جعفر الونان يكتب: الفاسد بن الفاسد
أكبر أكذوبة نتحدث بها، ولانصدقها الحديث عن مكافحة الفساد في المؤسسات الحكومية، مكافحة الفساد في العراق فقاعة مابعدها فقاعة وكل الذي يجري هو مكافحة فساد الموظفين الصغار الذين يسرقون " تفاليس" لاقيمة لها ولاتأثير على موازنة الدولة. في كل حال، يرتبط ملف مكافحة الفساد المالي والإداري في الدولة العراقي أرتباطاً وثيقاً بمزاج قيادات الكتل السياسية التي يحتضن جزء كبير منها ملف الفساد الكبير ويتستر عليه ويحاول تلميعه بكل صورة وتقليل منسوب السواد فيه. إجراءات مكاتب المفتشين العموميين وهيئة النزاهة في مكافحة الفساد المالي والإداري إجراءات بدائية ومعالجات ضعيفة. قوة مؤسسات متابعة " المال" (مكاتب المفتشين العمومين-هيئة النزاهة-ديوان الرقابة المالية) أن تكشف الفاسدين، وهم جالسين على كراسيهم مع مراعاة أن لاتكون هذه المؤسسات عصا بيد السلطة والأحزاب النافذة كما جرى في الأعوام الماضية. على العموم الفساد في العراق ينتمي لمنظومة اجتماعية، وتبريرات دينية بالدرجة الأساس ومالم تعالج جذوره الأجتماعية والتبريرات الدينية التي تجمل معالم الفساد والفاسدين فستبقى الإجراءات الرقابية على المال نمراً على ورق. يمكن تقسيم الفساد إلى فسادين ( فساد أكبر وفساد أصغر) الأجراء العاجل في مكافحة الفساد المالي والإداري الاصغر ينطلقُ من الأسراع بفصل المواطن عن الموظف عبر تشكيل الحكومة الالكترونية التي تحد من مستىوى الاحتكاك لكن المحنة التي توازيها محنة هو مكافحة الفساد الأكبر وهي ملايين الدولارات الطائرة التي تدخل جيوب الطرابيش الكبار والعمائم المنتفخة بلا حسيب ولارقيب! جعفر الونان/ كاتب عراقي