أتليتكو مدريد..هل تعيد مملكة المهاجمين موراتا لمستواه؟
يوسف حمدي فيسبوك تويتر
بعد شائعات عن رغبته في العودة إلى ريال مدريد، وشائعات أخرى عن رغبته في الذهاب إلى برشلونة من أجل الانتقام من ريال مدريد، وشائعات أخرى غير هذه وتلك عن رغبته في العودة إلى يوفنتوس الذي أقصى معهم ريال مدريد من دوري الأبطال عام 2015، وأخيرة عن رغبته في الانتقال إلى صفوف بايرن ميونيخ الذي اعتاد الخروج من دوري أبطال أوروبا مؤخرًا أمام ريال مدريد، موراتا يعود إلى إسبانيا من بوابة أتليتيكو مدريد، الجار اللدود لريال مدريد حتى تكتمل القافية.
من الممكن أن يكون قد تم تناول الخبر من منظور أن تشيلسي نجح أخيرًا في التخلص من موراتا، وبالتأكيد أن الاهتمام انصب على انضمام جونزالو هيجوايين إلى تشيلسي الذي أصبح يمتلك مهاجمًا كبيرًا بعد عام ونصف من اللا شيء مع موراتا، وعام فقط من اللا شيء مع جيرو، وهو العام الذي جمع اللا شيء من هنا مع اللا شيء من هناك، وأنتج ما معه شيء أكثر فراغًا من اللا شيء نفسه.
معقول؟ ألفارو موراتا أحد أهم مهاجمي أوروبا في موسم 2017 هو عنوان كل هذه السخرية؟ في حال شاهدت فترته مع تشيلسي فبكل تأكيد ستمتلك الإجابة على هذا السؤال، أما في حال لم تشاهدها فسيظل هذا السؤال قائمًا بلا إجابة بالنسبة لك، كل هذا سنتحدث حوله بالحديث عن الماضي، ولكننا لسنا هنا للحديث عنه، نحن بصدد مرحلة جديدة للمهاجم الدولي الإسباني، مرحلة جديدة سيقضيها في أرض المهاجمين أتليتيكو مدريد، البيئة الأكثر خصوبة لاستعادة أي مهاجم لمستواه واسألوا دييجو كوستا، والأكثر خصوبة لتفجير المواهب واسألوا راداميل فالكاو وسيرخيو أجويرو، والأكثر خصوبة لإزالة الغبار من على أحدهم واسألوا دييجو فورلان، والأكثر خصوبة لاكتشاف أن هذا المهاجم أو ذاك يمتلك قدرات أخرى غير تسجيل الأهداف واسألوا أنطوان جريزمان و ماريو ماندزوكيتش.
ألفارو موراتا يحتاج إلى رجل كسيميوني، ليس على المستوى التكيتيكي، على الرغم من أنه سيحتاجه تكتيكيًا من أجل زيادة عدد الكرات الرأسية التي يحبذها، ولكن الاحتياج الأكبر من موراتا لسيميوني سيكون فيما يتعلق بإعادة الروح، ألفارو لم يكن أبدًا بهذه البرودة التي ظهر بها مع تشيلسي خاصة في نهايات فترته، هو يحتاج لأن يحب ما يفعل حتى يفعل ما تحب أنت؛ هز الشباك الذي يحبه الميع بطبيعة الحال.
جماهير برشلونة.. استمتعوا بمهارات صفقتكم الجديدة! ????
(????️: @AFCAjax)pic.twitter.com/Q5cMgPJ8Oh
— جول العربي - Goal (@GoalAR) ٣ فبراير ٢٠١٩
المشاكل التي عانى منها موراتا ليست نفسية فقط بطبيعة الحال، هناك أشياء تتعلق بأنه لا يرى المرمى والكرة على الأرض في كثير من الأحيان، لا يدرك متى بالتحديد عليه أن يسدد ومتى عليه أن ينتظر، متى يجب أن يراوغ الحارس ومتى يجب أن يرسل كرة ساقطة من فوقه، متى ينبغي أن يتحرك ليفسح المجال لزميله لأن يتحرك بالكرة أو بدونها ومتى ينبغي أن يتوقف لأنه في طريقه ليقع في مصيدة التسلل. هنا سيحتاج إلى منظومة جديدة، تلك التي سيجدها في أتليتيكو مدريد، وتلك التي لن يحتاج إلى المراوغة كثيرًا واللعب بالكرة كثيرًا، ولن يحتاج فيها إلى التفكير في كل هذه الحلول نظرًا لأنه سيذهب للمرمى مرتين على الأرجح، وغالبًا ستكون إحداهما على الأقل برأسه.
رسالة إلى بيب جوارديولا.. حتى لا يضحك عليك التاريخ مرة أخرى
موراتا لا يحتاج إلى استعادة مستواه نظرًا لوجود شيء ما غير صحيح في هذه الجملة نفسها، موراتا لم يفتقد مستواه لكي يستعيده مع أتليتيكو مدريد، الأمر أنه انتقل من مرحلة كانت أدواره فيها محدودة إلى مرحلة أخرى بأدوار أكبر، فكانت النتيجة أنه لم يستطع التعامل معها، في أتليتيكو مدريد سيتوقف الأمر على أدواره هناك، وهل سيستطيع تحملها أم لا، هنا سيظهر الفارق بين موراتا يوفنتوس وموراتا تشيلسي، وبين هذا وذاك هناك شيء ما مضمون بنسبة تفوق الـ 90% لا بد وأنك استنتجتها قبل أن أذكرها، تمامًا كما فكرت، سيسجل موراتا في مرمى ريال مدريد، هي عادات موروثة لا يمكن لنا إيقافها، ولا يمكن حتى السؤال عن ماهيتها.