مخاوف عراقية من تحول مديرية امن الحشد الى "جهاز للقمع" ضد من يختلف مع توجهات ايران
قال الباحث في الشأن العراقي غيث التميمي، إنه من الاجدر على "مديرية أمن الحشد الشعبي" تطبيق سلطتها ضد عصابات الموت والخطف التي تجوب الشوارع، وليس ضد من يتقاطع مع المحور الولائي لابو مهدي المهندس المرتبط بالحرس الثوري الايراني، على حد تعبيره.
ودعا التميمي في مقالة كتبها في وقت سابق من يوم الأحد المصادف (9 شباط 2019)، مديرية أمن الحشد الشعبي الى "الكشف عن الجهات المتورطة بسرقة مصفى بيجي، والتي تم على خلفيتها توجيه اصابع الاتهام الى حركة "عصائب اهل الحق" التي يتزعمها قيس الخزعلي".
وزاد، كذلك عليها الكشف عن "السجون السرية التابعة لكتائب حزب الله ومصير أكثر من 5,000 من المغيبين قسراً من الرزازة والصقلاوية، كما يجب الكشف عن نهب وتهريب محولات واعمدة وكيبلات الكهرباء في ناحية يثرب وباقي مناطق محافظة صلاح الدين على يد "ميليشيات" يعتقد بتبعيتها لعصائب الحق، فضلاً عن تهريب النفط الذي تتهم فيه كتائب حزب الله وعصائب الحق والنجباء، إلى جانب تورط أغلب هذه الميليشيات بنهب ومصادرة عقارات مواطنين وتزوير وثائق بيع واستملاك عقارات تابعة لمواطنين غالبتهم من المسيحيين واليهود العراقيين في بغداد والمحافظات".
واستغرب التميمي من قرار "اعتقال شخص بحجم الشيخ أوس الخفاجي بتهمة عدم التعاون في إغلاق مقار تابعة له، في الوقت الذي تواجه مديرية امن الحشد الشعبي ملفات كبيرة لم تتصدى لها حتى هذه اللحظة".
واعتبر التميمي "خطوة اعتقال الخفاجي في هذا الوقت بالقرار غير الحكيم لا سيما في توقيته وموضوعه، مبينا انه كان بالإمكان تنبيهه واستدعائه بطرق قانونية قضائية دون الحاجة الى اعتقاله بهذا الشكل، والذي فسر من قبل اغلب العراقيين على أنه عقوبة سياسية بسبب مواقفه الأخيرة من إيران".
يذكر أن مديرية امن الحشد الشعبي قد اصدرت بيانا في وقت سابق من يوم الخميس المصادف (7 شباط 2019)، قالت فيه إن قوة تابعة لها اعتقلت قائد قوات "ابو فضل العباس" أوس الخفاجي في منطقة الكرادة، مبينة أن خطوة الاعتقال جاءت لرفض الخفاجي اغلاق احد مقراته الواقع في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد.
وتعليقا على هذا القرار دعا غيث التميمي مديرية امن الحشد الشعبي الى تطبيق هذه الخطوة "الانضباطية" ضد مقار كتائب حزب الله وكتائب النجباء وكتائب سيد الشهداء وكتائب الخراساني وباقي الفصائل المنتشرة مكاتبها في مناطق الكرادة والجادرية والمنصور وباقي المدن، لا سيما وان خطوة اعتقال الخفاجي قد سبقها إعتقال قائد جيش المؤمل والقيادي المنشق عن التيار الصدري سعد سوار وتفكيك قوات جيش المؤمل، وكذلك تفكيك ما يسمى بجيش المختار التابع للمعمم واثق البطاط، وبعض الشخصيات التي ظهرت على مسرح الأحداث مثل المعمم الباقري، على حد قوله.