اخبار العراق الان

بعد 24 عاما.. عودة «إخوان الجزائر» للمنافسة على كرسي الرئاسة

بعد 24 عاما.. عودة «إخوان الجزائر» للمنافسة على كرسي الرئاسة
بعد 24 عاما.. عودة «إخوان الجزائر» للمنافسة على كرسي الرئاسة

2019-02-06 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


تراقب الدوائر السياسية في الجزائر، موجة عودة الإسلاميين للمنافسة على كرسي الرئاسة، بعد 24 عاما عن آخر مشاركة لهم في الانتخابات، ويتصدر «إخوان الجزائر» المشهد لخوض غمار السباق الرئاسي في مواجهة قائمة طويلة من المرشحين، وفي موقف مغاير لما أعلنه الحزب الإسلامي، حركة مجتمع السلم «جماعة إخوان الجزائر»، في نهاية العام الماضي، عزمه مقاطعة الانتخابات الرئاسية إذا ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.. ثم أعلنت حركة  «حمس» التي  تمثل جناح الإخوان في الجزائر رسميا منذ إنشائها، ترشيح أمين عام الحركة عبد الرزاق مقري، كما أعلنت حركة البناء الوطني «الإخوانية»، المنشقة عن «حمس»، ترشيح رئيسها عبدالقادر بن قرينة للانتخابات الرئاسية.

 تساؤلات حائرة حول قدرة الإسلاميين على المنافسة والفوز؟

وتطرح عودة الإسلاميين بعد 24 عاما لخوض الاستحقاق الرئاسي في الجزائر أسئلة كثيرة حول القدرة على المنافسة؟ وحول نسبة حظوظهم في الفوز؟ وتعود آخر مشاركة للإسلاميين في سباق الرئاسة إلى العام 1995 (أول انتخابات ديمقراطية تعددية) حين رشّحت «حركة مجتمع السلم» محفوظ نحناح.. وقد تقلب التيار الإسلامي السياسي في الجزائر طيلة السنوات الماضية بين التفكك والتكتل في الوقت الذي أفسحت فيه السلطة المجال لمشاركة سياسية أوسع على إثر الهزّات التي شهدتها دول عربية مجاورة تحت مسمى ثورات الربيع العربي.. وتجنبت الجزائر سيناريوهات فوضى مماثلة لتلك التي شهدتها تونس في يناير/كانون الأول 2011 وليبيا ومصر في العام ذاته.

  • ويحاول إسلاميو الجزائر منذ سنوات تسويق خطاب معتدل لاستقطاب الناخبين وطمأنة الجزائريين، وإظهار قدرة على الاندماج ضمن النسيج الوطني بعيدا عن التخندق الأيديولوجي الذي كلف الجزائر غاليا من حمام دم بعد إلغاء الجيش لنتائج انتخابات 1991 والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ (الفيس) فوزا مؤكدا، مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لإلغاء الانتخابات البرلمانية في البلاد ، وتفجرت أحداث العشرية السوداء في يناير/كانون الثاني عام 199 والتي ألقت بظلال ثقيلة على الجزائريين، وتثقل حاليا على إسلاميي الجزائر لجهة استقطاب الناخب الجزائري.

 خلافات الإسلاميين حول الشراكة السياسية مع السلطة

وثمة خلافات بين الأحزاب الإسلامية في الجزائر حالت دون تكتلهم في جبهة واحدة في مواجهة مرشح السلطة في كل استحقاق انتخابي، على الرغم من توقيع عدد منها وثيقة اندماج..وتتركز خلافات الإسلاميين أساسا حول الشراكة السياسية مع السلطة بعد أحداث العشرية السوداء، ولاحقا حول دعم بوتفليقة، وكانت حركة مجتمع السلم قد دعمت الرئيس الجزائري في السابق قبل أن تقرر الابتعاد عنه في 2012، في خطوة فسّرت على أنها محاولة فقط للانخراط بقوة في العمل السياسي وانتزاع مكاسب سياسية.

تنافس لإثبات التواجد.. وليس تنافسا على الرئاسة

ويشكك محللون وسياسيون في نوايا وأهداف «إخوان الجزائر» من المنافسة على مقعد الرئيس داخل «قصر المرادية»، خاصة وأن الإسلاميين يعلمون جيدا أن الانتخابات الرئاسية ليست محطّة للمنافسة النزيهة والشفافة، وأن سيناريو ديسمبر/ كانون الأول 1991 (فوز ساحق للإسلاميين في انتخابات البرلمان، وتدخل الجيش لإلغاء نتائجها) لن يتكرر أبداً، لكنهم يريدون التدافع.. ويقول المحلل السياسي الجزائري، ياسين إعمران: من المؤكد أن الإسلاميين لن يحكموا غداً، لكن من الضروري أن يعملوا على التدافع بمشروعهم ضد المشروع العلماني، وحتى علي الغديري (لواء متقاعد مرشح للرئاسية) يعلم أنه لن يفوز، لكنه مصمم على المشاركة، على الأقل سيقدم نفسه أمام الرأي العام الداخلي والخارجي بديلاً مطروحاً، وانسحاب الإسلاميين كان سيخدمه لأن ذلك سيقدمه بديلاً وحيداً للنظام، وعلى المشروع الإسلامي رغم كل نقائصه وأمراضه أن يدافع عن حيّزه ومكانه، والتنافس لن يكون هذه المرة على الرئاسة بقدر ما سيكون تنافساً وجوديا!

صفقة «الإخوان» مع السلطة 

ويرى المراقبون أن حركة مجتمع السلم «حمس»، طوال مسيرتها منذ أن تأسست عام 1991 تنتهج سياسة المشاركة في الحكم وعقد التسويات مع النظام، حتى وإن تحركت قليلا تجاه معسكر المعارضة من وقت لآخر..ولا تستبعد الدوائر السياسية والحزبية في الجزائر، أن تكون مشاركة «إخوان الجزائر» في الانتخابات جزء من صفقة أكبر، ربما هدفها المشاركة من أجل إضفاء الشرعية على انتخابات محسومة سلفا لمرشح السلطة، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مقابل الفوز بمكتسبات شعبية وسياسية لاحقًا. خاصة أن إعلان أمين عام حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية فاجأ الكثير من المراقبين، بعد أن سعت  الحركة الإٌخوانية في الأشهر الأخيرة إلى «تأجيل الانتخابات» من خلال مبادرة «التوافق الوطني»، وهي مبادرة قدمها الحزب إلى الأحزاب والتيارات السياسية الأخرى لاختيار مرشح رئاسي تتوافق عليه الأطياف المختلفة لخوض الانتخابات الرئاسية، معتبرًا أنها السبيل الوحيد «للتخلص من الحكم الحالي».

  • ويبقى سباق الرئاسة في الجزائر منفتحا على كل السيناريوهات..بينما يرى سياسيون، أن مستقبل حركة «حمس» الإخوانية، ستتأثر سياسيًا وتنظيميًا بمشاركتها في الانتخابات الرئاسية.