اخبار العراق الان

انطلاق «الأسبوع التشريعي» بدبي بمشاركة 67 جهة حكومية

انطلاق «الأسبوع التشريعي» بدبي بمشاركة 67 جهة حكومية
انطلاق «الأسبوع التشريعي» بدبي بمشاركة 67 جهة حكومية

2019-02-10 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


صدر للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كتاب جديد بعنوان «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاما»؛ وهو سيرة ذاتية، ذات طابع تاريخي وإنساني، وهي رحلة يتداخل فيها الشخصي بالعام، كما تتقاطع فيها فصول بناء الذات مع بناء الدولة، منذ أن أُسندت إليه أول «وظيفة» في خدمة وطنه، حين تولى قيادة الشرطة والأمن العام في دبي في العام 1968، ومنصب وزير دفاع في أول تشكيل وزاري لدولة الإمارات العربية المتحدة عشيّة قيامها في ديسمبر/ كانون الأول 1971، ليكون أصغر وزير دفاع في العالم، وليعمل على توحيد القوات المسلحة خلال 5 سنوات من قيام دولة الإمارات، قبل أن يقود مسيرة التنمية المتسارعة في دبي وحاكما لها، وذلك بموازاة النهضة الشاملة، التي شهدتها الإمارات ككل وبالتكامل معها.

يضم كتاب «قصتي»، خمسين قصة تشكل فصولا ومحطات، تغطي مراحل شتى من رحلة حياته، مستعيدا من خلالها ذكريات وتجارب ومواقف تحتشد بالصور والأحاسيس والأفكار والتجارب الثرية، التي أسهمت في مجموعها في رسم معالم شخصيته وفكره ورؤيته، منطلقا من حياته الأولى في دبي التي كانت تكبر وتتطور أمامه يوما بعد آخر، متفاعلا مع البيئة من حوله كفتى يشقُّ طريقه نحو معرفة العالم والحياة بالتجربة والتعلم والتبصر والتأمل، لتشكل هذه التجارب لبنات في شخصية القائد ورجل الدولة الذي يجد نفسه مستقبلا أمام اختبارات وتحديات ومفترقات طرق تستدعي اتخاذ قرارات حاسمة، مغلبا فيها مصلحة الوطن والشعب على أي مصلحة أخرى، واضعا نصب عينيه أن «الإمارات لا يوجد فيها شخص أكبر من الاتحاد، ولا يوجد فيها حلم أعظم من ترسيخ الاتحاد، ولا توجد فيها طموحات لأحد إلا لمصلحة هذا الاتحاد»، كما يؤكد في الكتاب.

يستهل الشيخ محمد بن راشد الفصل الأول من «قصتي»، الذي يحمل عنوان «من هناك بدأنا وهنا وصلنا»، بالتوقف عند حدث مهم في تاريخ دولة الإمارات المعاصر، يتمثّل في مشروع إرسال رواد فضاء إماراتيين للفضاء، وهو المشروع الذي أعلن عنه  في ديسمبر/ كانون الأول 2017  بالتزامن مع الاحتفالات باليوم الوطني الـ46 لدولة الإمارات، ضمن مشاريع منظومة الفضاء الإماراتية المتكاملة، وذلك كونه مدخلا يؤكد فيه رؤيته الساعية إلى أن تكون الإمارات «الأولى» ورفع سقف الطموحات والتوقعات وتكريس ثقافة الإنجاز، لافتا بقوله: «أعشق تحطيم حواجز جديدة أمام شعبي، أحب الوصول إلى قمم غير متوقعة، وأؤمن بأن ما يقود الشعوب نحو التطور ليس الوفرة المادية فقط بل الطموح.. الطموح العظيم».

من هذا المدخل يعود «بن راشد» إلى الماضي، مستذكرا «البدايات المتواضعة»، في بيت جدّه الشيخ سعيد في الشندغة، فمن ذاك البيت الماثلة تفاصيله في عقله وقلبه، في خمسينيات القرن الماضي، بدأ رحلة العمل.. ووصول الإمارات إلى الفضاء لم يكن ليحدث لولا تلك البيئة، التي غرست فيه ثقافة الانتماء للأرض، وزرعت فيه الرغبة بالعمل والإنجاز والتفوق.

من هذا الفصل الاستهلالي، يتضمن كتاب «قصتي» فصولا وصفحات من حياته في الطفولة والصبا، سني النشأة الأولى التي التصق بها في بيئته، فتعلَّم من الصحراء والبحر، وتعلَّم من جدِّه وأبيه وأمه، قبل أن يتعلم من العالم الأكبر؛ هي سنوات الحبّ الأول في كل شيء، حبّ الأم وحبّ الخيل وحبّ الصحراء وحبّ دبي وحبّ الإمارات، متوقفاً عند محطّات مفصلية في تاريخ دولته، كان شاهداً عليها وطرفاً فاعلاً فيها لعل أكثرها مصيرية في مخاض قيام اتحاد الإمارات الذي يكشف فيه جانبا من كواليس تلك الحقبة، ودوره في ولادة الدولة الفتية على يد المؤسسين الحكيمين زايد وراشد.

