اخبار العراق الان

بوتفليقة يعين مديرا جديدا للأمن الوطني الجزائري

بوتفليقة يعين مديرا جديدا للأمن الوطني الجزائري
بوتفليقة يعين مديرا جديدا للأمن الوطني الجزائري

2019-02-13 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


أعلن الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، الأحد، ترشحه لولاية رئاسية جديدة، وقال إنه في حال انتخابه سيبادر إلى تنظيم ندوة وطنية شاملة يكون هدفها إعداد “أرضية سياسية واقتصادية واجتماعية” بل و”اقتراح إثراء عميق للدستور”.

وأوضح  بوتفليقة،  في رسالته إلى الأمة المتضمنة إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل المقبل، أن “جميع القوى السياسية والاقتصادية والسياسية” للبلاد ستكون مدعوة لهذه الندوة الموجهة للخروج بـ”إجماع حول الإصلاحات والتغييرات التي يتعين على بلدنا القيام بها”.

وعلاوة على إعداد أرضية، فإن الندوة الوطنية “يمكنها اقتراح إثراء معمق” للدستور في ظل “احترام أحكامه المتعلقة بالثوابت الوطنية والهوية الوطنية وطابع الدولة الديمقراطي الجمهوري” وستطرح النتائج المتمخضة عن هذه الندوة عليه بغية تجسيدها عبر “السبل الملائمة”.

واعتبر بوتفليقة أن هذه الأهداف لا يمكن بلوغها حقا “ما لم نعمل على تحسين الحكامة على مستوى هيئات وإدارات الدولة وفي قطاع المؤسسات العمومية والخاصة على حد سواء”.

النص الكامل

بسم الله الرحمن الرحيم

أيتها المواطنات الفضليات أيها المواطنون الأفاضل،

لقد قلدتموني، منذ خمسة أعوام، مسؤولية رئيس الجمهورية، من أجل مواصلة مسار البناء الوطني. وقد كان هذا الخيار الذي عبَّرَتْ عنه أغلبية واسعة، يعكس دون شك، تَمسُّكَكم بعملٍ وطنيٍ مُميَّز كنتُ قد تشرفتُ بجمع قناعاتكم وتعبئة طاقاتكم حوله.

بالفعل، ومنذ العهدة الأولى على رأس البلاد، كرستُ كل طاقاتي لإخماد نار الفتنة، ولَمْلَمة الشَتَاتِ من جديد، لأمةٍ جريحةٍ جراءَ المأساة الوطنية، ثم الانطلاق في إعادة بناء البلاد التي كادتْ أن تَعصِفَ بها أزمةٌ متعددة الأشكال.

وقد تم رفع هذا الرهان أولاً بفضل الوئام المدني ، قبل أن يتعزّز بالمصالحة الوطنية التي قرّرْتموها بكل سيادة. وبفضل هذه الخيارات التاريخية، استُتِبَّ الأمن والسكينة في بلادنا، والتأمتِ الجراحُ وعادتِ الأخُوةُ تلف قلوب مواطنينا.

زيادة على ذلك، صار صوتُ الجزائر يَعْلو من جديدٍ وبقوةٍ في الساحة الدولية، وأصبحت المصالحةُ الوطنيةُ مثالاً يُحتذى بالنسبة للعديدِ من الأمم في العالم.

وفي ظل السلم المُستعادْ، أصبحتِ البلادُ ورشةً كبيرةً، بعد أن مَرّتْ بمرحلةٍ صعبة طَبِعَها تعديلٌ هيكليٌ اقتصاديٌ واجتماعيْ مرير.

وقد توالت الإصلاحات في العديد من المجالات، وأخُصُّ بالذكر العدالة، والتربية، والإدارة والاقتصاد. كما أحرَزَت الديمقراطية وحقوق المواطنين وحرياتهم ، خطوات عملاقة على درب التقدُّم،  دعّمتها  المُراجعةُ  الدستورية  الأخيرة.

