نصر الحريري: يجب أن تتولى قوات من أهالي المنطقة مسؤولية حماية المنطقة الآمنة
رووداو - أربيل
أكد رئيس هيئة التفاوض السورية، نصر الحريري، أن علاقتهم مع إقليم كوردستان قديمة ومستمرة ولم تتوقف، مشيراً إلى انه "نحن نرغب أن نكون ضمن القوى المحلية الموجودة في منطقة شمال شرق سوريا منعاً من أي تدخل من قبل إيران والنظام وإلتزاماً لمبادئنا من إخلاء المنطقة من أي تنظيمات إرهابية، ونتمنى أن نكون قادرين على إنشاء المنطقة الآمنة دون الحاجة إلى أي تصعيد عسكري أوعمليات عسكرية جديدة تزيد معاناة السوريين عموماً وبالأخص في تلك المنطقة".
وقال الحريري في تصريح صحفي حضرته شبكة رووداو الإعلامية إن "الأخوة في الإقليم حكومة وشعباً كانوا من أوائل المناصرين لقضية الشعب السوري، وداعمين لتحقيق تطلعاته"، مضيفاً "اليوم الكل يعلم حجم التعقيد الذي بات في المنطقة بعد ثمانية سنوات من الحرب التي شنها نظام بشار الأسد المجرم وحلفاؤه بالأخص الإيرانيين تجاه مختلف مكونات الشعب السوري فزاد الظلم ظلماً جديداً ".
وأشار إلى أنه "اليوم تعصف في سورية تطورات مهمة جداً وبالأخص منطقة شمال شرق سوريا بعد قرار الإنسحاب الأمريكي منها"، موضحاً "لدينا أولويات في هذه المنطقة أولاً أن يتم الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً والتخلص من التنظيمات الإرهابية الموجودة في المنطقة التي لاتؤمن بالأجندة الوطنية السورية، وتؤمن بالسلاح كسبيل وحيد لتحقيق مشاريعها ومتطلباتها، وأن لا يكون هناك أي دخول للنظام أوالقوى التي تدعمه وبالأخص الميليشيات الطائفية الإيرانية، وأن يتم تهدئة مخاوف الجميع سواء الشعب السوري أو مخاوف تركيا بسبب حساسية الموقف مع حزب العمال الكوردستاني الإرهابي، والسماح بدعم قوات محلية من أهالي المنطقة أي قوات معتدلة تطمح بالتغيير الديمقراطي في سوريا، وتكون مسؤولة عن المنطقة الآمنة التي يتم مناقشتها بالقرب من الحدود السورية التركية، ونتمنى أن نكون قادرين على إنشاء هذه المنطقة دون الحاجة إلى أي تصعيد عسكري أوعمليات عسكرية جديدة تزيد معاناة السوريين عموماً وبالأخص في تلك المنطقة".
وأوضح الحريري أن "أولوية التخلص من التنظيمات الإرهابية هي أولوية موجودة لدى الجميع"، مبيناً أن "هيئة التفاوض السورية هدفها الدخول في مفاوضات برعاية الأمم المتحدة من أجل تطبيق القرار 2254 وبيان جنيف، وهذه القرارات الدولية تتضمن ثلاث عناصر رئيسية وهي المرحلة الانتقالية، وتأسيس البيئة الآمنة المحايدة والذهاب إلى مسودة دستور جديد يتم الاستفتاء عليه من قبل الشعب السوري بمشاركة جميع السوريين في عملية انتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف الأمم المتحدة بما يضمن تحقيق عملية الانتقال السياسي".
وأردف أن "علاقاتنا مع الإقليم علاقات قديمة ومستمرة لم تنقطع ولم تتوقف، وكان لنا لقاء مطول مع فخامة الرئيس، مسعود البارزاني، ونشكر دور حكومة الإقليم في استضافة اللاجئين وتبني طموحات الشعب السوري والدفاع عنها وكانلنا نقاشات مستفيضة سواء مع فخامة الرئيس أو اللقاءات في البرلمان حول تبني أفضل صيغة لحل المعضلة السورية عموماً من خلال الوصول إلى الحل السياسي، وحل معضلة شمال شرق سوريا بما يحقق الأولويات التي تحدثت عنها".
وتابع أن "أخواننا الكورد جزء ومكون أصيل من مكونات الشعب السوري ولا يمكن أن نحصر تمثيلهم بالتنظيم المرتبط بحزب العمال الكوردستاني أوهو أحد فروعه"، مشيراً إلى أن "المجلس الوطني الكوردي شريك أساسي في صناعة السلام في سوريا وشارك في كل مؤسسات الثورة والمعارضة السورية وهو اليوم جزء أساسي من هيئة المفاوضات السورية، ونحن نناقش قضية الشعب السوري عموماً وقضية الأخوة الكورد كجزء من القضية الوطنية السورية على مختلف الأصعدة الدستورية وغير الدستورية ولن نقبل إلا بدولة مواطنة يتمتع فيه كل مكونات وأبناء الشعب السوري بنفس القدر من الحقوق والواجبات والتمثيل في إطار دولة مدنية ديمقراطية تعددية تحترم نفسها وتحترم الآخرين".
ولفت الحريري إلى أنه "مهما حاولت أي منظومات إقليمية أو دولية أن تبتلع هذا النظام من جديد من خلال إعادة فتح علاقات لن تلغي أن هذا النظام أوغل بدم الشعب السوري مئات الألاف من الذين استشهدوا جلهم من المدنيين والأبرياء، و 14 مليون نازح ومهجر في سوريا اليوم يعيشون في الشتات ويعانون الظروف الصعبة، والنظام لم يعد إلى الحضن العربي، كان هناك محاولات لفتح بعض العلاقات مع النظام ولكنه لم يعد إلى جامعة الدولة العربية ولا أعتقد أنه سيعود".
وبين أنه "نحن ضمن القوى المحلية التي نرغب أن تكون موجودة في منطقة شمال شرق سوريا منعاً من أي تدخل من قبل إيران والنظام وإلتزاماً لمبادئنا من إخلاء المنطقة من أي تنظيمات إرهابية نحن بحاجة إلى قوة تملأ هذا الفراغ، وأفضل صيغة للقوة أن تكون قوة سورية من أهالي المنطقة، لدينا عدد كبير من الأخوة الكورد الذين انشقوا عن النظام والذين لجؤوا إلى إقليم كوردستان ونهجهم مشابه لنهجنا ومؤمنون بما نؤمن به هم بالإضافة إلى قوى وطنية من المكونات الأخرى عرب وتركمان باعتقادي ستكون أفضل صيغة لحماية هذه المنطقة وتهدئة جميع المخاوف والتخلص من التنظيمات الإرهابية".
من جهته أكد عضو الأمانة العامة لتيار المستقبل وعضو هيئة التفاوض السورية، قاسم الخطيب، أن الوفد الذي يزور أربيل دعا خلال اجتماعه مع الرئيس مسعود البارزاني إلى التحالف بين بيشمركة روج والقوات العربية في المنطقة، مضيفاً: "نحن لم نضع فيتو على قوات سوريا الديمقراطية ونصر على التمسك بالشراكة مع الكورد الذين عملوا معنا داخل سوريا وحاربوا الإرهاب".
ووصل الجمعة، وفد من هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى أربيل، في زيارة رسمية للقاء الرئيس مسعود البارزاني.