وتتناول فصول الكتاب مرحلة تغيرات وتحولات سياسية هامة في المنطقة العربية، تأثرت بها دولة الإمارات بصورة مباشرة أو غير مباشرة، واستطاعت قيادتها عبر تحكيم منطق الحنكة والتعقُّل وتغليب المصلحة العامة، ومصلحة الأمة العربية، أن تجتاز تحديات إقليمية ودولية حرجة، مثل الحرب العراقية ـ الإيرانية، والاجتياح العراقي للكويت، والغزو الأمريكي للعراق، والاجتياح الإسرائيلي للبنان، وغيرها من أحداث عايشها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسعى عبر موقعه إلى احتوائها والحدّ من آثارها ونتائجها الكارثية، أحداث غيرت وجه المنطقة، فدمرت دولاً وشتت شعوباً في الوقت الذي واصلت فيه الإمارات مسيرة العمل والبناء، دون أن تتخلى عن محيطها العربي، حريصة على جمع شمل العرب بكل السبل والوسائل الممكنة.

ويشكل كتاب «قصتي» في قسم كبير من فصوله سردية ممتعة، تحتفي بقصة بناء دبي والإمارات، من خلال قصص مثل «185 عاماً من البحث عن دبي» يستعرض فيها تاريخ دبي من خلال عائلة آل مكتوم، التي وضعت اللبنات الأولى منذ العام 1833 وجمعت حولها شعبها، لتصبح دبي كما هي عليه اليوم، كما يفرد فصولاً عدة للحديث عن والده الشيخ راشد بن سعيد، باني دبي الحديثة، والدروس التي تعلمها منه في الإدارة والقيادة، ويشير له في الكتاب بالقول: «كان الشيخ راشد يفضل دائماً الابتعاد عن ضوضاء السياسة وتشابكاتها ومعاركها الصفرية، ويقول إنها لم تصنع لنا نحن العرب شيئا.. ويستعيد في «قصتي» بعض المواقف المؤلمة من بينها رحيل من يصفه بـ«أطيب رجل عرفته في حياتي»، وهو جده الشيخ سعيد، الذي يحسب له بأنه زرع البذور الأولى للتنوع الثقافي والإنساني الكبير الذي تتمتع به دبي اليوم، واصفاً إياه بالقول: «لم يكن يرضى بالظلم أبداً، وكان مع الحق حتى وإن كان ذلك على حساب أقرب الناس إليه».

ويفرد فصلا أيضا للحديث عن رحيل الشيخ زايد، مستذكراً لمحات من مسيرته الطويلة في إدارة الاتحاد قائلاً: «الناس نوعان: زائد على الحياة وزائد فيها، وزايد بن سلطان من النوع الثاني؛ زاد إلى حياته حياة شعب، وأضاف لمسيرته إحياء أمّة، ونفع بحكمته وحنكته ملايين البشر، هذا هو الخلود الحقيقي»، ويضيف: «علَّمنا زايد كيف يمكن أن يبقى الإنسان حياً في القلوب والعقول، علَّمنا زايد كيف يمكن أن يبقى الإنسان عاليا في الحياة والممات».

ومن الفصول ذات الدلالات الجوهرية في تاريخ الإمارات، الفصل الذي يحمل عنوان «الخيمة الشمالية»، حيث يسرد جانبا من الإرهاصات التي سبقت قيام الاتحاد، ويشير العنوان للخيمة التي جمعت الشيخ زايد والشيخ راشد في عرقوب السديرة في فبراير/ شباط  1968 واتفقا فيها على إعلان اتحاد ثنائي بين أبوظبي ودبي، فيما يصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد باللحظة التاريخية، التي منها بدأت نقطة اللاعودة لتأسيس دولة الإمارات.

كان الشيخ محمد بن راشد أحد ممن رتبوا للاجتماع وأعدوا له: «كل شخص يذكر لحظة ولادة مولوده الأول، يذكر لحظة ولادة حبه الأول، ويذكر وظيفته الأولى، وأنا أذكر لحظة ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة»، ويخصص فصولا عدة يتابع فيها قصة الاتحاد والتحديات التي واجهته في البداية، تحت عناوين عدة من بينها «إعلان الاتحاد»، و«انقلاب في بداية الاتحاد» و«توحيد القوات، وإنجاز المهمة» وغيرها.