ففي المجال الإقتصادي، عَزَّزَت الجزائر سيادتَها بفضلِ التخلُّصِ من المديونية، وجَمعِ احتياطات الصرف، وتكوينِ ادّخارٍ عموميٍ مُعتبر؛ وهي العواملُ التي مكَّنتْنا من الصمودِ أمام انهيار أسعار البترول في السنوات الأخيرة، وسمحت لنا بالاستمرار في مسار التنمية.

كما باشرت الجزائر برامِج مكثفة لبناء المنشآت القاعدية؛ وسمحت الإصلاحات والحوافز العمومية، موازاةً مع ذلك، بتحقيق تقدُّمٍ لا ريب فيه في تنويع الاقتصاد والشروعِ في التصدير خارج المحروقات.

وعلى الصعيد الاجتماعي، فقد تَحَسَّنَ الوضعُ بشكلٍ ملحوظ. ويتجلى ذلك من خلال التراجع المسجّل في معدل البطالة، والتكفل الجدي والمحسوس لإسكان أهلنا في كل أرجاء الوطن، والتلبية الواسعة لاحتياجات المواطنين في مجال المياه والطاقة، إلى جانب تزايد عدد بناتنا وأبنائنا الذين يرتادون المدارس، ومراكز التكوين والمعاهد والجامعات، بمعدل ثلاثة أضعاف. وبفضل ذلك بلغ مؤشر التنمية البشرية مستويات ملحوظة في المقارنات الدولية.

وقد كان التقدّم في التنمية مصحوبًا بتطور نوعيّ في أُسُس المُجتمع، فتَعزَّزت إذّاك الوحدةُ الوطنية من خلال ترقية الأمازيغية، بصفتها إحدى ركائز هويتنا الوطنية إلى جانب الإسلام واللغة العربية. مثلما شَهدت المرأةُ مكانتها ودورها يرتقيان، في السياسة أو في عالم الشغل، إلى مستوى مساهمتها في تحرير البلاد والبناء الوطني.

  كما حرصنا دوما على تزايد اهتمام شبابنا بضمان مستقبله عبر التحصيل العلمي والمعرفي المكثَّف، وكذا عن طريق وُلوجه المُستمِر في المجالات الإنتاجية و القيادية، في شتى الميادين.

وانصب اهتمامنا كذلك على جاليتنا الوطنية بالخارج، نظرا لدورها التاريخي المشهود أثناء ثورة التحرير المباركة ولارتباطها العميق بالبلاد، وبهذه المناسبة أعبر على وفاء الدولة للسعي إلى المحافظة على حقوقها المشروعة والتكفل بانشغالاتها والسهر على إشراكها في بناء الوطن.

وإلى جانب ذلك، فقد حَرِصنا على عصرنةِ الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بما يُمكِّنُ بلادنا من ضمان أمنها في خِضَمِّ الأزمات والصراعات التي تهز مِنْطَقَتَنَا. وأغتنم هذه الفرصة لأعبر على عرفان الأمة وامتنانها من جديد لكافة أفراد قواتنا المسلحة التي أحييها قيادةً وضباطًا وصفَّ ضباطٍ وجنودْ، وكل الذين خدموا الجزائر من خلال هذه المؤسسة المجيدة بكل إخلاص ووفاء ونكران الذات.  كما أغتنم هذه السانحة لأعبر كذلك على مشاعر التقدير والفخر التي تنتابنا تجاه كل الأسلاك الأمنية والنظامية.

وأدعوكم هنا لنترحم جميعا على كل شهداء الواجب الوطني الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن ينعم شعبنا بالاستقرار والأمن والأمان في ظل الجمهورية التي هي ثمرة شهداء ثورة نوفمبر المجيدة.

أمَّا على المستوى الدولي، فقد أصبحت الجزائر وستبقى شريكًا استراتيجيًا للعديدِ من القوى الفاعلة في العالم، وهي التي أمْسَتِ اليوم تضْطلعُ بدور رائدٍ في فضاءات انتمائها برصيدها الثري ومواقفها الثابتة.