا قوات منظمة ومؤهلة لحماية المنطقة، فهدفنا بالمحصلة هو حماية شعبنا من التهديدات القادمة من تركيا أو من الجماعات الإرهابية داخل سوريا".

وزادت بالقول: "نحن نؤيد مثل هذه المنطقة في حال كانت بقرار أممي وحماية ورعاية أممية، لأن ذلك يصب في مصلحة شعبنا، إلا أن تفاصيل هذه المنطقة لم تتضح بعد، مثل شكلها وكيفية إنشائها، فتركيا تُفسر موضوع هذه المنطقة بما ينسجم مع مصالحها وتسعى للسيطرة عليها، ونحن في مجلس سوريا الديمقراطية لا يمكن أن نقبل بذلك، فتركيا هي أكبر تهديد لمناطقنا".

أما الباحث باريس دولغوف، فقال: "بدايةً أريد الإشارة إلى أن المنطقة الآمنة كانت اقتراحاً من الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، ولكن هناك اتفاق بين القوات الكوردية والحكومة السورية لإدخال القوات المسلحة السورية إلى تلك المناطق، فمعلوماتنا تشير إلى وجود هذا الاتفاق، ومن المعلوم أن الهدف الرئيس هو التوصل إلى حلٍّ للأزمة السورية واستعادة سيادة الحكومة السورية على كافة الأراضي".

وأوضح دولغوف: "أعتقد أن إنشاء منطقة آمنة تفصل بين القوات الكوردية والجيش التركي يعتبر حلَّ جزءٍ من الأزمة السورية، أما حلُّ الأزمة السورية بالكامل، فيحتاج إلى عودة السيادة السورية على كافة أراضي البلاد، كما يمكن للحكومة السورية الإشراف على كافة المناطق والملفات الإنسانية فيها، وفي هذه الحالة لن تكون هناك حاجة لمنطقة آمنة". 

وفيما يتعلق بحقوق الكورد في كوردستان سوريا، تابع دولغوف أن "حقوق الكورد مسألة مهمة للغاية، وقد أكدت الحكومة السورية على أهمية منح الحقوق الثقافية واللغوية للكورد، وكذلك مشاركة الكورد في المؤسسات الحكومية، ولكن في إطار الدولة السورية، حيث تقول الحكومة السورية إن الكورد جزء من الشعب السوري".

وفي السياق ذاته، قال الباحث أركان أردمير: "لا شك في أن هذه المسألة مهمة للغاية وجزئية رئيسة في حلِّ الأزمة السورية، وفي الوقت ذاته تطرح هذه المسألة معها العديد من الأسئلة، من بينها (المنطقة الآمنة) التي من شأنها تحديد مواقع القوات الكوردية، القوات الأمريكية، والقوات التركية، ولكن في حال انسحاب القوات الكوردية والأمريكية، ودخول القوات الحكومية السورية إلى كافة المناطق وبسط سيادتها عليها، فإن ذلك يعتبر حلاً لهذه الأزمة".


وأردف أردمير قائلاً: "تركيا أعلنت أكثر من مرة أن هناك (جماعات إرهابية) في تلك المناطق تهدد أمنها، وعليه فإن دخول القوات الحكومية السورية إلى تلك المناطق يصب في مصلحة تركيا أيضاً".

وفيما يتعلق بالمشروع الأمريكي، مضى أردمير بالقول: "لا نعلم شيئاً عن ماهية المشروع الأمريكي حتى الآن، كما لا نعلم من سيتولى حماية السكان في هذه المنطقة الآمنة، وعليه فإن هذا السؤال مهم وصعب، لذلك أكرر وأقول إن عودة القوات الحكومية السورية إلى هذه المناطق يعتبر أنجع الحلول، فالهدف بالنهاية هو حلُّ الأزمة السورية وحماية السيادة الوطنية، وهذا ما تعلنه واشنطن وأنقرة على الدوام، ولكن مع الأسف لم يُطبق هذا الحل بعد".

واستطرد أردمير: "أعتقد أن إنشاء مثل هذه المنطقة سيخلق مشكلةً جديدة تُفاقم الأزمة السورية، لأننا لا نرى سيادةً سوريةً على كامل أراضي البلاد، حيث ستكون هناك قوات أجنبية في مثل هذه المنطقة، وستتسبب بتفاقم المشكلة".

فيما ذهب رئيس مركز "قافقاس سام"، حسن أوكتاي، في اتجاه آخر، وقال إن "المنطقة الآمنة كانت ضمن جدول أعمال الحكومة التركية سابقاً، كما سبق للرئيس التركي أن تحدث عن إطلاق عملية عسكرية للهدف ذاته في مناطق شرق الفرات، وقد كان إعلان انسحاب القوات الأمريكية بمثابة قنبلة. ألحقها مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، بزيارة لأنقرة، حيث كان الجميع يترقب تطبيق قرار الانسحاب الأمريكي، فقد تحولت تغريدة ترمب والمنطقة الآمنة إلى أجندة أعمال".

مشيراً إلى أن "المسؤولين الأتراك سبق وأن طالبوا بإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، فأهالي تلك المناطق تشردوا بسبب الحرب، والأوضاع تغيرت، وقد تخلت تركيا آنذاك عن فكرة المنطقة الآمنة وانشغلت باستقبال اللاجئين السوريين الذين كانوا يدخلون أراضيها يومياً، وعليه يمكن القول إن المنطقة الآمنة مسألة مطروحة على الدوام، ولكنها لم تطبق، وحالياً يوجد حوالي 4 ملايين لاجئ سوري في تركيا، كما أن تركيا تضع الجوانب الإنسانية نُصب أعينها قبل كل شيء، ولكن عند السعي لإرسال مساعدات إنسانية إلى منطقة ما، تكون هناك حاجة لعملية عسكرية، وعليه فإن على تركيا حماية المنطقة عسكرياً قبل أن تدخل المساعدات إليها".

ترجمة وتحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

www.rudaw.net/Library/Images/Uploaded%20Images/Omed/Syria/0002%20copy